حزب داود أوغلو يدعو لإلغاء النظام الرئاسي لفشل أردوغان
سلجوق أوزداغ يقول "يجب أن تتخلص تركيا بشكل عاجل من النظام الرئاسي، حتى نجنب البلاد مزيدا من الأضرار على كل المستويات"
دعا حزب "المستقبل" التركي المعارض، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، المنشق عن حزب العدالة والتنمية (الحاكم)، إلى ضرورة التخلص من نظام الحكم الرئاسي والعودة بالبلاد للنظام البرلماني، لتجنب المزيد من الأضرار.
- "الشعب الجمهوري": نستعد لحكم تركيا بعد إزاحة أردوغان
- إلهان عمر.. ذراع أردوغان والإخوان في دوائر القرار الأمريكي
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، السبت، سلجوق أوزداغ، القيادي السابق بالحزب الحاكم رئيس لجنة العلاقات العامة ومنظمات المجتمع المدني بحزب "المستقبل"، حسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة.
وقال أوزداغ في تصريحاته "يجب أن تتخلص تركيا بشكل عاجل من النظام الرئاسي، حتى نجنب البلاد مزيدا من الأضرار على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وأضاف قائلا "لا سبيل لعودة الاعتبار للسياسة الخارجية وللشعب التركي وللاقتصاد، والمجتمع بشكل عام إلا من خلال إلغاء النظام الرئاسي الذي أثبت فشله الذريع بما لا يدع مجالا للشك".
وتابع قائلا "هذا النظام المعمول به حاليا في تركيا هو نظام الرجل الواحد، الذي كرس الصلاحيات والسلطات بيد فرد يتحكم في مصائر البلاد والعباد، حيث بات البرلمان لا قيمة له ولا اعتبار لقراراته في ظل وجود هذا النظام الجائر".
وأتم الرئيس أردوغان عامه الأول في 24 يونيو/حزيران الماضي كرئيس للبلاد، بعد تحويل نظام الحكم في الجمهورية التركية من برلماني إلى رئاسي عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم 24 يونيو/حزيران 2018، في خطوة اعتبرها كثيرون انقلابا على القواعد التي رسمها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، حينما أسس جمهوريته عام 1923.
وبهذه المناسبة سلطت آنذاك العديد من وسائل الإعلام التركية الضوء على ما تحقق وما لم يتحقق من الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه، وأكد للناخبين الأتراك آنذاك أنه قادر على تحقيقها في ظل نظام رئاسي قوي، وهو بصدد مداعبة أحلامهم حينئذ لاختياره رئيسا بصلاحيات وسلطات مطلقة، ما دفع البعض لوصف هذا النظام بـ"نظام الرجل الواحد" الذي يمسك في يديه بمقاليد كل شيء.
ولفتت العديد من الصحف إلى أن معظم الوعود التي قطعها أردوغان على نفسه، ومنّى بها الأتراك لم تتحقق، ما أدى إلى تراجع تأييد الأتراك للنظام الرئاسي كنتيجة منطقية لفشل الرئيس في تحقيق تلك الوعود، وأبرزها القضاء على البطالة، وتقوية الاقتصاد ورفع الاستثمار، إضافة إلى تنامي الغضب من زيادة القمع.
ولا شك أن الفوز الكبير الذي حققه مرشح المعارضة التركية لرئاسة بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في اقتراع الإعادة الذي جرى في يونيو الماضي، وتمكنه من إلحاق هزيمة مدوية بمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء الأسبق بن علي يلدريم، أعاد فتح النقاش حول النظام الرئاسي الذي دخل حيز التنفيذ عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة في 24 يونيو/زيران 2018، عقب إقراره في استفتاء على التعديل الدستوري الذي أجرى في 17 أبريل/نيسان 2017.
وفي يونيو الماضي أيضا وجَّه رئيس حزب الشعب الجمهوري زعيم المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو دعوة صريحة إلى الأحزاب السياسية في البلاد، للعمل معا من أجل إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
وقال قليجدار أوغلو مخاطبا الأحزاب السياسية "علينا العمل معا لإلغاء نظام الرجل الواحد، الذي يكفل للرئيس رجب طيب أردوغان الاستئثار بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كي نؤسس نظاما ديمقراطيا قويا".
كما تعالت الأصوات في تركيا مؤخرا من قبل كل أحزاب المعارضة من أجل العودة للنظام البرلماني، بعدما أثبت النظام الرئاسي فشله سياسيا واقتصاديا، كما يقول المعارضون.
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز