"القهر حتى الموت".. صحفي فلسطيني يلقن غرينبلات درسا
الصحفي الفلسطيني رفض استغلال أزمة ابنته المريضة من جانب المبعوث الأمريكي للضغط على السلطة الفلسطينية داعيا لمساندة بلاده.
بكلمات كالرصاص لقن صحفي فلسطيني، جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب درساً قاسياً، شاهراً في وجهه سلاح "انصر السلطة الفلسطينية.. ظالمة أو مظلومة".
وتتجسد أزمة الصحفي الفلسطيني فتحي صباح في معاناة ابنته ريما (23 عاما)، منذ 7 سنوات من مرض السرطان، واشتكى من تعقيدات في تأمين التغطية المالية من السلطة الفلسطينية لاستكمال علاجها في مستشفى إسرائيلي.
ورد صباح على المبعوث الأمريكي، بعدما حاول استغلال أزمة علاج ابنته لمهاجمة السلطة الفلسطينية، قائلا في تعليق على حسابه بـ"فيسبوك": "فوجئت ليل الأحد (الإثنين) أن السيد جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكتب تغريدة على تويتر مهاجما السلطة والحكومة الفلسطينية في محاولة للصيد في الماء العكر واستغلال مرض ابنتي ريما".
4 تغريدات فاصلة
وقال "صباح" مراسل صحيفة الحياة اللندنية ومدير المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية: "إنه رد على غرينبلات على حسابه على تويتر بأربع تغريدات" وخاطبه، قائلا: "سيد غرينبلات: صحيح أن ابنتي ريما تعاني كثيرا جراء مرضها بلوكيميا الدم، وأننا كعائلة واجهنا مشكلة مع السلطة الفلسطينية في التغطية المالية لعلاجها، لكنك لو كنت حريصا على حياة ابنتي لضغطت على الحكومة الإسرائيلية للسماح لكل المرضى الفلسطينيين ومرافقيهم للتوجه بحرية إلى المستشفيات".
وواصل تغريداته ردا على المبعوث الأمريكي، بتأكيده أن هناك ٤٠٪ من مرضى قطاع غزة وأكثر من ٥٠٪ من مرافقيهم لا تسمح إسرائيل لهم باجتياز معبر بيت حانون للتوجه إلى مستشفيات فلسطينية بالضفة الغربية والقدس وحتى مستشفيات إسرائيلية، وبعض المرضى مات قبل أن يحصل على تصريح بالمرور.
وأشار "صباح" إلى أن ابنته ريما مكثت في مستشفى هداسا عام ٢٠١٧ لإجراء عملية زرع نخاع، وكانت بحاجة ماسة جدا لأكون معها، ولكن إسرائيل رفضت منحه تصريحا ليذهب للمستشفى رغم طلب هداسا وإرسال تقارير طبية تؤكد ضرورة أن يكون بجانب ابنته.
وأكد أن إسرائيل لا تزال ترفض منحه تصريحا لمرافقتها في رحلة علاجها حتى الآن، لافتاً إلى أنه إذ كانت حكومة الدكتور محمد اشتية أخطأت في منع تغطية علاج ابنته وعشرات المرضى من غزة لكن واشنطن ارتكبت خطأ حينما منحت القدس عاصمة دولة فلسطين لإسرائيل، وساندت الاستيطان غير الشرعي، ومنعت الأموال عن السلطة الفلسطينية والأنروا، وأنكرت حق العودة.
رسالة مؤلمة
وفي رسالة له حملت "القهر حتى الموت"، كتب الصحفي الفلسطيني صباح، الثلاثاء الماضي، رسالة عبر صفحته على فيسبوك، منتقدا سياسات الحكومة الفلسطينية، خصوصاً دائرة العلاج في الخارج في وزارة الصحة مع مرضى غزة ومنهم ابنته ريما.
وقال في رسالته: "انفجرت بالبكاء مساء اليوم كطفل صغير ضاع من أهله، بعدما شعرت أن ابنتي ريما تضيع من بين أيدينا بسبب سياسات السلطة الفلسطينية، خصوصا دائرة العلاج في الخارج في وزارة الصحة.. بكيت ليس ضعفا بل قهرا وخوفا على حياة ابنتي".
وأشار إلى أن مدير الدائرة الدكتور هيثم الهدري وقع الأحد الماضي لابنته ريما تغطية مالية لاستكمال العلاج من مرض السرطان الذي أصيبت به قبل 7 سنوات في مستشفى هداسا عين كارم بالقدس بقيمة 271 شيكلا فقط، تشمل فقط "كشف طبيب".
وأضاف: "عندما راجعنا واعترضنا على أن التغطية لا تكفي ولا تشمل التحاليل والأدوية قالوا لنا إنه في حال تطّلب الأمر مزيدا من المال للتغطية فإن المستشفى ستتصل مع الدائرة وستلبي الطلبات، فصدقنا ذلك، وتوجهت ريما اليوم الثلاثاء إلى مستشفى هداسا".
وواصل رواية مأساته، قائلا: "هناك تبين أن التغطية لا تشمل سوى (كشف) فقط، فطلب أطباء هداسا تغطية إضافية للدواء وتحاليل الدم، الذي يعتمد العلاج على نتائجه بالدرجة الأولى، فوافقت الدائرة على تغطية التحاليل ولم توافق على تغطية الأدوية".
وتساءل: "هل يُعقل هذا.. كيف يمكن أن يقبل عقل طفل صغير وليس طبيب أن يتم إجراء التحاليل والعرض على الطبيب ولا يُصرف دواء لمريضة بلوكيميا الدم ولديها عملية زرع نخاع قبل حوالي عامين؟!"
رد فلسطيني رسمي
وردًّا على هذه الرسالة، قال الدكتور هيثم الهدرة، مدير التحويلات الطبية في وزارة الصحة: "إنَّ الوزارة أنجزت فعلياًّ تحويل الفتاة ريما فتحي صباح (23) عامًا والمصابة بالسرطان لتلقي العلاج في أحد المستشفيات".
وذكر "الهدرة"، في تصريحات نقلتها مواقع إخبارية فلسطينية، أن تغطية تكاليف الأدوية التجريبية التي تحدَّث عنها والد الفتاة بحاجة للجنة مختصة للبت في تغطية تكاليفها، مشيرا إلى أنَّ الوزارة "لا تغطي مصاريف هذه الأدوية بحسب المعايير المعمول بها".
ومع ذلك نبه إلى أنَّ اللجنة بصدد الانعقاد وستتَّخذ القرار المناسب والتواصل لاحقًا مع عائلة الفتاة المريضة لوضعهم في حيثيات القرار.