«دافوس» يتزين بتجربة الإمارات الرائدة في تصميم المستقبل
بعد إنجازات تاريخية سطرها مؤتمر الأطراف COP28، يتزين منتدى «دافوس» بتجربة دولة الإمارات الرائدة في تصميم المستقبل المنشود للبشرية.
وتنطلق اليوم الإثنين في مدينة دافوس بسويسرا الدورة الـ54 من منتدى «دافوس» تحت شعار «إعادة بناء الثقة» والتي تستمر خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير/كانون الثاني 2024، لإتاحة مساحة أمام قادة العالم لمناقشة الشؤون المهمة والملحة نحو تحقيق هدف دافوس لهذا العام، وهو إعادة بناء الثقة، بما في ذلك ترسيخ مبادئ الشفافية والاتساق والمسؤولية.
وفي كل عام، وعلى مدار 5 أيام يحضر الاجتماع قرابة 2500 مشاركٍ يجمع ممثلين عن أكثر من 100 حكومة ومنظمة دولية كبرى، وما يفوق 1000 من أهم الشركات العالمية في القطاع الخاص، إضافة إلى العديد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ودور الفكر.
وتشارك دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى بالمنتدى، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته في استضافة مؤتمر الأطراف للمناخ COP28، الذي خرج بإنجازات غير مسبوقة مناخية للعالم، لعل أبرزها «الاتفاق التاريخي» بالانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري.
- دافوس 2024.. 3 مجموعات صناعية كبرى تنضم لمبادرة المنتدى للحياد الكربوني
- دافوس 2024.. قضايا المناخ وإنجازات COP28 تتصدر أجندة المناقشات
توجهات «دافوس 2024».. تنطلق من الإمارات
في يناير/كانون الثاني 2023، كانت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، قد وقعا اتفاقية شراكة لتنظيم مجالس المستقبل العالمية، في خطوة جديدة لمسيرة الشراكة بين الجانبين، التي تم تتويجها في مايو/أيار 2022 بتوقيع اتفاقية شراكة عالمية استراتيجية مستدامة تهدف إلى تعزيز جهود استكشاف الفرص المستقبلية، وترسيخ التكامل والتعاون في دعم المبادرات العالمية ووضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية الشاملة.
يذكر أن مجالس المستقبل العالمية جمعت منذ إطلاقها بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، عام 2008، على مدى 14 عاماً، أكثر من 12 ألف مشارك من 100 دولة، اجتمعوا في نحو 900 مجلس ناقشت مستقبل القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.
وقد جمعت النسخة التي نظمتها دولة الإمارات بالشراكة مع منتدى دافوس خلال الفترة من 16 إلى 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 500 خبير عالمي ومفكر، علاوة على مسؤولين حكوميين وممثلين عن المنظمات الدولية والأكاديميين لوضع خطط المستقبل والتي تحدد توجهات "دافوس" 2024. وقد ركزت على مستقبل المجتمعات حول العالم، وسبل الارتقاء بجودة حياة المجتمعات وتبني نماذج أكثر شمولاً لاستدامة التنمية وتطوير اقتصادات الرعاية، وذلك من خلال مناقشة عدد من الموضوعات في محور المجتمع، ضمن مجالس مستقبل التنقل الذاتي، ومستقبل المدن، ومستقبل اقتصاد الرعاية، ومستقبل السياحة المستدامة.
الإمارات.. نموذج يحتذى بمواجهة التحديات
تعكس مشاركة دولة الإمارات في منتدى «دافوس»، ترجمة رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في تعظيم دور دولة الإمارات في مختلف محافل العمل الدولي، وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في تعزيز دور دولة الإمارات كشريك أساسي في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حول العالم.
دولة الإمارات، لطالما تُعد الداعم الأول لكافة قنوات الحوار والتبادل المعرفي حول مختلف القضايا الاقتصادية والتنموية في العالم، ودائماً ما تهدف من خلال مشاركتها بالمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والتلاقي حول كافة الموضوعات المطروحة على الساحة العالمية، وتسليط الضوء على تجربة دولة الإمارات التنموية كنموذج عالمي يحتذى في سرعة التعافي وتجاوز التحديات.
وتأتي مشاركة دولة الإمارات في الجلسات الرئيسة والاجتماعات الخاصة في المنتدى والفعاليات الجانبية، والتي تمتد إلى أكثر من 21 عاماً، لتؤكد حرص قيادة دولة الإمارات على ترسيخ التعاون الدولي، والسعي إلى إيجاد الحلول المتكاملة عن طريق دعم الحوار الدولي وتوحيد الجهود ضمن نطاق مأسسة التعاون الدولي، لاستشراف مستقبل أفضل للأجيال الحالية والقادمة، في ظل المتغيرات التي تواجه العالم في مجالات التنمية والاقتصاد والأعمال والمناخ والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من الموضوعات التي تتخذُ قدراً كبيراً من الأهمية ضمن سياسة دولة الإمارات العامة واستراتيجيتها نحو المستقبل.
تطلع دائم نحو المستقبل
منذ التأسيس في 2 ديسمبر/كانون الأول 1971، وتتطلع دولة الإمارات بشكل دائم في مسيرتها التنموية إلى المستقبل، وعدم الاكتفاء بانتظاره أو استقباله، والمبادرة بتصميمه، ليكون هذا النهج، نهجاً ثابتاً في مسيرة دولة الإمارات.
اليوم، العالم يشهد تحديات متسارعة تحمل معها فرصًا جديدة وواعدة، بما يفرض على الحكومات أن تعيد النظر في وظيفتها ودورها ليصبح تصميم المستقبل وصناعته وابتكار نماذج عمل جديدة مبتكرة مستفيدة من قوة التكنولوجيا وهو النهج الذي تبنته دولة الإمارات طوال مسيرتها التنموية.
وقد جاءت الإنجازات والنجاحات التي حققتها دولة الإمارات بفضل الرؤية السبّاقة والطموحة للقيادة الرشيدة لدولة الامارات، التي تم تنفيذها من خلال القطاعات الحيوية الفاعلة في المنظومة الحكومية لصنع المستقبل عبر وضع سياسات استباقية، وتشريعات مرنة، ومبادرات داعمة وممكنة لتثبت دولة الإمارات تفوقها وريادتها؛ حيث حققت قفزات كبيرة في تقارير التنافسية للعام 2023 وتصدرها دول العالم في 186 مؤشراً، وتبوؤها المركز الأول عربياً في 508 مؤشرات.
وكانت دولة الإمارات هي أول من أطلقت تقرير استشراف المستقبل العالمي من قلب منتدى دافوس عام 2017، الذي يعد الأول من نوعه في العالم، ما يعني أن دولة الإمارات أصبحت مصدراً لتقديم المعرفة للعالم؛ حيث يوفر التقرير للحكومات دراسات وإحصائيات لمستقبل العديد من القطاعات وحجر أساس للقطاع الخاص في تبني الأفكار لتحويلها لواقع ملموس للمجتمعات.
3 مبادئ.. ركائز تصميم المستقبل
هناك ثلاثة مبادئ رئيسية تميز تجربة دولة الإمارات ودور الحكومة في تصميم المستقبل، أولها أن هذه التجربة يحركها استثمار وصناعة الفرص، والمبدأ الثاني يتمثل في كون تنفيذها يتم وفق قفزات سريعة وقوية ومؤثرة، وثالث هذه المبادئ هو تنفيذها في إطار التعاون الدولي مع الشركاء الدوليين لصناعة مستقبل المجتمعات.
وعلى مدى 5 عقود مضت، اعتمدت دولة الإمارات منهجية تنافسية في تسريع وتيرة الابتكار وإحداث التغيير المؤثر؛ حيث تمت مضاعفة معدل معرفة القراءة والكتابة من 48% لتصبح 95%، وزاد الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 142 مرة، من 300 مليون دولار إلى 427 مليار دولار، كما نجحت الإمارات في بناء أربع محطات للطاقة النووية ولديها أكبر محطات للطاقة الشمسية في العالم.
رقمنة سلاسل التوريد.. الإمارات شريان استراتيجي لتجارة العالم
إن دولة الإمارات حافظت على موقعها كمركز تجاري مزدهر، ورسخت موقعها مكانا موثوقا لممارسة الأعمال التجارية، وكانت القيادة الإماراتية رائدة على الدوام في صياغة نموذج حوكمة مبتكر أسهم في ترسيخ موقع ريادي للدولة في العديد من القطاعات المهمة عالمياً، وهو ما أسهم كذلك في ترسيخ التحول الاقتصادي لدولة الإمارات، وتعزيز تنوعه، وتحقيق الريادة والتقدم في العديد من مؤشرات التنافسية.
كما تم إطلاق استراتيجية الذكاء الاصطناعي واستراتيجية الاقتصاد الرقمي، بهدف مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للإمارات بحلول عام 2031، لتصل إلى 20%، كما تم إطلاق استراتيجية الميتافيرس، والتي تهدف إلى زيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني إلى 4 مليارات دولار بحلول عام 2030.
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت في الدورة الـ53 من منتدى "دافوس" في يناير/كانون الثاني 2023، مبادرة "تكنولوجيا التجارة" بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تهدف إلى تسريع رقمنة سلاسل التوريد الدولية، وتعزيز الإجراءات الجمركية، وتحسين وصول البلدان النامية إلى نظام التجارة العالمي.
ونفذت دولة الإمارات أيضاً استراتيجية جديدة للصادرات الخدمية تعمل على توفير فرص جديدة للأنشطة التجارية الإماراتية في هذا القطاع الذي يمثل بالفعل 2.2 بالمئة من إجمالي تجارة الخدمات عالمياً.
وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت دولة الإمارات برنامجاً جديداً لإعادة التصدير من شأنه توسيع نطاق الوصول الجغرافي للشركات بالاعتماد على البنية التحتية عالمية المستوى للدولة وموقعها الاستراتيجي كمركز لوجستي عالمي لإعادة تصدير البضائع عبر العالم.
ويساهم قطاع إعادة التصدير الإماراتي بنسبة 6.6% في الناتج المحلي الإجمالي، مما يوفر نحو 1.3 مليون فرصة عم.
وكان لدولة الإمارات دور مهم في تخصيص يوم رسمي للتجارة في مؤتمر (COP28) لأول مرة، والذي تضمّن التركيز خلال يوم كامل من النقاشات التي استكشفت ما يمكن للقطاعين العام والخاص فعله معاً لبناء نظام تجاري نظيف وأكثر ذكاءً وشمولاً.
وتستضيف دولة الإمارات في فبراير/شباط 2024 المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، أعلى هيئة لصنع القرار في مجال التجارة العالمية، والذي سيشهد حضور الدول الأعضاء والاتحادات الجمركية ومنظمات ومؤسسات التجارة الدولية في أبوظبي لمناقشة مستقبل التجارة العالمية.
وستسعى دولة الإمارات من خلال ترؤسها للمؤتمر الوزاري الثالث عشر إلى التأكيد على مزايا توسيع سلاسل التجارة وتحديثها ودورها في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وخصوصاً في البلدان النامية.
الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري.. وتسطير حقبة المستقبل النظيف
وقد شهد عام 2023 فرصاً جديدة وظهوراً لابتكارات وحلول جيدة برعاية القيادة الرشيدة في دولة الإمارات؛ حيث تم التوصل مع نهاية العام إلى (اتفاق الإمارات) التاريخي في ختام مؤتمر المناخ «COP28» في دبي بالإعلان عن “بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري”، وهو ما يخدم قضية المناخ، حيث أجمعت الدول على تحقيق التوازن بين التحول العادل والتدريجي نحو الطاقة النظيفة والتحول التام عن الوقود المسبب للانبعاثات.
واستكمالاً للجهود الدولية المبذولة والنتائج التي توصل إليها مؤتمر المناخ في دبي (COP28)، ستتم مناقشة (استراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة).
ويأمل العالم أن يتوصل منتدى «دافوس 2024» إلى حلول للأزمات المستمرة التي تؤثر على الجميع، وليس فقط للقريبين من الصراعات، ويعود برنامج المنتدى هذا العام إلى الأساسيات المتمثلة في الحوار المفتوح والبناء بين قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، للمساعدة على الربط بين النقاط في ظل بيئة متزايدة التعقيد، وتقريب وجهات النظر للأطراف الفاعلة وجميع المشاركين.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز