رغم التوتر.. قفزة "غير متوقعة" بواردات الصين من أمريكا
اتسع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة إلى 29.41 مليار دولار في يونيو الماضي
بعد ساعات من إعلان بكين لعقوبات على مسؤولين أمريكيين ردا على عقوبات مماثلة أمريكية، كشفت بيانات رسمية اليوم الثلاثاء، ارتفاعا كبيرا في واردات الصين من أمريكا.
وارتفعت واردات الصين من الولايات المتحدة 11.3% في يونيو/ حزيران الماضي مقارنة مع تراجع في خانة العشرات في أعقاب تفشي فيروس كورونا.
وكانت الصين قد أعلنت أمس الإثنين، عن فرض عقوبات ضد مسؤولين أمريكيين بينهم اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ هما ماركو روبيو وتيد كروز، وهما من أبرز منتقدي بكين، ما يزيد التوتر بين الصين والولايات المتحدة.
العقوبات تأتي على خلفية تشريع يهدف لمعاقبة بكين إزاء تصرفاتها تجاه الأقليات العرقية في منطقة شينجيانغ غربي البلاد.
وسبق أن فرضت واشنطن حظرا على منح التأشيرات لعدد من المسؤولين الصينيين وتجميد أصول تابعة لهم على خلفية ملف أقلية الأويغور.
ووفقا لبيانات الجمارك الصينية اليوم، فقد اتسع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة إلى 29.41 مليار دولار في يونيو/ حزيران الماضي مقارنة مع 27.89 مليار في مايو/ أيار الماضي.
وارتفغت واردات الصين في يونيو/ حزيران الماضي، لأول مرة منذ إصابة الاقتصاد بحالة شلل بفعل أزمة تفشي فيروس كورونا هذا العام.
وكشفت بيانات رسمية اليوم، زيادة الطلب على السلع الأولية على خلفية تحفيز حكومي فيما صعدت الصادرات في مؤشر على أن التعافي بدأ يكتسب قوة دافعة.
وقدمت الصين تحفيزات قوية لدعم الطلب المحلي على الرغم من أن زيادة حالات العدوى بفيروس كورونا في أنحاء العالم أثار تساؤلات بشأن قوة التعافي في النشاط الاقتصادي العالمي.
وكشفت بيانات الجمارك اليوم، أن واردات الصين زادت في يونيو/ حزيران الماي بنحو 2.7% على أساس سنوي، مخالفة بذلك توقعات السوق بتراجعها عشرة بالمئة. وانخفضت الواردات 16.7% في الشهر السابق.
وزادت الصادرات أيضا على نحو غير متوقع وسجلت ارتفاعا نسبته 0.5% مما يشير إلى أن الطلب العالمي بدأ في التعافي مجددا مع بدء تخفيف إجراءات العزل العام الصارمة لمكافحة تفشي الفيروس والتي دفعت الاقتصاد العالمي لأكبر تراجع منذ نحو 90 عاما. وكان محللون توقعوا تراجع الصادرات 1.5% بعد انخفاضها 3.3% في مايو/ أيار الماضي.
وقال بو يانغ تشوه المحلل في شركة دوكر فرنتير للاستشارات "التحسن الواضح في واردات الصين مؤشر على تسارع التعافي الاقتصادي للبلد الذي تقوده بشكل أساسي الزيادات الكبيرة في الاستثمارات في قطاعات مثل العقارات والبنية التحتية".
وكشفت بيانات تجارية أن واردات خام الحديد قفزت بالفعل إلى أعلى مستوى في 33 شهرا في يونيو/ حزيران الماضي بدعم من زيادة الشحنات من شركات التعدين وقوة الطلب. كما سجلت واردات النفط الخام أعلى مستوى على الإطلاق في ظل قنص شركات التكرير الصينية الصفقات مستفيدة من انهيار أسعار النفط.
ويتعافى الاقتصاد الصيني من انكماش حاد بلغت نسبته 6.8% في الربع الأول من العام لكن هذا التعافي لا يزال هشا نظرا لفتور الطلب العالمي بفعل القيود الاجتماعية واستمرار زيادة حالات الإصابة بكورونا. كما تعثر الاستهلاك الصيني أيضا في ظل تسريح العمالة ومخاوف من موجة ثانية للجائحة.
وقال مارتن راسموسن الخبير في اقتصاد الصين لدى كابيتال إيكونوميكس "بالنظر للمستقبل، سيستمر تبدد انتعاش شحنات أقنعة الوجه والمنتجات الطبية ومعدات العمل من المنزل التي لا تزال تسجل نموا تتجاوز نسبته 30% على أساس سنوي"، مضيفا أن الصادرات ستعاود الانكماش مجددا قبل مضي وقت طويل.
وذكر معهد الأبحاث المتطورة في جامعة شانغهاي للمالية والاقتصاد في تقرير يوم السبت أن العلاقات المتدهورة بين الصين والولايات المتحدة وانكماش الطلب العالمي واضطراب سلاسل الإمداد سيضغط أيضا على الأرجح على توقعات التجارة في المدى الطويل.
وسجل الفائض التجاري للصين في يونيو/ حزيران الماضي 46.42 مليار دولار مقارنة مع 62.93 مليار دولار في مايو/ أيار السابق له.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز