مكملات غذائية قاتلة.. فضيحة مصنع ياباني يصدر منتجاته لجميع أنحاء العالم
وسّعت السلطات اليابانية عملياتها التفتيشية لمصانع شركة كوباياشي للأدوية، عقب فضيحة وفاة 5 أشخاص بسبب الاشتباه في مكملات غذائية تنتجها وتصدرها لجميع أنحاء العالم.
وكوباياشي تعد واحدة من أكبر الشركات المصنعة للمنتجات الصحية في اليابان، حيث تبيع كل شيء بدءا من قطرات العين وكريمات البشرة وحتى مزيل العرق وكرات القطن.
- أداة تستنسخ أصوات البشر بدقة متناهية.. جديد الشركة المبتكرة لـChatGPT
- أمريكا صاحبة أكبر دين حكومي في العالم.. كم تدفع لخدمة مديونياتها؟
وتبلغ القيمة السوقية لشركة كوباياشي 396 مليار ين (2.6 مليار دولار)، وقد انخفض سعر سهم الشركة بنسبة 16% في نحو أسبوع من الفضيحة إلى 5.09 ين، في ختام تعاملات الجمعة الماضي من 6.05 ين في الجمعة قبل الماضي.
توسيع حملة التفتيش
فتشت سلطات الصحة اليابانية مصنعا ثانيا لشركة كوباياشي للأدوية في واكاياما اليوم الأحد، بعد عملية تفتيش أولى جرت أمس السبت في أوساكا.
ويأتي ذلك ضمن توسيع تحقيق في استخدام شركة الأدوية للخمائر الحمراء في تصنيع المكمل الغذائي المعروف باسم "بيني كوجي" (أرز الخميرة الحمراء).
وتقول كوباياشي، مقرها أوساكا، إنها عثرت على ما يبدو أنه "حمض البوبيروليك السام" الذي يمكن أن يكون قد تكوّن من عفن البنسيليوم الأزرق في مكونات بيني كوجي التي تم إنتاجها بين أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين في مصنع أوساكا.
وفيات وعشرات المصابين
وقالت الشركة إنه حتى يوم الجمعة جرى نقل 114 شخصا إلى المستشفى وتوفي 5 بعد تناول المكملات الغذائية، التي تم تسويقها على أنها تساعد على خفض مستويات الكوليسترول (الضار) في الدم.
وقد أبلغ العملاء المتأثرون عن أعراض مثل تغيرات في لون البول وتورم في الأطراف والتعب.
وقال المسؤول بوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية اليابانية لرويترز إن سبب الوفيات لم يتأكد بعد، لكن "يشتبه في أن بيني كوجي قد يكون السبب، لذلك قمنا بتفتيش مصنعين خلال يومين".
وانتقدت الحكومة الشركة لأنها استغرقت شهرين للإعلان عن الآثار الصحية لمنتجاتها. وبدأت كوباياشي في سحب المنتجات في 22 مارس/آذار بعد تلقي تقارير عن اعتلالات في الكلى.
كما أثيرت أسئلة حول مراقبة الجودة في المصنع، حيث اعترفت الشركة بأن خط إنتاج بيني كوجي الخاص بها لم يحصل على شهادة ممارسات التصنيع الجيدة (GMP)، وهو إجراء مطبق على تصنيع المنتجات الصيدلانية.
وشجعت وزارة الصحة بقوة مصانع الشركات المصنعة للأغذية ذات المطالبات الوظيفية على الحصول على شهادة GMP لكنها لم تجعل ذلك مطلبًا قانونيًا. وقالت الشركة إن المصنع المعني حصل على شهادة أخرى لسلامة الأغذية من حكومة محافظة أوساكا.
ويلقي بعض المحللين اللوم على مبادرات إلغاء القيود التنظيمية الأخيرة، التي أدت إلى تبسيط وتسريع الموافقة على المنتجات الصحية لتحفيز النمو الاقتصادي.
ومن النادر حدوث وفيات بسبب منتج يتم إنتاجه بكميات كبيرة في اليابان، حيث إن عمليات التفتيش الحكومية على المنتجات الاستهلاكية صارمة نسبيا.
تعويضات وخسائر
وقالت شركة كوباياشي إنها تتوقع إنفاق أكثر من 1.8 مليار ين (12 مليون دولار) على سحب منتجات المكملات الصحية، فضلا عن تعهدها يدفع تعويضات للمتضررين.
ومع ذلك، قالت الشركة لاحقا إنها تتوقع أن يكون المبلغ أعلى بكثير الآن، لحجم المشكلة.
وتم إغلاق مصنع أوساكا الذي تم تصنيع الدُفعات المعنية فيه بسبب مشكلات مثل التقدم في السن وتم نقل العمليات إلى محافظة جيفو. وقالت الشركة إنه كانت هناك حوادث بسيطة في الماضي حيث وصلت مواد غير مرغوب فيها إلى خط إنتاج المصنع.
وقال أكيهيرو كوباياشي، رئيس شركة كوباياشي للأدوية، خلال مؤتمر صحفي: "نعتذر لعملائنا وشركائنا التجاريين، في اليابان وخارجها، عن الإزعاج الكبير الذي سببناه.. إننا نعرب عن أعمق اعتذاراتنا مرة أخرى عن المشكلة الاجتماعية الخطيرة التي خلقناها".
ما مدى انتشار المكملات الغذائية الخطرة؟
ذكرت وسائل إعلام يابانية أن منتج "بيني كوجي" ظهر لأول مرة في فبراير/شباط 2021، وقد باعت الشركة حتى الآن أكثر من مليون عبوة.
ويستخدم "بيني كوجي" على نطاق واسع كصبغة ملونة تقليدية للمنتجات الغذائية، كما قامت الشركة أيضا بتوريد المادة كمكون غذائي لصانعي الأغذية والمشروبات في جميع أنحاء العالم خاصة الصين وتايوان.
ولم تبلغ أي شركة حتى الآن عن أمراض بين العملاء، لكن إحدى الشركات الكبرى في صناعة المشروبات، وهي شركة تاكارا شوزو، أعلنت أنها ستسحب منتج الساكي الفوار الذي تم تلوينه باستخدام بيني كوجي.
ونشرت السلطات قائمة مقدمة من شركة كوباياشي للأدوية تضم 52 شركة تم توريد مادة بيني كوجي إليها مباشرة، بالإضافة إلى 173 شركة تتداخل مع تلك الشركات الـ52 وتستخدم أيضا المادة في منتجاتها.
وقالت وسائل إعلام يابانية إنه تم الإبلاغ عن حالة فشل كلوي حاد في تايوان، مرتبطة بهذه المادة.
وذكر تلفزيون أساهي أن نحو 1800 شركة لتصنيع الأغذية قد تتأثر.
وقد أصدرت بعض الشركات، مثل مشغل المتاجر الكبرى "فاميلي مارت" والاتحاد التعاوني للمستهلكين اليابانيين، بالفعل عمليات سحب طوعية لمنتجاتها التي تستخدم بيني كوجي.