إعادة صياغة الاقتصاد العالمي.. "ثنائية" إيطاليا وإسبانيا في دافوس
رئيسا وزراء إسبانيا وإيطاليا يدعوان في كلمتهما بمنتدى دافوس إلى إعادة صياغة الأنظمة الاقتصادية العالمية لضمان المساواة في الفرص للجميع
دعا رئيسا وزراء إسبانيا وإيطاليا أمام الدورة السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا إلى إعادة صياغة الأنظمة الاقتصادية العالمية، بشكل جذري لضمان التقدم العادل والمساواة في الفرص للجميع.
واتفقا في كلمتهما، أمام المنتدى على أن بلديهما يواجهان التغير الاقتصادي التحويلي في مواجهة التباينات السياسة الصارخة، وصعود التيارات السياسة الشعوبية الرجعية، ما يتطلب إعادة تصور الأنظمة الاقتصادية العالمية بشكل جذري لضمان التقدم العادل والفرص للجميع.
ومن جانبه، أشار رئيس الوزراء الإيطالي "جيوسيبي كونتي" إلى أن "الأسواق العالمية المفتوحة والحركة الحرة لرؤوس الأموال والثورة التكنولوجية حققت عوائد كبيرة كما وعدت ولكن للقلة فقط".
وأضاف أن هناك نظرة تشاؤمية حول المستقبل سائدة بين الغالبية، موضحا أن العقد الاجتماعي الحالي "منتهك"، مطالبا بتبني رؤية جديدة یمكن أن توصف بأنها "إنسانية جديدة".
- دافوس في يومين.. حضور إماراتي لافت وإشادة بمصر واحتفاء بـ"أرامكو"
- "مركز حمدان لمستقبل الاستثمار" يطلق من دافوس برنامج "قدرات 2030"
وقال كونتي: إن هناك حاجة لعمل إصلاحات اقتصادية واجتماعية أكثر قوة ومجموعة من القواعد أكثر عدلا للتخلص من البطالة وتحسين ظروف العمل للجميع وليس فقط لـ "الأقلية المحظوظة".
وأوضح أن من بين بعض التدابير الفورية التي تستخدمها الحكومة الإيطالية الجديدة وضع قواعد مرنة لسن التقاعد ودعم أكبر للأسر الفقيرة، مدركا في الوقت ذاته ضرورة عمل الكثير لمعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العميقة الجذور.
- دافوس.. الانبعاثات الكربونية العالمية يجب أن تصل إلى الصفر بحلول 2050
- "دافوس" يطلق مبادرة لتهيئة المجتمع المدني العالمي للثورة الصناعية
من جانبه، وافق رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز" على الدعوة إلى إعادة تقييم جدية، مؤيدا أيضا نظرية وجود فجوة متنامية في ثروة أوروبا وأجزاء أخرى من العالم ما "يمزق نسيج المجتمع".
وقال: "إن النزعة الشعبية الرجعية وتزايد عدم المساواة هما نتيجة لضعف الرأسمالية العالمية التي لم تتم معالجتها بعد، وهي ليست مشكلة دولة واحدة بل مشكلة الديمقراطية الليبرالية نفسها".
وحذر سانشيز من أن العالم لم یتعلم بعد من أخطاء الماضي رغم مرور عقد من الأزمة المالیة العالمية.
وقال: "يجب أن نتغير الآن لأن لدينا درجة من الحرية للقيام بذلك، ويجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الاقتصاد ليس للمصلحة الذاتية بل لخدمة الشعوب".
وأضاف: "أن خطوط الصدع الاقتصادي تعرقل التقدم الاجتماعي الذي يحتاجه الجميع"، منتقدا التوجهات التي تنظر إلى المساواة الاجتماعية ومكافحة تغير المناخ على أنها تضع قيودا على النشاط الاقتصادي.
وأوضح سانشيز أن وصف العولمة بأنها تحدٍ للهوية الوطنية وليست مصدرا للثروة الثقافية هو توجه خاطئ.
ودعا رئيس الوزراء الإسباني إلى التفكير العاجل والمبتكر لمعالجة التحديات المقبلة مثل مناقشة سياسات الأجور، وأفضل طريقة لتسخير التغير التكنولوجي السريع في مجالات البيانات والمعلومات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين الأداء الحكومي.