نجوم "دافوس" الاقتصاديون.. أقنعة "شجاعة" في أجواء متوترة
كبار المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال حاولوا بث روح من التفاؤل بشأن توقعات ومستقبل الاقتصاد العالمي خلال مشاركتهم في منتدى دافوس
حاول كبار المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال بث روح من التفاؤل بشأن توقعات ومستقبل الاقتصاد العالمي، خلال مشاركتهم في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي بمدينة دافوس.
يأتي ذلك وسط أجواء من التوتر خيمت على المنتدى السنوي الذي تحتضنه جبال الألب السويسرية، في ظل الشلل السياسي في اقتصادات البلدان متقدمة النمو الرئيسية والحروب التجارية والمخاوف بشأن تركيز قوة الشركات، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن العديد من كبار مؤسسي الشركات وضعوا "قناع الشجاعة"، وقالوا إن الاقتصاد قد تغلب على التحديات على المدى القصير التي ظهرت في عمليات بيع كبيرة في الأسواق نهاية عام 2018.
وقالت أفسانه مشايخي بيشلوس، الرئيس التنفيذي لشركة "روك كريك" الاستثمارية في واشنطن العاصمة، التي تدير أصولاً بقيمة 14 مليار دولار: "سواء كنت تنظر إلى التجارة العالمية، أو الإغلاق الحكومي، أو حالة الاقتصاد والسياسة"، فإن حالة الشك غير مسبوقة.
وفي حديثها خلال مأدبة غداء مجلس المديرين التنفيذيين التي أقامتها "وول ستريت جورنال"، أمس الثلاثاء، قالت إن الدرجة الحالية من عدم اليقين السياسي لم نشهدها منذ سبعينيات القرن العشرين، والركود الأمريكي في عام 2020 أمر ممكن.
- دافوس.. تحديات أمام اقتصاد روسيا للحفاظ على تنافسيته العالمية
- دافوس 2019.. كل شيء يدور حول "العولمة 4.0" فما هي؟
وقال مارك وايزمان، رئيس قسم الأسهم العالمي في شركة "بلاك روك"، الذي كان يقارن مشاركة هذا العام بالفترة التي أعقبت الأزمة المالية: "الأمر يُشعر بالهدوء. ثم ما كان يحدث مع الاقتصاد العالمي، هذه المرة، إنها الجغرافيا السياسية. العديد من الشخصيات الرئيسية ليست هنا".
لكن جاء الخطاب السياسي لأبرز شخصية من الرئيس البرازيلي المنتخب حديثاً يائير بولسونارو، الذي أظهر شخصية مختلفة عن الشعبوية اليمينية التي أشعلت حماس الناخبين، وتحدث عن خفض الضرائب ومكافحة الفساد ومزايا التجارة.
وقال عنه ستيوارت إيزينستات، وهو مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأمريكية يعمل الآن لدى شركة "كوفينجتون أند بورلينج" للمحاماة: "كان محافظاً ولكنه ليس شعبوياً. ليس الأمر يتعلق بجمع الحشود".
وقال نينج جاونينج، رئيس مجموعة سينوكيم الصناعية الصينية العملاقة المملوكة للدولة، إن الجغرافيا السياسية تمثل تحدياً للاستثمار الأجنبي وللعولمة.
وأضاف: "الصينيون مرتبكون للغاية. ظنوا أنهم مرحب بهم للاستثمار في بلدان أخرى. الآن يدركون أنهم غير مرحب بهم طوال الوقت".
وفي بيان تم إعداده لقادة العالم في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وانتخاب الرئيسين ترامب وإيمانويل ماكرون يشيران إلى أن الشعوب تتحدى السياسات الاقتصادية العالمية لصالح السياسات القومية.
وتطرقت المناقشة بين مجموعة دافوس إلى الانزعاج المتنامي لتأثير الشركات على المجتمع، خاصة شركات التكنولوجيا الكبرى.
- "بي بي" البريطانية تذيب جليد دافوس بتوقعات "دافئة" للنفط في 2019
- "كلاوس شواب".. مهندس "دافوس" وصوت الثورة الصناعية الرابعة
في السياق، قال راجورام راجان، الرئيس السابق للبنك المركزي الهندي وأستاذ المالية في كلية بوث لإدارة الأعمال في جامعة شيكاغو: "هل أصبحت الشركات أكبر من أن يتمكن النظام السياسي من السيطرة عليها، وهل سيعيدها النظام السياسي بطريقة ما؟".
وأضاف: "وتيرة الشركات الناشئة الجديدة في الولايات المتحدة بدأت تتراجع بثبات. وكل هذا يؤدي إلى مخاوف حول كيفية دفع الشركات الكبرى للضرائب وكيف تؤثر على الحكومات".
بينما أقر ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، بالتوتر الذي تواجهه الشركات لنشر الثروة بشكل منصف، قائلاً: "نعلم أن وظائف المستقبل تتطلب مهارات مختلفة. إذن، كيف نجهز هؤلاء الناس، شباب العالم، لهذه الوظائف المختلفة؟ الأسواق تعمل، لكن هناك حدود".
قبل عام، توقع راي داليو، مؤسس شركة "بريدجووتر أسوشيتس"، أكبر شركة في العالم لصناديق التحوط، أن طفرة السوق كانت وشيكة بفضل الاقتصاد الفاضل وتخفيضات ضريبية أقرت مؤخراً على الشركات. وبعد أسابيع، دخل السوق فترة طويلة من التقلب بلغت ذروتها في تصحيح نهاية العام.