وفاة الممثل المسرحي الموريتاني إبراهيم ولد سمير
ولد سمير يعد من أبرز المسرحيين المعاصرين وأحد أهم الشخصيات الثقافية الشبابية في موريتانيا، وشغل عدة مناصب في بلاده.
بعد صراع لفترة وجيزة مع مرض الفشل الكلوي فارق الممثل والمسرحي الكوميدي الموريتاني إبراهيم ولد سمير الحياة بالمستشفى العسكري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، الثلاثاء، عن عمر يقارب 40 عاما.
وشغل ولد سمير، الذي يعد من أبرز المسرحيين المعاصرين وأحد أهم الشخصيات الثقافية الشبابية في موريتانيا، منصب مفتش "للشباب والرياضة" في وزارة الشباب الموريتانية, ومنصب الأمين العام للمعهد الدولي للمسرح فرع موريتانيا, كما ترأس جمعية شروق المسرحية التي يعتبر الأب الروحي لها.
ونعت الهيئة العربية للمسرح في الشارقة الممثل الراحل بوصفه أحد أهم الوجوه المسرحية لموريتانيا.
عرف عن الراحل اهتمامه بتطوير المسرح الموريتاني وإخراجه من دائرة الانعزال كونه عملا "سيئ السمعة "في موريتانيا إلى دوائر الاهتمام والمشاهدة، ووسيلة لتقديم المشاهد الراقية دون أن يعتمد على المشافهة القائمة على تبني الشعر كقضية وحيدة للتعبير في بلد "المليون شاعر"، ليكون حاملا لقضايا وهموم المواطن الموريتاني وقضاياه الوطنية والعربية.
واشتهر الراحل بثنائيته في التمثيل مع الممثل الكبير محمد ولد سيدي محمود، وقدم معه مسرحية "ويل أمك يلوراني"، التي لاقت شعبية كبيرة في موريتانيا، كما أخرج كثيرا من الأعمال المسرحية.
عمل ولد سمير بعد تعيينه كـ"مفتش للشباب" في بلورة مشاريع التعليم الحر للشباب في العديد من المقاطعات بموريتانيا، خاصة المناطق الريفية البعيدة، وأسهم في تكوين العديد من الجمعيات الثقافية والفرق المسرحية لإعداد أجيال "ثقافية" تدفع بالعمل الثقافي والفني في موريتانيا إلى أقصى الحدود.
شارك الراحل في عدد من المهرجانات المسرحية في داخل وخارج موريتانا، كما مثل بلاده خارجيا في العديد من المهرجانات العربية في تونس والمغرب والإمارات وأبرزها مهرجان "دبا الحصن "بالشارقة.
وعبر الراحل إبراهيم ولد سمير بشكل متواصل عن اهتمامه بالقضايا والهموم المسرحية في بلاده في العديد من اللقاءات والمقابلات الصحفية والتلفزيونية، وتعد كتاباته عن واقع المسرح الموريتاني من أهم المراجع عن تاريخ المسرح في موريتانيا.