الأجيال ستقرأ في كتاب التاريخ صفحاتٍ سوداء للإخوان الذين لا ولاء لهم للأوطان، وهم عبارة عن حزبٍ لخراب الدين والإنسان
سيلعن التاريخ مَن كذبوا ولعبوا بدماء الشعوب العربية في سبيل مصالحهم الآنية الضيقة من إخوان الشيطان ومموليهم وداعميهم، وسيذكر التاريخ من كانت له اليد الطولى في إيقاف مؤامرتهم وكسرها بإرادة العزم والحزم وبغراس الأمل والخير.
وستقرأ الأجيال في كتاب التاريخ صفحاتٍ سوداء للإخوان الذين لا ولاء لهم للأوطان، وهم عبارة عن حزبٍ لخراب الدين والإنسان، صفحاتٍ ملطخة بدماء الأبرياء ورائحة الغاز القطري والنفط الذي سخّروا خيرات أرضهم نقمةً ووبالاً على شعبهم، إذ استخدموا أموال الشعب في الرشوة والتحريض والتآمر والتكفير، وصولاً إلى قلب الأنظمة وتفريق الشعوب وبث الطائفية والمذهبية في نفوس أبنائها.
ففي القريب، شهدنا مقابلة السفير الروسي السابق لدى الدوحة فلاديمير تيتورينكو، وفضحه الدور التحريضي الذي لعبه شيخ الفتنة والقتل يوسف القرضاوي، الساعي إلى الخراب والمدرج على قوائم الإرهاب، طوال فترة ما يسمى "الربيع العربي"، حيث أكد تيتورينكو أن القرضاوي كان يوجه الحرب الإعلامية عبر قناة "الجزيرة" القطرية، وأن حكّام الدوحة قدموا له أشكال الدعم كافة، وأن القرضاوي كان يتصل برئيس الديوان الأميري ويأمر: "قولوا لـ(الجزيرة) أن تعرض المزيد من اللقطات الفظيعة والأحداث الدموية عن سوريا، لقطات فيها الكثير من الدماء وقتل الأطفال"، وصولاً إلى قوله: "تواصلت مع هذا الشخص وحضرت لقاءات معه، كان يقول مثلاً: أعطوا المعارضة مزيداً من المال وسوف تزداد نار الثورة استعاراً".
وما هذا التسجيل إلا وثيقة إدانة لمجرم حرب يجب أن يحاكم بتهم الإبادة الجماعية، ومعه من يقف خلفه من تحريضيين وقتلة، وأولهم حمد الجاسم وحمد آل ثاني وعزمي والقاسم ومن لف لفهم، فهذا التسجيل يدينهم، ويدفعُ إلى مزيد من التحرّي لكشف فصول التآمر الخفي الذي أدى إلى موجات الثورات المشبوهة التي لم ينتج عنها إلا الدمار الماحق والموت الفظيع على امتداد دول عربية تفوق مساحتها مجتمعةً مساحة أوروبا، وتفوق بآثارها النفسية والبشرية وامتداداتها الطائفية والإثنية والمذهبية ما خلفته الحربان العالميتان في أوروبا.
نقول للعالم أجمع كفى، آن الأوان لكي تتحركوا لتخنقوا هذا الناعق المحتمي بأسوار الدوحة، ولتحاسبوه على كل كلمة ألقاها ولم يُلقِ لها بالاً، فألقت به سبعين خريفاً في النار، لا بل ألقى لها بالاً، وقرر القتل العمد فوجب عقابه شرّ عقاب.
ولا تكون المحاكمة لفرد بل لجماعة قتلة مأجورين، عملوا ضد أوطانهم، وتعاملوا مع أعداء الأمة، فتآمروا على شعوبها، ودمّروا حجرها وبشرها، وغدروا بجنودها البواسل، وشقوا الصف فكُتب عليهم الخسف والمذلة والهوان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة