90 يوما تنقل "وول مارت" من خانة "المنقذ" إلى "المتهم"
منذ 3 أشهر تعاونت "وول مارت" أنقذت عدد من الموظفين الذين تم تسريحهم من شركاتهم، لكنها اليوم تواجه أزمة حماية بيانات العملاء
ما يقرب من 90 يوما كانت فاصلة بين حدثين مهمين في تاريخ سلسلة متاجر التجزئة الأمريكية العملاقة وول مارت، حيث تغيرت الأحوال خلال هذه الفترة من إشادات إلى دعاوى قضائية.
ففي منتصف أبريل/نيسان الماضي، كانت شركة "وول مارت" من القلائل الذين ساهموا في إنقاذ قطاع التوظيف في الولايات المتحدة، بعد أن قامت بتوظيف 50 ألف عامل إضافي في متاجرها ومراكز التوزيع التابعة لها.
وهو ما رفع من أسهم الشركة التي لم تحافظ على موظفيها فقط، بل وفرت العديد من فرص العمل الجديدة، لكن هذه الصورة الإيجابية انتهت بعد أن فشلت الشركة في حماية بيانات بعض العملاء.
وتواجه سلسلة متاجر التجزئة الأمريكية العملاقة وول مارت دعوى قضائية بتهمة انتهاك قانون حماية الخصوصية في ولاية كاليفورنيا بسبب فشلها في حماية بيانات العملاء من عملية قرصنة معلوماتية.
وبحسب الدعوى التي أقيمت أمام محكمة شمال كاليفورنيا فإن العملاء يواجهون "أضرارا وخسائر كبيرة" مثل وضع بياناتهم على ما يعرف بشبكة الويب المظلمة نتيجة عملية الاختراق التي تعرضت لها قواعد بيانات وول مارت.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن قانون حماية الخصوصية في كاليفورنيا الذي دخل حيز التطبيق في أول يناير/ كانون الثاني الماضي يزيد مخاطر تعرض الشركات لدفع تعويضات في حال اختراق شبكاتها حيث يسمح للعملاء الأفراد بالحصول على تعويض يصل إلى 750 دولارا لكل عميل بسبب الفشل في حماية بياناتهم.
وبحسب الشكوى المقدمة يوم 10 يوليو/تموز الجاري، فإن مجموعة من القراصنة اخترقوا موقع وول مارت للحصول على أسماء وعناوين والبيانات المالية وغيرها من المعلومات الخاصة بعملاء السلسلة. ولم تكشف الدعوى عن وقت وقوع عملية القرصنة.
وكتب لافاريوس جاردنر أحد مقيمي الدعوى "حقيقة أن أنظمة وول مارت ضيعفة للغاية ويسهل اختراقها تأكدت من خلال اختراق موقع وول مارت".
يذكر أن المدعي في قضايا اختراق قواعد البيانات مطالب بإثبات تعرضه للخسارة نتيجة الوصول إلى بياناته. وقال جاردنر إن سرقة بياناته من موقع وول مارت أجبره على إنفاق مبالغ من جيبه وبذل الجهد الوقت للحد ممن مخاطر سرقة بيانات هويته.
ومنتصف أبريل/ نيسان قالت شركة "وول مارت" للتجزئة الأمريكية، إنها ستوظف 50 ألف عامل إضافي في متاجرها ومراكز التوزيع التابعة لها.
وتابعت: وذلك من أجل مواكبة زيادة قوية في الطلب على منتجات البقالة والسلع المنزلية الأساسية من مستهلكين يعمدون إلى التخزين في خضم جائحة فيروس كورونا.
وأضافت شركة التجزئة أنها بلغت هدفها السابق لتوظيف 150 ألف عامل قبل الموعد المحدد لذلك بـ6 أسابيع، إذ ضمت 5 آلاف شخص يوميا في المتوسط في وقت يفقد فيه ملايين الأمريكيين وظائفهم وسط أوامر غير مسبوقة "للزوم المنازل" من حكومات الولايات والمناطق.
وصعد سهم "وول مارت" أكثر من 10% منذ متوسط سعره خلال فبراير/شباط الماضي.
وقالت وول مارت إنها تعاونت مع أكثر من 70 شركة سرحت موظفين بسبب الجائحة لتوظيف 150 ألف عامل الذين ضمتهم حديثا، جاء الكثيرون منهم من قطاعات المطاعم والفندقة.