إيران.. احتجاجات عارمة في أصفهان ودعوات لغضب شعبي واسع
مظاهرات أصفهان تواكبت مع دعوة زعيمة المعارضة الإيرانية للمشاركين ومعاقل الانتفاضة إلى دعم إضراب تجار السوق وتوسيع نطاق الاحتجاجات
ما زال الحراك الشعبي ضد نظام الملالي في إيران يتوسع بين الحين والآخر، فبعد أن بدأ في مدينة مشهد التاريخية ليمتد إلى العديد من المدن من بينها العاصمة طهران وصل الأمر إلي "أصفهان".
فقد اندلعت مظاهرات عارمة ضد موجة الغلاء وتفشي البطالة في مدينة أصفهان، وترديد هتافات "الموت للغلاء" "الموت للبطالة" حيث يستند ذلك إلى تدني الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، وهو ما نتج عنه وقوع 40% من الإيرانيين تحت خط الفقر.
- خسائر إيران تتوالى.. 12% انخفاضا في واردات الهند من نفط طهران
- نزيف إيران يتواصل.. توتر أمني واعتقالات بعد تهاوي العملة
وأوردت النسخة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية، الثلاثاء، أن احتجاجات عارمة اندلعت بشوارع أصفهان، نظمها التجار وسائقو سيارات الأجرة اعتراضا على سوء الأوضاع المعيشية، وتزايد النفقات جراء موجات الغلاء التي تجتاح أسواق البلاد، بالتزامن مع انتشار أمني مكثف لقوات فض الشغب لمنع اتساع رقعة المظاهرات.
وحمل المحتجون لافتات نددوا فيها بتصاعد الغلاء، وتزايد أعداد العاطلين، وكذلك التقاعس الحكومي عن التوصل لحلول ناجزة إزاء مشكلاتهم المتفاقمة بسبب أزمة شح العملات الأجنبية، في الوقت الذي تحولت فيه دعوات الاحتجاجات الجديدة إلى مطالبات بإسقاط نظام الملالي.
مظاهرات أصفهان تواكبت مع دعوة مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، الشباب والمنتفضين ومعاقل الانتفاضة إلى دعم إضراب تجار السوق وتوسيع نطاق الاحتجاجات، مؤكدة أنه لا نجاة لاقتصاد إيران الآيل للانهيار إلا بإسقاط نظام الملالي.
كما دعا نشطاء إيرانيون إلى النزول بكثافة إلى الشوارع والميادين في أغلب المدن والمحافظات الرئيسية مثل طهران، وأصفهان، وشيراز، وغيرها، للاعتراض على تفشي الفساد الحكومي، وارتفاع نسب البطالة والتضخم، إلى جانب قمع قوات الأمن الإيرانيين للمحتجين طوال الأشهر الأخيرة.
وجاءت تلك الدعوة في رسالة من زعيمة المعارضة الإيرانية إلى الشعب الإيراني للوقوف بوجه فساد نظام ولاية الفقيه.
الحرس الثوري والتنمية
ولم تكن المظاهرات القائمة في إيران وليدة الصدفة بل هي ناتج طبيعي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها الإيرانيون فقد كشفت تصريحات أدلى بها مسؤول في طهران عن تغول قبضة العسكريين في الحرس الثوري على أغلب مشروعات تدشين الطرق داخل البلاد، الأمر الذي أدى إلى تداعيات سلبية على شركات مقاولات خاصة ما حد من قدرتها التنافسية في السوق المحلية وسط تزايد نفوذ المليشيا الإرهابية على مجالات اقتصادية عديدة مؤخرا.
وذكر خدايار خاشع، وهو سكرتير نقابة شركات الاستثمار بالطرق السريعة، في تصريحات صحفية، أن شركات مقاولات تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، والحرس الثوري، ومؤسسة ما يسمى "العتبة الرضوية" التي يسيطر عليها متشددون برئاسة إبراهيم رئيسي، المقرب من المرشد على خامنئي، باتت تسيطر على أغلب مشروعات تدشين الطرق، ومد خطوط السكك الحديدية وغيرها.
خلافات الأصدقاء
ونتيجة حتمية للسيطرة من قبل المقربين من النظام الملالي علي مقاليد الاقتصاد في إيران لا بد وأن تظهر الخلافات على السطح وينكشف المستور بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد وانتشار الفقر والبطالة أبرز أسباب خروج المظاهرات في الشارع الإيراني.
وقد كشف خبير اقتصادي إيراني مؤيد لحكومة حسن روحاني، عن وجود خلافات حادة وتبادل اتهامات بين أعضاء الفريق الاقتصادي بحكومة طهران، على خلفية التراجع المصرفي، وتهاوي قيمة العملة المحلية المتواصل.
وطالب حسن رجاهي وهو أحد الأعضاء السابقين بلجنة التنسيق الاقتصادي الحكومية بإصلاح السياسات المصرفية طبقا لمعايير عملية ومشورة أكاديمية متخصصة
وضربت موجة من الاستقالات مؤسستين اقتصاديتين إيرانيتين منذ أيام، هما منظمة التخطيط والموازنة، والبنك المركزي بسبب تردي الأوضاع المصرفية.