نجيب منصور العوج.. رحيل باكر لرائد الاتصالات في اليمن (بروفايل)
لم يكن نجيب منصور العوج مجرد وزيرا للاتصالات في اليمن، إنما محاربا سعى بكل ثقله إلى استعادة أحد أهم مؤسسات الدولة من الانقلابيين.
فمنذ تعينه وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة اليمن المعترف بها برئاسة معين عبدالملك في ديسمبر/ كانون 2020، ظل الرجل يواجه تحديات كبيرة من بينها توفير مناخ آمن للاستثمار في قطاع الاتصالات بما يسهم في سحب البساط من تحت قبضة الحوثيين بشكل تدريجي:
وأمس الثلاثاء، أعلنت الحكومة اليمنية وفاة نجيب منصور العوج المولود عام 1968 في مدينة إب (وسط اليمن) وذلك بعد تعرضه لذبحة صدرية.
ونعى مجلس الوزراء اليمني "ببالغ الحزن وعظيم الأسى والأسف، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور نجيب منصور العوج، الذي انتقل إلى جوار ربه وهو في قمة عطاءه العملي، تاركاً وراءه سيرة شخصية عطرة وإرثاً تاريخياً ثميناً في العمل المخلص والدؤوب من أجل خدمة الوطن".
واعتبر مجلس الوزراء اليمني الرحيل المفاجئ للعوج أمه مثل "خسارة فادحة لواحد من أبناء الوطن المخلصين، الذين عملوا بتفاني واجتهاد وقدم نموذجاً متفرداً في الوطنية وخدمة المجتمع من خلال جميع المناصب التي تولاها، وكذا ما تميز به من خصال حميده يشهد له بها كل من عاصروه".
رائد الاتصالات
يعد "العوج" أحد أبرز السياسين اليمنيين الذي رفضوا الانصياع لمليشيات الحوثي باعتباره أحد أبرز القيادات المؤتمرية المنحدرة من المناطق الوسطى وكان يوصف بأنه "رائد الاتصالات" عقب توليه منصب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ووضع النواة الأولى في هذا القطاع.
بحسب مصدر في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في عدن لـ"العين الإخبارية"، فإن الرجل "كان يسعى للقيام في جلب استثمارات خارجية في قطاع الاتصالات من أجل بناء قطاع اتصالات خارج سيطرة مليشيات الحوثي تكون عبر بناء مؤسسي يشل قدرات الانقلابيين في صنعاء الذي يستخدمون الاتصالات بمثابة ورقة رابحة ضد المناطق المحررة".
وأضاف أن "العوج استطاع في ظرف قياسي من توسعة شركة عدن نت إلى نحو 80 % في المناطق المحررة، في مرحلة أولى ووصل إلى حضرموت وبعض المحافظات الجنوبية، على أن تشمل المرحلة الثانية الضالع وتعز والمهرة والمخا، فضلا عن طموحه في توحيد منظومات الاتصالات وشبكة الإنترنت بدعم من دول التحالف".
كما "ساهم في تأسيس مؤسسة الاتصالات وتقنية المعلومات من الصفر إلى جانب بريد اتصالات ومعهد اتصالات، وأصبح لدى المناطق المحررة صفر دولي مستقل وسط تحديات كبيرة في جلب استثمارات في قطاع الاتصالات من قبل رؤوس الأموال"، وفقا للمصدر.
وكان "العوج" أحد القائمين على مشروع طموح ونوعي كان سيشكل قفزة نوعية لنقل الاتصالات من مناطق الحوثي بالشراكة مع إحدى دول التحالف العربي وكان على وشك وضع اللمسات الأخيرة لتفعيل المشروع رغم عراقيل الإخوان وتحالفهم مع الحوثي ضد هذا المشروع الكبير.
من هو "العوج"؟
وضع "العوج" قبل رحيله بصمات مميزة في المناصب القيادية السياسية والحكومية التي تولاها خلال مسيرة حياته العملية، وآخرها وزير الاتصالات وتقنية المعلومات منذ ديسمبر/كانون الأول 2020 وحتى وفاته.
وتقلد قبل ذلك منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي بين نوفمبر/تشرين الثاني 2018 وديسمبر/كانون الأول 2020، ومحافظ اليمن لدى البنك الدولي، ومحافظ اليمن لدى الصندوق العربي، ومحافظ اليمن لدى البنك الإسلامي للتنمية.
كما شغل منصب عضو المجلس الاقتصادي الأعلى، وعضو اللجنة العليا لتسويق النفط الخام، ومديراً تنفيذياً لشركة النفط اليمنية 2015-2018، ومديراً تنفيذياً لشركة مصافي عدن 2010-2015، ونائب المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز 2003-2010.
وترأس العديد من لجان التسيير لمشاريع التنمية والإغاثة في اليمن مع الشركاء الدوليين، وشغل منصب عضو اللجنة الفنية للطاقة التابع لمجلس الوزراء اليمني وعضو أكاديمية علوم الطبيعة في كندا والقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية وشغل ذلك لفترة محدودة.
سياسيا، شغل "العوج" عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام في الجناح الموالي للحكومة الشرعية، وعمل مسئول للأحزاب والتنظيمات السياسية باللجنة الدائمة حتى عام 2001.
كما شغل منصب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام برابطة الدول المستقلة عام 1994، وسكرتير فرع حزب المؤتمر بمحافظة إب من 1983 -1985.
ومن بين المناصب الأخرى التي تقلدها، منصب نائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم سابقاً وعضو اللجنة العليا للمسابقات بالاتحاد اليمني لكرة القدم ونائب رئيس نادي الاتحاد الرياضي والثقافي في محافطة إب.
كما عمل خلال فترة شبابه رئيسا لتحرير صحيفة الولاء المؤتمرية من 1992– 1996، وأعد العديد من الدراسات والبحوث منها دراسة عن أسطول الغاز في اليمن.