وداعا لمرض شاغاس القاتل.. أجسام مضادة تبشر بلقاح واعد

نجح باحثون بجامعة نوتنغهام في تطوير أجسام مضادة تقتل الطفيلي المسبب لمرض "شاغاس" في خطوة وُصفت بأنها تحول كبير نحو ابتكار أول لقاح.
الدراسة، المنشورة في مجلة "نيتشر كومينيشنز"، كشفت عن البنية ثلاثية الأبعاد لبروتين "TcPOP " الذي يفرزه الطفيلي" ترايبانوسوماكروزي" المعروف باسم "طفيلي البق الماص للدم"،عند دخوله مجرى دم الإنسان.
ويُعد مرض شاغاس، المرض المداري المهمل "قنبلة موقوتة" لأنظمة الصحة حول العالم، حيث يُسجل سنويا نحو 56 ألف إصابة و12 ألف وفاة، بينما يقدر عدد المصابين بحوالي 7 ملايين شخص، إضافة إلى 140 مليون آخرين مهددين بالإصابة. الأخطر أن العدوى قد تبقى كامنة مدى الحياة، وتؤدي لدى ثلث المرضى تقريبا إلى مضاعفات قاتلة مثل فشل القلب أو الموت المفاجئ بعد عقود من الإصابة.
الباحثون تمكنوا لأول مرة من إنتاج أجسام مضادة "مُحيدة" للبروتينين " TcPOP " و " Tc24"، أظهرت فاعلية تجاوزت 95% في منع الطفيلي من غزو الخلايا، وهو ما يشكل أساسا قويا لتطوير لقاح مستقبلي.
الدراسة أوضحت أن بروتين " TcPOP " يعمل مثل "باك-مان" ميكروسكوبي، إذ يقوم بتفكيك الكولاجين في الخلايا البشرية ليفسح للطفيلي طريقًا يختبئ عبره ويتجنب الجهاز المناعي، ما يفسر قدرة المرض على الاستمرار طويلًا داخل الجسم.
ويقول الدكتور إيفان كامبيوتو، قائد الفريق البحثي "فهم آلية عمل هذا البروتين يمثل نقطة تحول حقيقية في أبحاث مرض شاغاس. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لمهاجمة الطفيلي عبر تعطيل أحد أهم أسلحته".
الأجسام المضادة التي جرى تطويرها أثبتت قدرتها على قتل الطفيلي بآليتين مختلفتين: إما "انفجار سريع" خلال دقائق، أو عبر إغلاق "جيب التغذية" الخاص به ما يؤدي إلى حرمانه من الغذاء وموت الطفيلي تدريجيًا.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج لا تمهد فقط لإنتاج لقاح وقائي، بل تفتح الباب أمام استخدام الأجسام المضادة في العلاج المباشر، بل وحتى في التشخيص المبكر، خصوصا لحالات الانتقال من الأم إلى الجنين، وهو أحد أخطر مسارات العدوى التي تصيب آلاف الأطفال حديثي الولادة سنويا.