دافوس في يومين.. حضور إماراتي لافت وإشادة بمصر واحتفاء بـ"أرامكو"
الإمارات تطلق من دافوس برنامج "قدرات 2030".. والمنتدى يحتفي بشركة أرامكو السعودية وإشادات متعددة بنمو الاقتصاد المصري
وجهة متميزة للباحثين عن الراحة.. هكذا تتصف مدينة دافوس ذات الطبيعة الساحرة، وهي منتجع صحي عالي الارتفاع ذو تراث قديم، لكنها في الوقت نفسه فرصة أكثر تميزا للباحثين عن الفرص الاستثمارية الجديدة والطامحين في بناء اقتصاديات أكثر مرونة وتنوعا، إذ إن المدينة السويسرية التي يغلف مناخها السلام والهدوء، تحتضن أكبر ملتقى اقتصادي في العالم سنويا.
- حمدان بن محمد يبحث مع رئيس دافوس ترسيخ نموذج جديد لعولمة المعرفة
- إنفوجراف.. منتدى "دافوس" يحتفي بـ"أرامكو" ويضمها لقائمة المنارات الصناعية
على مدار يومين، انطلقت أعمال مؤتمر دافوس الاقتصادي، وسط توقعات مؤسسات دولية مخيبة بشأن معدلات نمو الاقتصاد العالمي، وانعقد المنتدى هذا العام بعنوان "العولمة وتشكيل بنية عالمية في عصر الثورة الصناعية الرابعة".
حضر المنتدى العديد من نجوم الاقتصاد والسياسة، وكان لهم حضور لافت على مدار اليومين الماضيين، وعلى رأسهم كريستين لاجارد مدير صندوق النقد الدولي، والملياردير بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، وديفيد آتينبارا المذيع والكاتب البريطاني المهتم بالبيئة، جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إضافة إلى دوق كامبريدج الأمير وليام.
وترأس الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وفد دولة الإمارات المشارك في اجتماعات الدورة التاسعة والأربعين للمنتدى، حيث يشهد المنتدى مشاركة إماراتية فاعلة في 10 جلسات رئيسية تتناول أهم التحديات العالمية في مجالات الاقتصاد والعلوم المتقدمة والفضاء والذكاء الاصطناعي والبيئة وريادة الأعمال.
وأدرج المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، معمل أرامكو السعودية للغاز في العثمانية ليكون ضمن قائمة "المنارات الصناعية" التي تضم مرافق التصنيع الرائدة على مستوى العالم في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وذلك في خطوة تؤكد النجاح والريادة التقنية لأرامكو السعودية.
وعلى المستوى العربي أيضا، استطاعت مصر انتزاع إشادات كبار الاقتصاديين في العالم ببرامج الإصلاحات الاقتصادية، حيث قالت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، خلال جلسات المنتدى، إن حصة بلادها من حجم الاستثمار الأجنبي المباشر على المستوى العالمي قد زاد رغم انخفاضه دوليا.
وحرص توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، على الحضور إلى المكان المخصص لاجتماعات الوفد المصري، بمؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي، للإعراب للدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، عن إعجابه الشديد بالنجاح الذي حققته مصر في تنفيذ برنامجها للإصلاح الاقتصادي، ولاسيما بعد ما استمع إليه خلال مداخلة رئيس الوزراء في الجلسة المخصصة لمشروعات البنية التحتية والتي أدارها بلير.
وبدأ أسبوع دافوس، الإثنين، بالتعارف بين الحاضرين، ومناقشات حول قضايا بينها التعليم الجيد في العصر الرقمي، والوحدة المزمنة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون الإضرار بالوظائف.
وقال كلاوس شواب، البالغ من العمر 80 عاما، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى، إن تجمع النخبة يحتاج كذلك إلى التطرق إلى "الخاسرين" من العولمة وإيجاد طرق لرعاية "الذين تركوا في الخلف".
وعرض رؤساء حكومات ووزراء عرب توقعاتهم الاستراتيجية للجانب الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة المقبلة، أثناء جلسة عقدت ضمن فعاليات المنتدى، مؤكدين قدرة العديد من بلدان المنطقة على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
خالد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية البحريني، أكد وجود بيئة استثمارية جاذبة في العديد من بلدان الشرق الأوسط قادرة على جذب رؤوس الأموال من أوروبا والولايات المتحدة.
وقال محمد التويجري، وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، إن وجود نماذج اقتصادية تتسم بالمصداقية تستطيع قيادة دورة التجارة في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف التويجري أن السعودية كانت صادقة أمام شعبها، بالإعلان عن رؤية المملكة 2030، مضيفاً "اليوم نحن نسير خطوة بخطوة نحو تحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية الشاملة".
أما الحضور الإماراتي للمنتدى على مدار يومين فكان لافتا من خلال "مركز حمدان لمستقبل الاستثمار" الذي أطلق بالتعاون مع "الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار WAIPA" برنامجا مشتركا يهدف إلى بناء وتعزيز قدرات القطاعات الاستثمارية والمساهمة في توفير رؤوس الأموال والحلول التقنية والكفاءات البشرية اللازمة لتشجيع الاستثمار عالميا، لاسيما مع ربط البرنامج بأهداف التنمية المستدامة.
وخلال لقائه مع البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، قال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إن المشاركة الفعالة لدولة الإمارات في المنتدى الاقتصادي العالمي تجسد توجيهات القيادة بأهمية تعزيز الشراكات الدولية الناجحة للبناء عليها لخدمة المجتمعات، لافتاً إلى أهمية المنتدى كمنصة عالمية لتطوير التوجهات والرؤى المستقبلية.
كما عقد "مركز حمدان لمستقبل الاستثمار"، الأربعاء، ورشة للإعلان عن برنامج "قدرات 2030" بالتعاون مع الجمعية الدولية لهيئات ترويج الاستثمار، وذلك بحضور لفيف من كبار الشخصيات والمستثمرين العالميين والخبراء من المنظمات والمؤسسات المالية الدولية.
والتقى الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، تيم كوك رئيس شركة "أبل"، خلال مشاركته في فعاليات الدورة التاسعة والأربعين لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس".
وأكد الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن تجربة دولة الإمارات ودبي تمثل نموذجا في تطوير بيئة حاضنة للابتكار والتكنولوجيا وتشكل مركز جذب للشركات العالمية والناشئة، وتوفر لها الفرصة لتحويل خططها إلى مشاريع وبرامج وتطبيقات تسهّل حياة الناس، وتعميم التجارب الملهمة في تطوير مستقبل الاقتصاد المبني على المعرفة والابتكار.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز