داود أوغلو: رئاسة أردوغان أضرت بـ"العدالة والتنمية"
أحمد داود أوغلو يقول إن "الجمع بين رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة تركيا أمر أضر بالحزب ورئاسة البلاد على حد سواء"
شن رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داود أوغلو، الأحد، هجوماً حاداً ضد رجب طيب أردوغان، معتبرا "الجمع بين رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة تركيا أمر أضر بالحزب ورئاسة البلاد على حد سواء".
انتقادات داود أوغلو تأتي على خلفية الانشقاقات الكبيرة التي تضرب حزب "العدالة والتنمية" مؤخرا، بسبب السياسات التي يتبناها أردوغان ورجاله.
وجاءت هذه الانتقادات في كلمة ألقاها داود أوغلو خلال مشاركته في فعالية بولاية "ألازيغ"(وسط)، حسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.
وقال داود أوغلو مخاطباً "العدالة والتنمية": "إذا كانت هناك انشقاقات كبيرة بدأت في قاعدة الحزب فلا يمكنكم وقف هذا التفكك مهما كانت الاتهامات التي توجهونها لمن ينشقون عنكم".
وجدد رئيس الوزراء التركي الأسبق على أن "القيم الأساسية لحزب العدالة والتنمية تغيرت".
وحول الخسارة الكبيرة التي مني بها العدالة والتنمية في جولة الإعادة بإسطنبول، ذكر "أن الفارق كان كبيراً ويقدر بنحو 800 ألف صوت، والسبب الرئيسي في هذه الخسارة هي الخطاب السياسي الذي تبناه الحزب، وكذلك قيمه الأخلاقية التي تغيرت".
وأوضح أن "العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي جرت في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 حصل على 49.5% من الأصوات، واليوم حصل تحالف الجمهور (مكون من العدالة والتنمية والحركة القومية المعارض)، على 44% من الأصوات، منها نسبة تتراوح بين 8 إلى 10% لصالح الحركة القومية".
وتابع "أما نسبة أصوات العدالة والتنمية فتراجعت إلى 34%، والآن السؤال الذي يطرح نفسه: أية أخطاء تم ارتكابها داخل الحزب ليحدث هذا التراجع الكبير ويتسبب في هذه الانشقاقات؟".
وشدد داود أوغلو على أن "هذا الوقت ليس وقت الصمت، فلا بد من كشف حقيقة هذه الأخطاء، والأخذ بالانتقادات التي توجه للحزب على مختلف المستويات".
كما تطرق داود أوغلو إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بتركيا، مشيراً إلى أن القائمين على الشأن الاقتصادي في هذه الأزمة ليسوا على دراية بالاقتصاد كحال من كانوا مكانهم، حينما واجهت البلاد أزمة من النوع نفسه عام 2008.
وأكد داود أوغلو أنه سيواصل انتقاداته للحزب وتسليط الضوء على أية أخطاء يراها، مضيفاً "فأنا كمواطن تركي سأواصل الحديث عن أية أخطاء أراها".
وشدد رئيس وزراء تركيا الأسبق على "ضرورة الفصل بين شؤون الدولة وأفراد أسر المسؤولين"، في إشارة لتولي عدد من أقارب المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم أردوغان مناصب داخل الدولة، كبراءت ألبيرق وزير الخزانة والمالية، صهر أردوغان.
ويعتبر هذا أول تعليق من داود أوغلو على الأوضاع في البلاد، بعد المشادة التي حدثت بينه وبين الرئيس أردوغان عبر الهاتف في عيد الفطر الماضي، حينما اتصل الأول بالأخير؛ لتهنئته بهذه المناسبة.
وجاءت المشادة بين الطرفين على خلفية مواقف داود أوغلو من السياسات التي ينتهجها أردوغان وحزبه حيال عدد من القضايا.
كما تأتي تصريحات داود أوغلو هذه بعد سلسلة الرسائل القوية التي وجهها لأردوغان بعد الانتخابات المحلية الأخيرة التي شهدتها تركيا يوم 31 مارس/آذار الماضي، على خلفية الأوضاع المتردية التي تشهدها البلاد في كافة مناحي الحياة.
وتشهد الأروقة السياسية منذ عدة أشهر مزاعم حول اتجاه الرئيس التركي السابق عبدالله جول وعدد من قياديات حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم داوود أوغلو وعلي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق، لتأسيس حزب سياسي جديد، احتجاجاً على السياسات التي يتبعها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA== جزيرة ام اند امز