مقتل صالح الصماد يشكل صفعة قوية للمليشيات الانقلابية ومن خلفها إيران وقطر.
اعترضت وكالة الاستخبارات الأمريكية إحدى الرسائل التي أرسلها أحد قادة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يشتكي فيها من الاستهداف المتكرر لـ"قادة" التنظيم من خلال العمليات التي تنفذها طائرات الدرون الأمريكية ضد مخابئ التنظيم في اليمن.. كانت هذه الشكوى لتمر مرور الكرام لو لم تشر إلى "قادة" التنظيم، ولمعرفة أثر وفاعلية هذا النوع من الاستهداف، لنا أن نتخيل الارتباك الذي يصاحب المؤسسات والشركات عند التغيير المفاجئ لموظفي المستوى القيادي.
خسارة الانقلابيين رجلاً يمتلك خبرة ميدانية وحضوراً سياسياً مثل الصماد تشكّل صفعة موجعة وحاسمة، ستفقد الحوثي توازنه لفترة ليست بالقليلة. ستتوالى فيها الانتصارات ليعود اليمن إلى حضنه العربي، ويخسر الرهان الإيراني بترهيب الشعب اليمني باستخدام أسلحة المليشيا العابثة
المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية ينطبق عليها من النظم الإدارية وقواعد إدارة الأعمال ما ينطبق على الشركات، فالقادة فيهما مسؤولون عن الاستراتيجيات ووضع الأهداف والسياسات في ظل التقلبات التي تصاحب التنظيم أو المؤسسة، مع الأخذ في الاعتبار أن القائد يكتسب صفة رمزية خاصة في التنظيمات الإرهابية، ينجم عن مقتله تغير كبير في منظومة عمل هذه التنظيمات، ويمكن تبسيط المسألة بالنظر إلى حال تنظيم القاعدة بعد مقتل "بن لادن"، وحال تنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل "أبو مصعب الزرقاوي"، وغير ذلك من الأمثلة.
مقتل صالح الصماد يشكل صفعة قوية للمليشيات الانقلابية ومن خلفها إيران وقطر، فالمسألة تتجاوز استهداف الرجل الثاني في قائمة المطلوبين لدى التحالف العربي، بل يثبت القدرات الميدانية والاستخباراتية لقوات التحالف العربي والشرعية، ويعكس التململ الحاصل في صفوف الحوثي وأعوانه. إن استخدام الصواريخ الموجهة بالدرون ضد أهداف دقيقة يعد من أكثر الأساليب تطوراً في مكافحة الإرهاب، وأكثرها فاعلية، وللولايات المتحدة الأمريكية فيها تجربة ميدانية طويلة.
يحمل مثل هذا الخبر في طيه العديد من الإشارات، أولها تطور وتنوع أساليب قوات التحالف، خصوصاً التطور التقني، مقارنة بالأسلحة العمياء الإيرانية والتكتيكات التقليدية لمليشيا الحوثي. كما يبعث بإشارة واضحة إلى أن قوات التحالف على علم دقيق بتحركات قادة المليشيا، وقد تشمل الحوثي، وهو ليس ببعيد عن متناول قوات التحالف، وقرار تصفيته معلق لأسباب سياسية.
وإشارة أخرى مهمة وهي أنه تم اختراق المنظومة الأمنية لقادة المليشيات، وهذا ينبئ عن وجود خيانات وتململ وانشقاقات كانت متوقعة، تعد أحد تداعيات الغدر بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولا يمكن للحوثي تغيير المنظومة الأمنية المستنسخة من "حزب الله" الإرهابي، وذلك بسبب عامل الوقت الذي يخنق الانقلابيين مع تصاعد انتصارات الشرعية وبوادر تشكل جبهة موحدة لطرد الحوثي.
خسارة الانقلابيين رجلاً يمتلك خبرة ميدانية وحضوراً سياسياً مثل الصماد تشكّل صفعة موجعة وحاسمة، ستفقد الحوثي توازنه لفترة ليست بالقليلة. ستتوالى فيها الانتصارات ليعود اليمن إلى حضنه العربي، ويخسر الرهان الإيراني بترهيب الشعب اليمني باستخدام أسلحة المليشيا العابثة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة