بعد ترشح ابنته.. دوتيرتي يتفادي "صراع العروش" في الفلبين
قدم الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي أوراق ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ لانتخابات 2022، لتفادي مواجهة ابنته.
وانضمت سارة دوتيرتي-كاربيو، العمدة الحالية لمدينة دافاو جنوبي الفلبين، إلى سباق التنافس على منصب نائب الرئيس.
وقام ممثل عن دوتيرتي بتقديم شهادة ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ للجنة الانتخابات، في آخر يوم يمكن فيه للأحزاب السياسية تقديم مرشحيها للانتخابات المقررة في مايو/أيار من عام 2022.
قرار الرئيس الفلبيني جاء بعد أن صار يتعين عليه أخيرا أن يتخذ قراره النهائي بشأن موقفه من خوض الانتخابات، بعد أن ترك مواطنيه منذ أشهر وحتى يوم أمس، في حالة من التكهن والتخمين.
واتخذ دوتيرتي قرار ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ بدلا من الترشح لمنصب نائب الرئيس، قبل ساعات فقط من انتهاء الموعد النهائي المحدد للانتهاء من ترشيحات الانتخابات المقررة في التاسع من مايو/أيار المقبل، في الدولة التي يبلغ تعدادها السكاني 110 ملايين نسمة.
وذكرت وكالة "بلومبرج" للأنباء في تقرير لها، أن الاختيار كان يتسم بالتعقيد بالنسبة لدوتيرتي بسبب حقيقة أن ابنته، سارة دوتيرتي-كاربيو، العمدة الحالية لمدينة دافاو الواقعة جنوبي البلاد.
وقالت في مطلع الأسبوع إنها ستترشح لشغل منصب نائب الرئيس، مؤكدة أنها ستدعم السناتور السابق فرديناند ماركوس جونيور، المعروف باسمه المستعار "بونج بونج"، ابن الديكتاتور الراحل، لتولي منصب الرئيس.
وكان الابن الوحيد للديكتاتور الفلبيني الراحل، فرديناند ماركوس، تعهد بتوحيد صف البلاد، وإخراج الفلبينيين من الأزمة الناتجة عن تفشي جائحة كورونا.
وقد أخفق السناتور السابق (64 عاما) في محاولة سابقة لشغل منصب نائب الرئيس في عام 2016.
وفي حال كان الرئيس دوتيرتي خاض الانتخابات أمام ابنته ودعم مرشحا رئاسيا مختلفا، فإن ذلك كان من شأنه أن يعزز الفرص لدى بعض المرشحين الآخرين، مثل السناتور وبطل الملاكمة، ماني باكياو، ونائبة الرئيس السابقة، ليني روبريدو، التي تقود المعارضة.
وكانت روبريدو (56 عاما) قد تعهدت بإنهاء نظام السياسة "القديم والفاسد" تحت إدارة دوتيرتي، وقالت إنها تعلم أن التحدي الذي ينتظرها، عسير.
وفي مقاطع من مقابلة أجراها دوتيرتي مع مدون مؤيد لإدارته، بثتها قناة "بي تي في 4" المملوكة للحكومة أمس الإثنين، قال الرئيس الفلبيني إنه يشعر بحيرة بسبب قرار سارة دوتيرتي.
وأوضح أنها "رقم واحد في استطلاعات الرأي، لذلك فأنا أتساءل لماذا وافقت على الترشح لشغل منصب نائب الرئيس فقط".
ومن المقرر أن تنتهي فترة حكم الرئيس (76 عاما) في يونيو/حزيران من عام 2022، ولن يُسمح له بالسعي لإعادة انتخابه بموجب الدستور الفلبيني، الذي يسمح فقط بالحصول على فترة حكم واحدة مدتها ستة أعوام للرئيس.
ويحث مؤيدون وحلفاء سياسيون دوتيرتي-كاربيو، على الترشح للرئاسة، خلفا لوالدها.
وكان دوتيرتي قد أطلق بعد انتخابه رئيسا للبلاد في عام 2016، حملة لمكافحة الجريمة. وقتل أكثر من سبعة آلاف شخص في الحملة منذ ذلك الحين، إلا أن تقديرات لجماعات حقوقية تشير إلى أن العدد قد يكون ثلاثة أمثال ذلك.
ويطلق دوتيرتي تصريحات متضاربة منذ عدة أشهر، تتضمن ما قاله الشهر الماضي بشأن إعلان تقاعده من المجال السياسي.
كما دفع مساعده المقرب السناتور كريستوفر "بونج" جو، لخوض الانتخابات الرئاسية، وتعهد بتقديم الدعم له على مرشحين آخرين مثل ماركوس جونيور، "كمسألة مبدأ"، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يترشح لمنصب نائب الرئيس مع جو.
وهذا من شأنه أن يدعم التصويت لصالح دوتيرتي ويمثل متاعب لماركوس جونيور. وهناك احتمال آخر وهو أن ترشح دوتيرتي لعضوية مجلس الشيوخ سيسمح له بالبقاء كمسؤول منتخب.
ومن شأن ذلك أن يمهد الطريق أيضا أمام ماركوس جونيور لتولي منصب الرئيس وسارة دوتيرتي لشغل منصب نائب الرئيس.
ومن المقرر أن يقوم الفلبينيون بانتخاب رئيس جديد ونائب للرئيس ونصف أعضاء مجلس الشيوخ المكون من 24 عضوا وأكثر من 200 عضو في مجلس النواب وآلاف المسؤولين الحكوميين المحليين، في الانتخابات المقررة في العام المقبل.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA=
جزيرة ام اند امز