سجال إلكتروني بين مساعد لترامب وقيادية فلسطينية يشعل "تويتر "
في غياب اتصالات سياسية بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية نشب سجال إلكتروني بين جيسون غرينبلات وحنان عشراوي
أشعل سجال إلكتروني بين مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي موقع المدونات القصيرة "تويتر".
السجال هو الأول من نوعه منذ إعلان القيادة الفلسطينية نهاية العام 2017 قطع الاتصالات السياسية مع البيت الأبيض إثر قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة.
ولطالما اكتفى غرينبلات بنشر التغريدات التي يرد عليها المسؤولون الفلسطينيون في بيانات، ولكن "العين الإخبارية" رصدت هذا السجال غير المسبوق.
- رصد لـ"العين الإخبارية".. الحدود والقدس أبرز محاور تسريبات "صفقة القرن"
- مسؤول بالبيت الأبيض لـ"العين الإخبارية": الإعلان عن "صفقة القرن" بعد انتخابات إسرائيل
فتعليقا على تسريبات إسرائيلية عن مضامين الخطة الأمريكية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المعروفة باسم " صفقة القرن" كتبت عشراوي في تغريدة "تحتاج أي كمية كبيرة من الملح للإيمان بأي تسريب من مصادر إسرائيلية خاصة في سياق السباق الانتخابي"، في إشارة إلى الانتخابات المبكرة في إسرائيل في شهر أبريل/نيسان المقبل.
وأضافت أنه "على أي حال فقد تم نفي هذه التسريبات بشدة من قبل جيسون غرينبلات"، وتابعت "إن مصداقية الإدارة الأمريكية صفر".
ويبدو أن هذه العبارة الأخيرة أغضبت غرينبلات الذي علق على عشراوي قائلا: "قد تكرهين سياساتنا وقراراتنا ولكن أن تقولي إن مصداقيتنا هي صفر هو ببساطة غير واقعي، لقد نفذ الرئيس ترامب التزاماته مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتنا إلى القدس".
وأضاف: "التزام آخر قام به الرئيس ترامب هو العمل لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحقيق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني. نحن نفعل ذلك، لكن لا يمكن لأي شخص، أي بلد، أو مجموعة بلدان، أو هيئة دولية أن تعد بتحقيق ذلك، أنتِ تعلمين ذلك، الجميع يعرف ذلك، حتى لو لم يقولوا ذلك بصوت عالٍ".
وتابع غرينبلات: "ما الذي تعتقدين أنه يعطي مصداقية لشخص ما، العمل على محاولة تحقيق السلام أو مجرد الإدلاء بتصريحات سياسية، الأمر الذي لا يؤدي إلى شيء؟ يحق لك انتقاد سياساتنا. لكن دعونا لا نتجاهل الضراوة الهائلة التي يتعرض لها الفلسطينيون بسبب رفض المشاركة".
وفي انتقاد شديد للقادة الفلسطينيين كتب غرينبلات" السلام يستحق المتابعة ونحن ملتزمون بالمحاولة، يمكنك أنتِ وقادة آخرون أيضًا العمل بجد ومعرفة ما إذا كان ذلك ممكنًا، أو يمكنك الاستمرار في منع العديد من الفوائد الهامة للسلام من خلال رفض المشاركة. الكرة في ملعبك".
وردت عشراوي على المسؤول الأمريكي برسالة أشد وكتبت: "جيسون غرنيبلات، الرئيس ترامب، إن مصداقية صفر هي طريقتي المهذبة للقول بأنك دمرت من طرف واحد فرص السلام باتخاذ إجراءات أحادية غير قانونية للإضرار والتحديد مسبقا نتيجة المتطلبات الأساسية للسلام".
وأضافت: "لقد اشتركت مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية والقانون الدولي. ما كان يجب أن تتم بعض وعود الانتخابات بسبب طبيعتها المدمرة وغير القانونية، تنفيذها يؤدي إلى تفاقم الخطأ وتدمير مصداقيتك أكثر"، في إشارة إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وتابعت عشراوي أن "الاعتراف بالقدس، وهي مدينة فلسطينية محتلة، كعاصمة لإسرائيل ونقل سفارتكم إلى هناك هو غير قانوني كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى القانون الإنساني الدولي، اتفاقية جنيف الرابعة، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
وأردفت عشراوي"ثم قمتم بوقف تمويل السلطة الفلسطينية ومستشفياتنا في القدس، واعتديتم على جميع اللاجئين الفلسطينيين من خلال استهداف وكالة الأونروا وإعادة تحديد وضعهم، وأغلقتم مكاتبنا في واشنطن وقتصليتكم العامة في القدس ( التي أنشئت عام 1844 كبعثة دبلوماسية أمريكية إلى فلسطين، ليس إسرائيل)".
وواصلت عشراوي قائلة في تحديد المتطلبات الفلسطينية للانخراط في الجهد الأمريكي "في حال اعترفتم بحقنا في تقرير المصير، وفي الحرية والسيادة والكرامة على أرضنا، وحقوقنا المتأصلة، وتوقفتم عن مكافأة الاحتلال وهزم الفلسطينيين، عندها سنشارك كطرف متساو".
ولكن غرينبلات رد: "د. عشراوي: لو كان الطرفان يحققان أي تقدم نحو السلام، يمكنني أن أفهم لماذا قد تقولين ذلك. لكن عندما بدأنا، كانا متباعدين عن بعضهما".
وأضاف "ناهيك عن استمرار الانقسام العميق بين غزة والضفة الغربية والمنافسة في الكراهية بين فتح وحماس.. هناك الكثير والكثير من الأسباب التي منعت تحقيق السلام وانتهت للوضع الذي يتواجد فيه الفلسطينيون".
وتابع غرينبلات: "لنكن صادقين بشأن ذلك ولا نتظاهر بأن القرارات الأمريكية الأخيرة هي سبب الوضع الحالي الذي كان موجودًا منذ عقود. على أقل تقدير، تدين القيادة الفلسطينية لشعبها بمراجعة اقتراحنا ومعرفة ما إذا كان بإمكان المفاوضات أن تحقق شيئا جيدا لكلا الجانبين ومساعدة الفلسطينيين. لا شيء آخر سوف يساعدهم. مرة أخرى، الخيار متروك للقيادة الفلسطينية. استمري في المحاولة لمعرفة ما هو ممكن أو فقط إلقاء اللوم على الآخرين وتجاهل الحقيقة؟ أنا اريد أن أستمر في المحاولة. ماذا عنك؟".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز