في يوم الأسير العربي.. 21 أردنياً وسورياً يعانون بسجون إسرائيل
هؤلاء الأسرى يلاقون معاناة مزدوجة، فإلى جانب معاناة الأسر، حُرموا من الزيارة العائلية.
يحيي الفلسطينيون في 22 أبريل/نيسان من كل عام ذكرى يوم الأسير العربي؛ وفاء لأشقائهم العرب الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال نضالهم من أجل القضية الفلسطينية.
فإلى جانب آلاف الأسرى الفلسطينيين، تعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها 21 أسيراً عربياً من الأردن وسوريا ومصر، وهم ما تبقى من مئات الأسرى الذين تقلّصت أعدادهم خلال السنوات الماضية.
وقال قدري أبوبكر رئيس هيئة شؤون الأسرى (حكومية) إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل اعتقال 21 أسيراً عربياً في سجونها.
وأضاف أبوبكر لـ"العين الإخبارية" أن 19 أسيرا من العرب يحملون الجنسية الأردنية أو أرقاما وطنية أردنية، بالإضافة إلى أسيرين اثنين سوريين من هضبة الجولان السورية المحتلة، يتوقع أن يُفرج عنهم خلال هذا الشهر بعد أن أمضوا سنوات من الاعتقال، علاوة على 4 مواطنين من هضبة الجولان يقبعون رهن "الحبس المنزلي".
واختارت الحركة الوطنية الأسيرة تاريخ 22 أبريل/نيسان الذي صادف اعتقال أحد الأسرى العرب عام 1979 وبقي هذا التاريخ عنوانا للوفاء الفلسطيني لأشقائهم العرب.
وأشار أبوبكر إلى أن السلطة الفلسطينية تقدم للأسرى العرب ما تقدمه للأسرى الفلسطينيين من متابعة قانونية، لافتا إلى أنهم يلاقون معاناة الأسرى الفلسطينيين، وتُضاف لهم معاناة الحرمان من الزيارة العائلية.
عبد الناصر فروانة، الباحث المختص في شؤون الأسرى، قال إن إحياء هذا اليوم يأتي وفاء لهؤلاء الأبطال وتقديرا لتضحياتهم وتكريما لعوائلهم.
وقال فروانة لـ"العين الإخبارية" إن "هؤلاء الأشقاء العرب الذين ناضلوا وضحوا واعتقلوا لأجل فلسطين وقضيتها العادلة ليؤكدوا أن القضية الفلسطينية لم تكن في يومٍ من الأيام، قضية تخص الفلسطينيين فقط، بل كانت وما زالت هي قضية العرب في كل مكان، لذا شارك العرب ذكورا وإناثا ومن مختلف الجنسيات العربية إخوانهم الفلسطينيين في مقاومة المحتل الإسرائيلي".
وأشار إلى أنه منذ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية عام 1967، كان هناك أسرى مصريون ولبنانيون وأردنيون وسوريون وعراقيون ومغربيون وسودانيون وجزائريون وتونسيون وسعوديون وليبيون وغيرهم، وكانت أعدادهم بالعشرات إلى أن أُفرج عن غالبيتهم بعد انتهاء محكومياتهم أو في صفقات تبادل حتى بقي هذا العدد القليل.
ووفق هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية (رسمية)؛ بين الأسرى العرب المعتقلين حاليا في سجون الاحتلال هناك (7) أسرى يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة) لمرة واحدة أو لمرات عدة، و(13) أسيرا يقضون أحكاما تتراوح من سنتين ونصف السنة إلى 27 سنة، بالإضافة إلى معتقل آخر لا يزال موقوفا لم يصدر بحقه أي حكم.
كما أن 12 أسيرا منهم مضى على اعتقالهم أكثر من عشر سنوات، حسب الهيئة.
وأشار الباحث فروانة، وهو أسير محرر من السجون الإسرائيلية، إلى أن الأسير السوري صدقي المقت (51 عاما) من قرية مجدل شمس في هضبة الجولان السورية المحتلة، والمحكوم بالسجن الفعلي لمدة 11 سنة، يُعد اليوم عميد الأسرى العرب وأكثرهم قضاء للسنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث أمضى أكثر من 31 سنة على فترتين.
وأوضح أن قوات الاحتلال سبق واعتقلت المقت عام 1985 وأمضى 27 سنة متواصلة، قبل أن يفرج عنه عام 2012، ويُعاد اعتقاله في 25 فبراير/ شباط عام 2015. وما زال يقبع الآن في معتقل النقب الصحراوي (جنوب).
الباحث في شؤون الأسرى فؤاد خفش قال إن قوات الاحتلال اعتقلت طوال عقود الاحتلال العشرات من العرب خلال ما كان يعرف بأسرى الدوريات، وهم الذين يتسللون عبر الحدود بهدف تنفيذ عمليات، ولكن أعدادهم تراجعت بفعل صفقات التبادل خلال المباحثات مع بعض هذه الدول.
وذكر لـ"العين الإخبارية" أن هؤلاء الأسرى عانوا معاناة مزدوجة، فإلى جانب معاناة الأسر، حُرموا من الزيارة العائلية، ولذلك برزت ظاهرة تبني أمهات فلسطينيات لهؤلاء الأسرى وزيارتهم خلال زيارة أبنائهن.