الحوثي والكوليرا.. الأوبئة الفتاكة تحاصر شمال اليمن (صور)
يُنذر انتشار الأمراض المعدية، وخاصةً الكوليرا، بكارثة إنسانية جديدة في اليمن، حيث تواجه البلاد موجة تفشي غير مسبوقة لهذه المرض في مناطق بالشمال.
ويعود تفاقم هذه الأزمة إلى جملة من العوامل المتداخلة منها منع مليشيات الحوثي للقاحات في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ما يعيق الجهود المبذولة للسيطرة على المرض ومنع انتشاره.
في صنعاء وصعدة وحجة، تكتظ المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية على مستوى المدن والأرياف بآلاف المرضى بالكوليرا وسط تكتم حوثي عن أعداد المصابين واتخاذها من الوباء وسيلة لابتزاز منظمة الصحة العالمية.
مصادر محلية وطبية في صنعاء أكدت لـ"العين الإخبارية"، عودة وباء الكوليرا بشكل مخيف في العاصمة إثر غياب النظافة وتراكم القمامة في الشوارع وعدم توافر المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
وأشارت إلى أن ما يسمى وزارة الصحة الخاضعة لمليشيات الحوثي تمنع حملات التطعيم ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، في مناطق سيطرتها، تحت مزاعم أن اللقاحات "غير مأمونة".
معقل الوباء
رغم أن معقل مليشيات الحوثي "محافظة صعدة" لم تسلم من تفشي الوباء على نطاق واسع، إلّا أن المليشيات لم ترفع التأهب والجاهزية في مراكزها الصحية ومستشفيات المحافظة.
وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تفشي واسع لحالات الإسهال المائي الحاد والكوليرا في صعدة، شمال اليمن، المعقل الرئيسي للمليشيات مع تسجيل أكثر من ألفي إصابة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" (توتير سابقا)، إنها تمكنت من علاج ما مجموعه 2,300 حالة إصابة بالإسهال المائي الحاد والكوليرا في صعدة خلال الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 وحتى منتصف أبريل/ نيسان 2024.
وأضافت أنها أنشأت مركزا لعلاج الإسهال المائي الحاد في مستشفى منبه الريفي بالمحافظة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، استجابة للعدد المتزايد من حالات الإسهالات المائية الحادة، بما فيها الكوليرا، في معظم أنحاء البلاد.
حجة.. التفشي الصامت
في حجة، قالت مصادر طبية إن مئات المرضى أصيبوا بالوباء بينهم 122 في مديرية عبس الأكثر اكتظاظا بالنازحين، وذلك إثر انعدام المياه الصحية وتفشي الوباء بصمت في مختلف مديريات المحافظة.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت في وقت سابق أن المناطق الخاضعة لمليشيات الحوثي شمال اليمن، تشهد انتشاراً وتفشياً واسع النطاق لحالات الإصابة بالكوليرا، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 11 ألف حالة مشتبه بها في هذه المناطق مع 75 حالة وفاة مرتبطة بها.
وحذرت الأمم المتحدة من مخاطر تفشي وباء الكوليرا المتسارع في مناطق الانقلاب الحوثي، وتزايد مستويات سوء التغذية الحاد في البلاد، في ظل نقص التمويل، واستمرار القيود على تحركات العاملين في المجال الإنساني.
وكانت الحكومة اليمنية سجلت 3200 حالة مشتبه بها في مناطق سيطرتها منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وسط استنفار غير مسبوق من قبل السلطات لمواجهة الوباء.
والكوليرا عدوى معوية حادة تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوثَين ببكتيريا ضمة الكوليرا، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يتم العلاج، لكن الوصول الفوري إلى العلاج ينقذ الأرواح. ويمكن الوقاية من الكوليرا من خلال توفير المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي.
ويعد اليمن واحداً من ضمن 8 بلدان في إقليم شرق المتوسط والتي تشهد تفشياً لحالات الإصابة بالكوليرا.