سرقة في وضح النهار.. ألاعيب أردوغان بشرق المتوسط
تبحث أنقرة عن سرقة في وضح النهار للغاز الطبيعي في شرق المتوسط.
بين تصريحات تركية تشير إلى تعليق التنقيب عن الغاز في مناطق خارج حدودها الدولية حتى إشعار آخر، وأخرى حول قرب استئنافها التنقيب مرة أخرى، تبحث أنقرة عن سرقة في وضح النهار للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط.
وأصدرت البحرية التركية، أمس الإثنين، إخطارا ملاحيا قالت فيه إن السفينة التركية "عروج ريس" ستجري عمليات مسح زلزالي في شرق البحر المتوسط خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة من المرجح أن تجدد التوتر مع اليونان وهي عضو مثلها في حلف شمال الأطلسي.
- أردوغان يستفز العالم بالتنقيب في المتوسط وعصا العقوبات تلوح بالأفق
- اتفاق مصري يوناني يقصم ظهر أردوغان.. "المقامر" يبكي غاز المتوسط
والبلدان على خلاف بشأن المطالب المتداخلة بموارد النفط والغاز في المنطقة؛ وتسبب إخطار مماثل الشهر الماضي في إثارة خلاف بين الجانبين، تم نزع فتيله بعد تدخل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وإعلان تركي حول تعليق التنقيب.
قصة الخلاف
وتصاعدت الخلافات في شرق المتوسط بعد اكتشاف احتياطات غاز كبيرة في المنطقة خلال الأعوام الماضية، في وقت لا تملك فيه تركيا أي مخزونات مؤكدة في عمليات التنقيب الواقعة داخل مياهها الإقليمية حتى اليوم، ما دفعها للبحث عن السرقة.
وتكون عمليات المسح الزلزالي عادة جزءا من الأعمال التمهيدية للبحث والتنقيب عن الهيدروكربونات، كما أن تركيا واليونان على خلاف حول قضايا مثل التحليق فوق بحر إيجة وقبرص، فيما تستغل أنقرة هذه الخلافات للتحرك بحرية في تلك المناطق البكر للتنقيب.
وبدأت تركيا خلال منذ مطلع العام الحالي، التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية في شرق المتوسط، وبالتحديد في مياه يعود جزء منها إلى ليبيا والمساحات المتبقية لم يزال خلاف دولي عليها، إيذانا من أنقرة ببدء نهب الثروات الطبيعية في البحر المتوسط، مستغلة الصراع الدائر في ليبيا.
وتركيا البلد الفقير في مجال الطاقة التقليدية، سعت منذ 2014 إلى البحث عن موارد شبه مجانية للنفط الخام، من خلال عقد تحالفات وشراكات، هدفها الحقيقي توفير حاجتها من الوقود بأسعار تقل عن السوق العالمية لمصادر الطاقة.
وبحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية واطلعت عليها "العين الإخبارية"، تبلغ واردات الطاقة التركية سنويا، 40 - 45 مليار دولار أمريكي، وهو نقد أجنبي تحاول أنقرة إبقاءه داخل الأسواق، بالتزامن مع شح وفرة النقد الأجنبي داخل قنواتها الرسمية.
رفض أوروبي
وبعد أسابيع صعبة واجهتها تركيا أمام رفض أوروبي وأمريكي لقيام أنقرة بخطوات فعلية تمهد لسرقة غاز شرق المتوسط، يبدو أن الأخيرة لمست حدة الرفض وأثره المحتمل على مفاصل العلاقات المشتركة خاصة في الشق الاقتصادي منها.
ونشرت وكالة رويترز للأنباء، في 28 يوليو/تموز الماضي، عن إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية، قوله إن بلاده "قد توقف عمليات استكشاف الطاقة في شرق البحر المتوسط لبعض الوقت، انتظارا لمحادثات مع اليونان"، التي ترفض وبشدة خطوات تركيا الاستفزازية في المتوسط.
ومطلع يونيو/حزيران الماضي، فاجأت وسائل إعلام تركية الرأي العام المحلي بمعلومات حول قيام السلطات التركية المختصة في مجال التنقيب عن الطاقة في البلاد، بأعمال البحث في أماكن خاطئة، بعيدة عن المناطق الفعلية.
ونقلت صحيفة "سوزجو" التركية عن "دوغان إيدال" أستاذ الهندسة الجيولوجية، قوله إن عمليات التنقيب عن الغاز الطبيعي تتم بشكل خاطئ وفي المكان غير الصحيح في شرق البحر الأبيض المتوسط، ما يعني تكبد تركيا تكاليف باهظة.
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز