"دافوس 2023 ".. عالم "منقسم" في مواجهة قضايا "متراكمة"
يواجه عمالقة الاقتصاد على جدول أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023 في يومه الثاني بدافوس قضايا متراكمة في عالم منقسم.
إذ احتلت حرب أوكرانيا والطاقة وتكلفة المعيشة وأزمة المناخ والتجارة والميتافيرس مكانة متقدمة على جدول الأعمال.
وانطلقت يوم الإثنين فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي 2023 في دافوس، الذي يستمر حتى 20 يناير/كانون الثاني الجاري تحت شعار "التعاون في عالم منقسم".
الحرب الروسية الأوكرانية
يمر نظام ما بعد الحرب حاليا بأكبر أزمة له، إذ تشكل الأزمة الروسية الأوكرانية، بحسب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مرحلة من المخاوف الأمنية والسياسية والاقتصادية على مستوى العالم ككل.
لكن الأزمات المترابطة للطاقة وارتفاع التكاليف والتضخم، فضلاً عن خطر الأزمات التجارية وتغير المناخ، كانت أيضا في طليعة الأذهان، إلى جانب الحديث عن الحرب في شرق أوروبا.
على سبيل المثال، دعا نائب رئيس مجلس الدولة الصيني "ليو خه" إلى اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ. وأوضح أن هناك حاجة إلى التعاون بشأن هذه القضية وغيرها، ولا سيما بشأن النظام الاقتصادي الدولي وتنسيق السياسة الكلية الدولية.
في المقابل، دعا مسؤولون في المنتدى الاقتصادي العالمي إلى تجنيب الغذاء أي أزمات مقبلة في الحرب بين البلدين، وعدم استخدامها سلاحا لتحقيق مكاسب سياسية.
الطاقة وتغير المناخ
أكثر من 800 مليار دولار من التبرعات الخيرية في عام 2021، لكن 2% فقط ذهبت نحو الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات.
وتم أمس الثلاثاء إطلاق مبادرة جديدة في دافوس هي Amplify Earth Action (GAEA)، سيستخدم رأس المال الخيري، للمساعدة في استثمار الأموال اللازمة كل عام لمعالجة تغير المناخ وفقدان الطبيعة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: "التكنولوجيا النظيفة هي الآن قطاع الاستثمار الأسرع نموًا في أوروبا، حيث تضاعف قيمتها بين عامي 2020 و2021 فقط".
وزادت: "لقد حددنا خطة داخل المفوضية الأوروبية، إنها خطة الصفقة الخضراء الصناعية، لجعل أوروبا موطن التكنولوجيا النظيفة والابتكار".
وأوضح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن أمن الطاقة هو الذي يقود النمو في مصادر الطاقة المتجددة الآن، وليس المخاوف البيئية.. "لكن عالمنا لم يشهد قط أزمة طاقة بهذا العمق وهذا التعقيد".
وقال بيرول، إن أزمة الطاقة لم تتوقف على ارتفاع الأسعار وضعف الإمدادات، بل إن دول العالم أصبحت تبحث عن أي مصادر ولو كانت ملوثة في سبيل توفير الكهرباء للمنازل والمصانع.
والعام الماضي، أعادت دول مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وإيطاليا وهولندا، العمل بمحطات توليد الكهرباء باستخدام الفحم، في مؤشر على توفير الكهرباء بأية وسيلة، في وقت كانت هذه الدول من كبار الداعين إلى تبني الطاقة المتجددة.
الميتافيرس
تطرقت جلسات المنتدى خلال يومه الثاني إلى بناء اقتصاديات metaverse على مستوى العالم، في وقت توقفت فيه الشركات الكبرى عن جهودها لترسيخ نفسها في المجال الافتراضي.
يُظهر بحث جديد تم عرضه في المنتدى أن Metaverse يمكن أن يضيف 3 تريليونات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي في غضون عشر سنوات إذا نمت شعبيته مثل تكنولوجيا الهاتف المحمول.
أجرى الاقتصاديون في شركة Analysis Group للاستشارات الدولية الدراسة ووجدوا أن توسيع العالم الافتراضي يمكن أن يضيف 1.7% أو 440 مليار دولار (417 مليار يورو) إلى الاقتصاد الأوروبي في 10 سنوات.
يقول التقرير إنه إذا بدأ الجميع في استخدام التكنولوجيا على نطاق واسع في عام 2022، فسوف تضيف 2.8% إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2031.
قد يجد المحترفون ذوو المهارات العالية وظيفة في وطنهم دون الحاجة إلى السفر، وبالتالي، يخلق الموظفون دخلاً يُعاد استثماره في الاقتصاد المحلي، وستتضاعف فرص الانخراط مع توسعها.