"معركة إسناد الأسرى".. فعاليات تضامنية تقودها نساء فلسطين
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 295 أسيرا من قطاع غزة من بين نحو 6 آلاف معتقل في سجون الاحتلال.
في وقت مبكر من صباح كل يوم إثنين، تنطلق نجاة الأسطل، برفقة مجموعة من النساء، باتجاه مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة؛ للمشاركة في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال الإسرائيلي.
منذ 3 عقود، تكاد الأسطل لم تغير عادتها، تحمل صورة نجلها ضياء الأغا المعتقل منذ 27 عاما، وتتوجه برفقة مجموعة من النسوة للمشاركة فيما تسميه في حديثها لـ"العين الإخبارية" معركة إسناد الأسرى.
وتقول أم الأسير ضياء، إن رحلتها مع الفعالية التضامنية مع الأسرى بدأت بعد اعتقال أبنها الأول عزام في التسعينيات من القرن الماضي، تلاه بعد ذلك اعتقال ضياء ومن ثم زكريا، وأفرج عن الأول والثالث وبقي ضياء رهن الاعتقال حتى الآن.
واعتقلت قوات الاحتلال ضياء في 10 من أكتوبر/تشرين الأول 1992، وهو لم يتجاوز عمره وقتها 17 عاما ويقضي محكوميته البالغة مدى الحياة، بتهمة قتل أحد المستوطنين.
وتؤكد أم ضياء أن المشاركة في الاعتصام الأسبوعي عمل مقدس لها لا يمكن أن تغيب عنه، إلى جانب مشاركتها الدائمة في فعاليات ومؤتمرات مساندة الأسرى الذين ترى فيهم جميعا أبناء لها يجب أن تناصر قضيتهم.
وتعتقل قوات الاحتلال الإسرائيلي 295 أسيرا من قطاع غزة، من بين نحو 6 آلاف معتقل في سجون الاحتلال.
بدورها، تحرص الناشطة الفلسطينية صابرين النجار، على المشاركة باستمرار في فعالية الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى.
وقالت النجار لـ"العين الإخبارية": "أرى أنه من الواجب والمسؤولية الوطنية علينا أن نشارك في دعم أبنائنا الذين ضحوا بحريتهم من أجل أن ننال حريتنا".
وتؤكد أنها تحرص على المشاركة رغم عدم وجود أحد من أفراد أسرتها الصغيرة في سجون الاحتلال، مستدركة "كل الأسرى إخواني وأهلي، والوقوف إلى جانبهم واجب".
وتشارك النساء من أمهات وزوجات وبنات الأسرى إلى جانب غيرهن من الناشطات بشكل واسع في الاعتصام الأسبوعي التضامني مع الأسرى وفي كل فعالية من شأنها إسناد صمود المعتقلين ورفع معنوياتهم والضغط على الاحتلال للإفراج عنهم، وفق الناشطة سامية أبو حميد.
وأضافت أبو حميد في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن "الاعتصام الأسبوعي أصبح ملتقى لا يمكن الغياب عنه، فيه تجتمع الأحزان والأفراح، ويتعاضد الجميع، هنا يساندون عائلة أسير توفي أحد أفرادها، وهناك يفرحون مع عائلة أخرى جاءها الفرح في غياب الأسير".
وأشارت إلى أن اعتصام، الإثنين، تزامن مع اعتداء الاحتلال على الأسرى في سجون عوفر قرب رام الله؛ ما تسبب في إصابة 100 منهم.
وبين المعتقلين في غزة توجد 3 نساء من أصل 60 أسيرة في سجون الاحتلال، وسبق أن حررت العديد من النساء ويحرصن على المشاركة في الاعتصام، كما تؤكد المحررة فاطمة الزق.
وقالت الزق، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن المرأة الفلسطينية شريكة الرجل في العمل الوطني وهي حاضرة دوما في معركة إسناد الأسرى.
وتؤكد الدكتورة آمال حمد منسقة الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أن هذه المشاركة من المرأة تعكس دورها ووجودها في كل الساحات؛ فهي المناضلة والمعلمة والأسيرة والمتضامنة وصانعة الفعل الوطني.
وأضافت أن المرأة شريكة في النضال واستنهاض الحالة الوطنية العامة، مؤكدة أن الحركة النسوية دائما تأخذ زمام المبادرة في القضايا الوطنية.
وقالت حمد: "الأسرى يستحقون منا كل المناصرة؛ فهم يجابهون السجن وسطوة السجان بكل الصمود والكرامة"، مؤكدة أهمية مساندة الأسرى في نضالهم والتوحد خلفهم ودعمهم على طريق تحريرهم وتبييض السجون.