الموت في رغيف الخبز.. تقارير: "الدقيق الليبي مسرطن"

مليشيات واشتباكات وطعام مسرطن، هكذا أصبح الموت يحاصر الليبيين من جميع الجهات.

فبعيدا عن المليشيات الإجرامية والجماعات الإرهابية التي تشتبك فيما بينها من آن لآخر، لتقضي على مئات المدنيين، انتشر مرض السرطان بشكل كبير، نتيجة للغذاء غير الصحي.

• للمرة الثانية.. "العين الإخبارية" تفضح مسرحية "الشفافية" بحكومة الدبيبة الليبية
• صالح ينفي قبوله بـ"صفقة تركية" لتشكيل حكومة ليبية جديدة

الخبز المسرطن

وكشف تقرير للمركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية عن وجود نسب عالية من مادة برومات البوتاسيوم "المسرطنة" في الدقيق المستخدم في المخابز.

وأوضح التقرير -الذي وصلت "العين الإخبارية"، نسخة منه- أنه "تم أخذ عينات من أبرز العلامات التجارية للدقيق واكتشف أن بعض العينات وصلت نسبة "برومات البوتاسيوم" المسرطنة فيها إلى 26 مليجرام, بينما المعدل الطبيعي أقل من ميكروجرام واحد.

وأوضح التقرير أن "نسبة الزيادة في المادة المسرطنة في الدقيق بلغت ما بين 300 و1300 ضعف عن الحد الطبيعي"، مؤكدا أن "المواصفات الليبية تحظر أي محسنات للخبز والدقيق بها تركيز لمادة برومات البوتاسيوم المسرطنة".

تحرك حكومي

ورغم أن الوقت يبدو متأخرا، إلا أن حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية بدأت في التحرك للتصدي لانتشار هذه المادة المسرطنة، حيث أصدرت وزارة الاقتصاد والتجارة بحكومة الدبيبة قرارا باستمرار حظر استخدام واستيراد مادة "برومات البوتاسيوم" من أصحاب المخابز ومصانع ومعامل الحلويات والمعجنات بكل أشكالها.

كما حظرت على أصحاب المطاحن إضافتها في إنتاج مادة الدقيق، ووجهت الجهات الضبطية بضبط المخالفين للقرار ومعاقبتهم وفقًا للقوانين.

إحصائيات صادمة

ويؤكد المركز الوطني لمكافحة السرطان عبر موقعه الرسمي أنه "لا إحصائية مؤكدة حول عدد المصابين بأمراض سرطانية في ظل غياب المعلومات إلا أن أحدث إحصائية أممية تؤكد أن 6077 شخصًا ينضمون لطابور المرضى بالسرطان في ليبيا سنويًا".

وتابع المركز أن "النسبة الأكبر من عدد المصابين هم المصابون بسرطان القولون والرئة بنسبة 12% لكل منهما من إجمالي المصابين بالسرطان في البلاد، ثم 11% مصابون بسرطان الثدي ثم سرطان المثانة بنسبة 6.4%، في مقابل 59% لباقي أنواع السرطانات".

ويعاني الليبيون من أزمة في توفير الدقيق والتي شهدتها العاصمة طرابلس في وقت سابق وصلت إلى إغلاق المخابز مع ارتفاعات قياسية في أسعار الدقيق وأسعار رغيف الخبز المدعم الذي تراجع حجمه بشكل كبير.