بعد مقتله.. ما سر سفر مستشار عسكري إيراني 3 مرات إلى سوريا؟
مقتل مستشار عسكري إيراني بارز من الحرس الثوري في منطقة درعا جنوبي سوريا.
اعترفت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الأربعاء، بمقتل مستشار عسكري بارز في مليشيات الحرس الثوري خلال مواجهات مسلحة بمنطقة درعا الواقعة جنوبي سوريا، في الوقت الذي تتزايد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لمغامرات نظام الملالي بالخارج، على حساب رفاهية ومعيشة الداخل الإيراني المثقل بالأزمات.
وأوردت وكالة أنباء الإذاعة والتلفزيون الإيرانية "صدا وسيما"، نقلا عن الجنرال رضا ترابي قائد قيلق السجاد التابع للحرس الثوري بمحافظة هرمزجان الواقعة جنوب شرقي إيران، أن خليل تختي نجاد (24 عاما) الذي تولى منصب قائد العمليات في مقر درعا السورية قبل نحو شهر واحد، قد لقي مصرعه بمواجهات مسلحة جنوب سوريا.
ولفت ترابي أن نجاد يعد القتيل الثاني من محافظة هرمزجان بعد عبدالحميد سالاري الذي لقي مصرعه عام 2015، ضمن صفوف مليشيات مدافعى حرم، أو المدافعين عن المزارات الشيعية في الأراضي السورية، في الوقت الذي يزعم مسؤولون إيرانيون عدم وجود قوات عسكرية تابعة لطهران داخل مناطق الجنوب السوري، للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، أن نجاد قد أرسل في مهام عسكرية مختلفة إلى سوريا 3 مرات، مشيرة أنه بدأ الانخراط في الحرس الثوري، بالخدمة في أحد المعسكرات التابعة للمليشيات بمدينة "خمير" الواقعة في محافظة هرمزجان، مؤكدة أن جثمانه لا يزال في سوريا، حيث من المنتظر أن ينقل إلى طهران خلال الأيام المقبلة لإقامة مراسم العزاء، على حد قولها.
ونقلت مواقع إخبارية محلية، صورا ومقاطع فيديو يظهر بها فريدون همتي محافظ هرمزجان إلى جانب قيادات عسكرية ودينية من الحرس الثوري لم تفصح عن هويتها بينهم ممثل خامنئي في هرمزجان خلال زيارة لمنزل نجاد، في الوقت الذي سيطرت مظاهر الحسرة على المشهد، لا سيما وأن مواقع إخبارية إيرانية، كشفت في مايو/ آيار الماضي عن تشييع جنازات قتلى جدد من مليشيات "فاطميون" الموالية لطهران، التي تتشكل غالبيتها من مقاتلين أفغان، وذلك إثر مقتلهم في هجمات "إسرائيلية" استهدفت مواقع عسكرية إيرانية داخل الأراضي السورية مؤخرا.
واعترفت وكالة أنباء "الدفاع المقدس"، المهتمة بتغطية أنشطة مليشيات إيران، بتشييع جنازات قتلى جدد من مليشيا ما يعرف بـ"مدافعي الحرم" في مدينة قم الواقعة وسط البلاد، وهم الذين جلبتهم طهران من دول مجاورة مثل أفغانستان، وباكستان، والعراق، بدعوى حماية المزارات الشيعية في سوريا، لكن دورهم يتمثل بالأساس في القتال إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.
وفي السياق ذاته، قال قائد عسكري إيراني إن القوات الإيرانية لن تنسحب من سوريا، في إشارة إلى إصرار طهران على الاستمرار في تدخلها بشؤون دول المنطقة وإشعال النزاع السوري المستعر منذ أكثر من 7 سنوات، ورغم تقارير عن توصل روسيا وإسرائيل إلى اتفاق يقضي بتراجع المليشيات المدعومة من إيران من جنوب سوريا.
وأضاف القائد العسكري مسعود جزايري أن "إيران وسوريا يتمتعان بعلاقات عميقة لن تتأثر بدعاية أي شخص"، لافتاً إلى أن "الجهود اليائسة للولايات المتحدة وإسرائيل لن تغير الوضع في جنوب سوريا، بل عليهم أن يعلموا أن هذا الوضع لن يتغير".
وتعد انتهاكات إيران المتعددة بتدخلها في شؤون دول الشرق الأوسط أحد أكبر أوجه الانتقادات الموجهة إليها من دول العالم، حيث تدعم طهران نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، كما تدعم وتمول الانقلابيين الحوثيين في اليمن، وحزب الله الإرهابي في لبنان.
ونشرت إيران عشرات الآلاف من المقاتلين المرتزقة في العراق وسوريا خلال الأعوام الماضية ويقودهم قادة من الجيش والحرس الثوري الإيراني، أملا في بسط نفوذها في البلدين وتدشين خطوط إمداد بين الحدود الإيرانية مع العراق مرورا بسوريا ولبنان إلى البحر المتوسط.
aXA6IDE4LjExOS4xMjAuNTkg جزيرة ام اند امز