المناخ القاتل يحصد الأرواح.. دراسة تتوقع الأسوأ
في حين تم تسليط الضوء على تأثير درجات الحرارة المرتفعة على أنه أزمة بيئية، كان هناك قلق متزايد حول كيفية تأثر حياة البشر بالطقس الحار.
ووفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، تعد الصحة أحد المجالات التي ستؤثر عليها درجات الحرارة المتزايدة في أفريقيا، وستزداد الوفيات والمرض مع زيادة الاحترار العالمي فوق 2 درجة مئوية، مما سيزيد أيضا من توزيع الأمراض المنقولة بالنواقل، ومعظمها في غرب وشرق وجنوب أفريقيا.
والأمراض المنقولة بالنواقل هي عدوى تنتقل عن طريق لدغة أنواع مفصليات الأرجل المصابة، مثل البعوض والقراد.
وعلى الرغم من أن جميع البشر الذين يعيشون في مناطق في أفريقيا قد عانوا من موجات حرارية، إلا أن تعرض البعض لردود فعل مهددة للحياة يشتبه في أن الحرارة قد تسببت فيها، قد تفاقمت بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والفئات الأكثر معاناة، هي تلك الفئات الضعيفة الذين يتناولون الأدوية المزمنة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، والنساء الحوامل، وكبار السن، والرضع، والأشخاص ذوي الإعاقة، والعاملون في الهواء الطلق.
ومع زيادة ظروف الحرارة الشديدة بسبب تغير المناخ، يحذر علماء معهد ويتس للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية بجنوب أفريقيا، من زيادة التأثير المميت للتعرض للحرارة على البشر، وذلك وفق دراسة نشرت 29 مايو (آيار) بمجلة جنوب إفريقيا للعلوم.
ويقول ماثيو تشيرسيش، أستاذ الأبحاث في معهد ويتس للصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية (Wits RHI)، إن العلماء لاحظوا تأثيرات قاتلة ومرضية، فيما يتعلق بارتفاع حرارة الصيف على مر السنين، لا سيما في مناطق خطوط العرض المنخفضة إلى المتوسطة، والأماكن ذات الرطوبة المحسنة والإجهاد الحراري، والمناطق التي تعرضت لحرارة جافة شديدة مع درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.
وتنشأ الحرارة القاتلة عندما تتجاوز ظروف درجة حرارة الهواء والرطوبة العتبة الفسيولوجية للتكيف البشري، ويمكن أن تصل درجات حرارة الجسم الأساسية إلى مستويات مميتة في ظل فترات متواصلة من درجات الحرارة الظاهرية البالغة 35 درجة مئوية أو أكثر" ، كما يوضح تشيرسيش.
الأكثر تضررا من الحرارة
وبسبب هذه المستويات من درجات الحرارة، ازدادت الوفيات والاستشفاء على مر السنين، حيث أفاد معهد الدراسات الأمنية (ISS) بأنه في حين أن الإحصائيات الأفريقية في حالات الطوارئ الحرارية نادرة، إلا أنه تم الإبلاغ عن عدة حالات مؤخرا جاءت من القارة.
وأبلغت جنوب أفريقيا رسميًا عن 11 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة الشديدة، لكن الباحثين الذين درسوا الوفيات الزائدة من خلال ترابط درجات الحرارة، وجدوا عبء وفيات مرتفعا جدا مرتبطا بالطقس الأكثر دفئا، ولا يتم إرجاعه لارتفاع درجات الحرارة.
ويقول تشيرسيش: "تحدث الوفيات الزائدة أثناء أحداث الحرارة الشديدة في الغالب في الأفراد الأكبر سنا وترتبط في الغالب بجهاز القلب والجهاز التنفسي، كما تزيد من الربو ونوبات الالتهاب الرئوي والوفيات المرتبطة بالالتهاب الرئوي، ولا يتم تسجيلها كوفيات مرتبطة بالحرارة الشديدة".
ونتائج التعرض للحرارة الأقل حدة، مثل الخمول والصداع والطفح الجلدي والتشنجات، تؤثر سلبًا على الأطفال في المدرسة وبيئات اللعب، وفي ظل ظروف الحرارة الشديدة، تزداد زيارات المستشفى وزيارات مركز الصدمات لاستبدال السوائل، والفشل الكلوي، والتهابات المسالك البولية، وتسمم الدم، وضربة الشمس العامة، وكذلك الإصابات غير المقصودة.
موضوع ساخن للتوعية
ويوضح الدكتور ألبرت مانيوتشي من معهد التغيير العالمي (GCI) في ويتس، أنه في حين أن المجتمعات كانت تعاني ظروف حرارة شديدة، والآثار الصحية الواضحة فيما يتعلق بالأمراض، فإن تأثيرات موجات الحرارة غير مفهومة جيدًا، ومع ذلك، على الرغم من سوء الفهم لتأثيرات موجات الحر، فقد وجدت المجتمعات طرقًا للتعامل مع هذه الظروف.
ويقول مانيوتشي: "قمنا بتقييم المعرفة الحالية للتأثيرات الحرارية على صحة الإنسان، وجدنا أن تصورات المجتمع حول تأثيرات الحرارة على الصحة مرتبطة بشكل أساسي بالأمراض، مع عدم فهم مخاطر الوفاة".
وأضاف: "وجدنا أيضا أنه على الرغم من أن العاملين في مجال الرعاية الصحية كانوا على دراية بكيفية إدارة الآثار المتعلقة بالصحة من الحرارة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من حملات التوعية التي تشمل مجموعة كاملة من الآثار الصحية للحرارة لتقليل الضعف والمرض والوفيات".
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA= جزيرة ام اند امز