الشارع الموريتاني يترقب انتخابات تشريعية وبلدية "مفصلية"
انتخابات يتنافس فيها 98 حزباً سياسياً، وتشهد للمرة الأولى التنافس على 13 مجلساً جهوياً "مجالس محلية للتنمية".
يشهد الشارع السياسي في موريتانيا حراكاً سياسياً كبيراً بالتزامن مع الانتخابات التشريعية والبلدية والجهوية التي انطلقت الجمعة، بتصويت قوات الأمن والقوات المسلحة، قبل يوم من توجه الناخبين الموريتانيين غداً، السبت، إلى صناديق الاقتراع.
ويختار الناخبون الموريتانيون 157 نائباً للبرلمان الجديد و219 مجلساً بلدياً لكل واحدة من بلديات البلاد.
تكتسب هذه الانتخابات المرتقبة أهميتها، كونها تأتي قبل أقل من عام على الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل/نيسان من العام المقبل، في وقت يسعى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، المدعوم من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، إلى تحقيق "أغلبية ساحقة" في البرلمان المقبل، في مواجهة حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"، الذي يتخذ جماعة الإخوان مرجعية له.
الانتخابات الموريتانية يتنافس فيها 98 حزباً سياسياً، من أصل 102 وهو عدد الأحزاب السياسية في موريتانيا، وتشهد للمرة الأولى التنافس على 13 مجلساً جهوياً "مجالس محلية للتنمية".
وتتنافس 1590 لائحة انتخابية على 219 مجلساً بلدياً، و161 لائحة على 13 مجلساً إقليمياً "جهوياً"، وأكثر من 5 آلاف مرشح يتنافسون على 157 مقعداً برلمانياً، وإذا أجريت دورة ثانية، فستكون في 15 سبتمبر/أيلول.
ودعت السلطات أكثر من 1,4 مليون ناخب مسجل، للمشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية، إلى جانب الانتخابات الإقليمية التي تختار مجالس جهوية جديدة بعدد من المحافظات الموريتانية الـ13 مستحدثة العام الماضي، لتحل محل مجلس الشيوخ الذي ألغي باستفتاء.
وسيضع الناخبون اختياراتهم في 5 ورقات تصويت لأول مرة هي "لائحتي النواب الوطنيتين، ولائحة النواب المحلية، ولائحتي المجلس الجهوي والمجلس البلدي".
ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز (61 عاماً)، الذي انتخب في 2009 وأعيد انتخابه في 2014، إلى "تصويت كثيف" لحزبه الاتحاد من أجل الجمهورية، في مواجهة الأحزاب المتطرفة التي تتشدق بالإسلام، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أن هذه الأحزاب كانت وراء تدمير بلدان عربية.
وحذر ولد عبدالعزيز، خلال خطاب في ختام حملة حزبه، الخميس، من مخططات الجماعة المصنفة إرهابية، وقال إنها "تسببت في دمار عدة بلدان عربية، كانت أقوى وأغنى من موريتانيا"، مؤكداً أنه "يجب سد الباب أمام هذه الأحزاب لأن ما رأيناه يفرض علينا أن نحصن دولتنا من هذه الأحزاب"، وشدد على ضرورة احترام الدين، لا استخدامه من أجل الوصول للسلطة، معتبراً أن هذا النهج "يسيء للإسلام".
واعتبر المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في دراسة حديثة أن الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية التي تشهدها موريتانيا، تعد انتخابات مفصلية في تاريخ البلد، وأن نتائجها ستكون إجابة على عدد كبير من الأسئلة المتعلقة بمستقبل الحياة السياسية في البلد ليس فقط في أبعادها المؤسسية وإنما المجتمعية أيضاً.
وأشار المركز إلى أن هذه الانتخابات تجرى في ظروف مفصلية في تاريخ البلد السياسي والاجتماعي مما يجعل مجمل نتائجها المباشرة وغير المباشرة مؤشرات دالة على الاتجاه الذي ستسلكه البلاد، ولا سيما مع اقتراب انتخابات الرئاسة المصيرية في 2019.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA= جزيرة ام اند امز