فلسطينيات يكسرن حصار غزة بالحلويات والفستق.. يقهرن الصعاب بالعمل
نساء فلسطينيات يواجهن صعاب الحصار الإسرائيلي، ويتغلّبنَ على البطالة والواقع السيئ، بتجارب مهنية تنوعت بين إعداد الحلويات وتقشير الفستق
نساء يعشن خلف الأضواء وبعيداً عن الضجيج، يحاولن فتح نوافذ أملٍ في جدران الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاماً، يعمل بعضهنّ في الأعمال المنزلية، وأخريات يُكسّرن الفستق، أو غيرها من المهن لكسب قوت العيش.
في هذا الإطار، قالت رولا الفرا "30 عاماً" لـ"العين الإخبارية"، إنّها وجدت ضالّتها في إنشاء مركز تدريب صغير لصناعة الحلويات وخصوصاً "الكيك" بتسهيلات من جمعية رائدات المستقبل.
وأوضحت أنّ هذا المركز يُدرّب الموظفات والعاملات وسائر النسوة على صناعة الحلويات، موضحة أنها استطاعت التغلّب على الصعاب ومواجهة تحديات الحصار عبر الإيمان بفكرتها، والتعريف بخدمات المركز ومضاعفة الجهود لتطويره فنجحتُ في قهر البطالة".
وأكدت رولا أن تجربتها حقّقت نتائج إيجابية، حتى انتشرت بمدينة خان يونس، إذ نسجت على منوالها شابات أخريات في مناطق مختلفة.
من جهتها، ذكرت صفاء جوهر، المعلمة في المرحلة الثانوية، أنها التحقت بالمركز حتى تتعلّم كيفية إعداد الحلويات وتجهيز "الكيك"، لإسعاد أفراد أسرتها، ناصحة جميع النساء إلى خوض غمار التجربة.
وأوضحت الصحفية إسلام عبدالحميد أنّ تعلّم صناعة الحلويات يدعم فرص المرأة الفلسطينية لكسر الحصار الإسرائيلي الجائر، وتجاوز محنة البطالة.
وقالت: "أتدرب على إعداد الكيك في أحد مراكز خان يونس، وكنت أعتقد بدايةً أنني سأكتفي بإتقان تجهيز الحلويات، ولكنّني انخرطتُ بدوري في مساندة المرأة بمعركتها ضدّ ظروف سيئة يرسم الاحتلال الإسرائيلي ملامحها".
في المقابل، تعمل وحيدة موسى من رفح، في تكسير الفستق لدى جارها تاجر الحبوب، حتى تساعد زوجها المريض، وتُمكّن أبناءها من مواصلة تعليمهم.
وأفادت: "راودتني فكرة العمل في تكسير الفستق بعد مرض زوجي الذي صار مقعداً، فالمساعدة الاجتماعية التي تصلنا كلّ 4 أشهر لا تكفي لسدّ احتياجات العائلة والنفقات والمصاريف المتزايدة.
وأشارت إلى أن أفراد أسرتها يُكسّرون ويُقشّرون الفستق معها، فالكيس الواحد يزِن 25 كيلو جراماً ويتطلّب منها جُهدَ 3 أيام، مقابل 10 دولارات.
من جانبه، ذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في تقريره السنوي عام 2018، أن نسبة البطالة لدى القوى العاملة التي يفوق سنّها 15 عاماً نحو 46.6% في قطاع غزّة، 20.6% من بينهم نساء و70.5% رجال.
وأظهر التقرير أن 52.% من العاملين لا يمتلكون عقود توظيف، فيما يتقاضى 32.8% راتباً شهرياً لا يتجاوز 400 دولار.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز