"كلاوس شواب".. مهندس "دافوس" وصوت الثورة الصناعية الرابعة
في ظل تغيرات متسارعة تعصف بالأنظمة المالية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية يقف العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة.
قبل عامين وفي 25 يناير/كانون الثاني 2017، صدرت النسخة العربية من كتاب "الثورة الصناعية الرابعة" الذي يناقش في 3 فصول تحديات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها على البشرية سلبا وإيجابا، لمؤلفه البروفسور كلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، وحملت مقدمته توقيع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي.
- دافوس.. التوترات الجيوسياسية تلقي بظلال سلبية على الاقتصاد العالمي
- "حمدان لمستقبل الاستثمار" الإماراتي يدشن برنامج "قدرات 2030" من دافوس
اليوم وفي ظل تغيرات متسارعة تعصف بالأنظمة المالية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يقف العالم على أعتاب ثورة صناعية رابعة، لا يقتصر أثرها على تغيير شكل الصناعات وطرق الإنتاج، بل يمتد إلى المنظور المعرفي للبشر تجاه المتطلبات بصورة عامة.
البروفيسور شواب مدير عام منتدى دافوس الاقتصادي قال: "إن دورة المنتدى 2019 تركز على تمكین العولمة من مسيرتها في طورھا الـ4 مع الثورة الصناعیة الرابعة والتي يجب أن تشمل أيضا عولمة التعامل مع أزمات التغیرات المناخیة السلبیة والشمولیة والحوكمة الدولیة، محذرا من دخول العالم "فترة من عدم الاستقرار العمیق بسبب إعادة تنظیم القوى الجیوسیاسیة والجیواقتصادیة".
وقال أيضا إن الثورة الصناعیة الرابعة الجاریة حالیا یجب أن تتمحور حول الإنسان وأن تكون شاملة ومستدامة وأن تأخذ بعین الاعتبار أولئك الذین فاتھم قطار العولمة أو تتضرروا منھا.
"شواب" مهندس واقتصادي ألماني، معروفا عنه أنه المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس"، وهي منظمة دولية غير ربحية مستقلة منوطة بتطوير العالم عن طريق تشجيع الأعمال والسياسات والنواحي العلمية. أسس مع زوجته، هيلدي، مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعي.
ولد "شواب" في 30 مارس/آذار 1938 في مدينة "رافنزبورج" الألمانية، وفي العام 1971 أسس شواب منتدى الإدارة الأوروبية، الذي أصبح في 1987 المنتدى الاقتصادي العالمي، كمؤسسة غير ربحية تلتزم في تطوير الوضع العالمي، لتصبح فيما بعد مركزاً عالمياً لقادة الأعمال والسياسة والفكر.
عمل شواب أستاذاً لسياسة الأعمال في جامعة جنيف خلال الفترة ما بين العامين 1972 و2003، وفي 1998 قام بالاشتراك مع زوجته، هيلدي، بإنشاء مؤسسة شواب لريادة الأعمال الاجتماعية، التي تدعم الابتكار الاجتماعي حول العالم، كما قام أيضاً بتأسيس منتدى القيادات العالمية الشابة في 2004، وتأسيس "جمعية صناع العالم" في 2011، وتوفر جميع المؤسسات التي تعمل تحت قيادة كلاوس شواب أفضل الخبرات من أجل حل الأزمات والمشكلات، من بينها شبكة مجالس الأجندة العالمية التي تضم أفضل 1500 خبير في العالم في التحديات العالمية والإقليمية والصناعية.
يحمل "شواب" شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة فريبورج، ودكتوراه في الهندسة من المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا، ودرجة الماجستير في الإدارة العامة من كلية جون كينيدي الحكومية التابعة لجامعة هارفارد، ناهيك عن أنه حصل على عدة شهادات دكتوراه فخرية، بالإضافة إلى أنه أستاذ فخري في الجامعة الصينية للشؤون الخارجية.
ألّف شواب عدة كتب، كما أنه محرر تقرير التنافسية العالمية منذ عام 1979، وهو تقرير سنوي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ويقوم التقرير بتقييم قدرة الدول على تقديم الازدهار لمواطنيها، وهذا بدوره يعتمد على قدرة الدولة في الاستفادة من مصادرها المتاحة، لذا، فإن معيار التنافسية العالمي يقيس مجموعة المؤسسات والسياسات والعوامل التي تحدد الازدهار للاقتصاد في الوقت الحالي وعلى المدى المنظور.
وفي الفترة من عام 1993 إلى 1995، كان شواب عضواً في مجلس الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وبين عامي 1996 و1998 شغل منصب نائب رئيس لجنة الأمم المتحدة للتخطيط التنموي، ومارس عدة وظائف أخرى في المصلحة العامة العالمية مثل كونه عضواً في مركز بيريز للسلام، وعضو مجلس إدارة مهرجان لوسيرن.
وخلال السنوات الأولى من حياته المهنية، عمل شواب في عدد من مجالس الشركات، مثل مجموعتي "سواتش" و"ديلي ميل" وشركة "فونتوبل" القابضة، بالإضافة إلى أنه عضو سابق في اللجنة التوجيهية في مجموعة "بيلدربيرغ".
حصل شواب على عدد من الأوسمة المحلية والدولية تقديراً وتكريماً له على المبادرات التي أطلقها لتعزيز روح الريادة في مجال الأعمال، وأيضاً على جهوده في مجال السلام والمصالحة في مختلف مناطق العالم.
لهجة "شواب" عن الثورة الصناعية الرابعة ازدادت حدة خلال منتدى دافوس الحالي، بل حملت في أنينها تحذيرا بأن للمجتمعات والدول التي فاتها قطار العولمة بسرعة اللحاق به قبل أن تدهس عجلاته ما تبقى من آمال نحو تنمية مستدامة يتطلع إليها شعوب الأرض.