أنظار العالم تتجه لسويسرا.. ماذا نعرف عن منتدى دافوس 2024 وأجندته؟
تتجه الأنظار إلى المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) الذي يعقد خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير/كانون الثاني 2024.
وتستضيف مدينة دافوس بسويسرا المنتدى في نسخته الـ54 تحت شعار «إعادة بناء الثقة»، لإتاحة مساحة أمام قادة العالم لمناقشة الشؤون المهمة والملحة نحو تحقيق هدف دافوس لهذا العام، وهو إعادة بناء الثقة، بما في ذلك ترسيخ مبادئ الشفافية والاتساق والمسؤولية.
وتشارك دولة الإمارات بوفد رفيع المستوى بالمنتدى، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته الدولة في استضافة مؤتمر الأطراف للمناخ COP28، والذي خرج بإنجازات غير مسبوقة مناخية للعالم.
ما هو دافوس؟
منتدى دافوس الاقتصادي تنعقد اجتماعاته بشكل سنوي لمدة أسبوع واحد في شهر يناير/كانون الثاني، منذ تأسيسه قبل أكثر من 50 عاماً.
ومنذ تأسيس المؤتمر عام 1971 على يد كلاوس شواب، الاقتصادي السويسري الألماني، أصبحت مدينة دافوس السويسرية (الاسم المتعارف للمؤتمر السنوي)، محط اهتمام العالم، حيث تجتمع النخب العالمية في بلدة جبال الألب الصغيرة لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وجاء تأسيس منتدى دافوس لمحاولة تعزيز التعاون العالمي في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تهدف المنظمة الدولية غير الربحية المسؤولة عن المنتدى، والتي يقع مقرها الرئيسي بالقرب من جنيف، للجمع بين القطاعين العام والخاص لتبادل الأفكار لحلول المشكلات العالمية، وهو أحد مبادئها التأسيسية.
إنجازات دافوس
أسهم منتدى دافوس في العديد من الإنجازات، منها أنه ساعد على وقف الحرب التركية اليونانية عام 1987، إضافة إلى دوره في إعادة توحيد ألمانيا، والمساعدة على إنهاء الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث استضاف مصافحة بين نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك في عام 1992.
ومؤخراً، حقق المنتدى الاقتصادي العالمي بعض الانتصارات في قضايا الاستدامة وحماية البيئة، بالإضافة إلى مناشدته بوقف الحرب الروسية الأوكرانية.
ويتناول المؤتمر في اجتماعاته السنوية عدة قضايا، منها ضمان الاستدامة، وحل الأزمات العالمية، وموضوعات الطاقة، ومستقبل العمل والوظائف، ودعم الابتكار، والصحة، والغذاء، والعديد من القضايا التي تمس الفرد والمجتمع.
دافوس 2024
يجتمع في مؤتمر دافوس 2024 أكثر من 100 حكومة، ونحو ألف من شركاء المنتدى، بجانب قادة المجتمع المدني، والخبراء، وممثلي الشباب، وأصحاب المشاريع الاجتماعية، ووسائل الإعلام.
والسؤال المطروح على قادة العالم هذا العام هو «هل سيكون العام المقبل فترة التحول إلى (أزمة دائمة) أم أن عام 2024 سيكون وقت الحل والتعافي؟»، بحسب الموقع الرسمي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
في نسخة العام الماضي، كانت كلمة (تعدد الأزمات) هي الكلمة الأكثر انتشاراً بين الجميع، بينما كان القادة يتداولون الأزمات المتتالية والمترابطة في تلك اللحظة واليوم، وفي ظل اتجاه العالم نحو أزمات جديدة فإن الأزمات القديمة لا تزال قائمة.
تأتي نسخة العام الحالي، بعدما شهد العالم في 2023 تقلبات سريعة وتحديات كثيرة، بداية من توسع الذكاء الاصطناعي وهيمنته على المشهد العام، وحالة عدم اليقين الاقتصادي، وأزمة المناخ المستمرة، وتصاعد الأزمات الجيوسياسية واستمرار الاضطرابات حول العالم، سواء الحرب الروسية الأوكرانية أو نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وحماس.
ومع ذلك، فإن 2023 شهدت فرصاً جديدة وظهوراً لابتكارات وحلول جيدة، حيث تم التوصل مع نهاية العام إلى (اتفاق الإمارات) التاريخي في ختام مؤتمر المناخ «COP28» في دبي بالإعلان عن "بداية النهاية لعصر الوقود الأحفوري"، وهو ما يخدم قضية المناخ، حيث أجمعت الدول على تحقيق التوازن بين التحول العادل والتدريجي نحو الطاقة النظيفة والتحول التام عن الوقود المسبب للانبعاثات.
القضايا المطروحة
تأتي أربعة مجالات أساسية في مقدمة اهتمامات الحضور بالمنتدى في ظل الأزمة في الشرق الأوسط، خاصة الحرب في غزة، حيث سيتم تناول مبدأ (تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق) وفقاً للوصف في أجندة دافوس 2024.
ومن أهم الأسئلة المطروحة لتناول هذه المسألة «كيفية التعامل بفاعلية مع الأزمات الأمنية، مثل الوضع الحالي في الشرق الأوسط، ووضع حد لقوى التمزق، وتحديد المجالات التي يكون فيها التعاون ضرورياً لضمان سيناريو يحقق الفوز لجميع الأطراف المعنية».
والهدف الثاني هو (خلق النمو وفرص العمل لعصر جديد)، حيث سيتم دراسة «كيف يمكن للحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني الاجتماع حول إطار اقتصادي جديد لتجنب عقد من النمو المنخفض ووضع الأشخاص في مسار أكثر ازدهاراً».
أما المسألة الثالثة فهي مناقشة (الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع)، والتساؤل حول «كيف يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الفائدة للجميع؟ وكيف يمكن موازنة المشهد التنظيمي المتباين بين الابتكار والمخاطر المجتمعية؟ وكيف سيتفاعل الذكاء الاصطناعي مع التقنيات التحويلية الأخرى، بما فيها 5/6G والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية؟».
والقضية الرابعة هي قضية المناخ، لاستكمال الجهود الدولية المبذولة والنتائج التي توصل إليها مؤتمر المناخ في دبي (COP28)، ستتم مناقشة (استراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة).
الآمال المنتظرة
ويأمل العالم أن يتوصل اجتماع دافوس 2024 إلى حلول للأزمات المستمرة التي يؤثر على الجميع، وليس فقط للقريبين من الصراعات، ويعود برنامج المنتدى هذا العام إلى الأساسيات المتمثلة في الحوار المفتوح والبناء بين قادة الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، للمساعدة على الربط بين النقاط في ظل بيئة متزايدة التعقيد، وتقريب وجهات النظر للأطراف الفاعلة وجميع المشاركين.