مليشيات تعشق الإعدامات.. حقد حوثي يستعيد زمن "الإمامة"
لم تتوقف ردود الفعل المحلية والدولية الغاضبة على جريمة إعدام مليشيات الحوثي تسعة مدنيين، حتى أعلن الانقلابيون عن جريمة إعدام جديدة.
فبحسب مصادر حقوقية يمنية فإن المليشيات تتأهب لتنفيذ إعدامات جماعية جديدة في صنعاء، تشمل 11 شخصاً بينهم امرأتان.
وكما لفّق الحوثيون تهما للمدنيين التسعة الذين أعدمتهم قبل نحو أسبوع، لفقت المليشيات تهما "بالتخابر" للمتهمين الـ 11، لتكرر مرة أخرى تجنّيها وافتراءاتها؛ عشقا منها للمجازر والإعدامات.
وتأتي هذه الإعدامات الجديدة بالتزامن مع احتفال اليمنيين، اليوم الأحد، بالذكرى الـ 59 لثورة 26 سبتمبر 1962، والتي قامت ضد الحكم الإمامي، الذي نكل باليمنيين طيلة قرون طويلة، عبر مجازر وإعدامات مماثلة لا تنتهي.
إعدامات جديدة
ناشطون ومنظمات حقوقية يمنية كشفوا عن إصدار محكمة حوثية أمرا بإعدام 11 شخصاً بتهمة التخابر، وبمصادرة أموالهم للاستحواذ عليها من قبل قيادات المليشيات.
الناشطون كشفوا هوية أسماء اليمنيين المهددين بهذا الإعدام الجديد، وهم: محمد المالكي، علي الشاحذي، حنان مطهر الشاحذي، ألطاف المطري، نجيب البعداني، سمير العماري، عصام الفقيه، عبد الله عبد الله مقريش، نبيل الآنسي، عبد الله الخياط، وعبد الله سوار.
ودعت المنظمات الحقوقية والناشطون المجتمعَ الدولي إلى التحرك لتجنيب المدنيين المشمولين بقرار الإعدام مصير من سبقهم الأسبوع الماضي.
عودة ممارسات الإمامة.
ويعتقد ناشطون يمنيون أن جريمة إعدام تسعة من أبناء الحديدة قبل أسبوع بصنعاء، ثم الأحكام الأخيرة بإعدام 11 مدنيا بينهم نساء، لم تكن سوى إعادة لمظالم الإمامة الظالمة منذ قرون بحق اليمنيين.
فبحسب حقوقيين وسياسيين يمنيين، فإن المليشيات تعيد التنكيل باليمنيين، تماما كما فعل أسلافهم الإماميون، بل أنهم تفوقوا على أجدادهم بوحشيتهم ودمويتهم.
وأشاروا إلى أن اختيار الحوثيين لذكرى سبتمبر في إعلان وتنفيذ أحكام الإعدامات لم يأتِ عبثا، ولكنه أمر ممنهج ومتعمد ليؤكدوا حقدهم على اليمنيين، ويذكرونهم بما كان يفعله أجدادهم الإماميون.
قرون من التنكيل
وفي هذا السياق، اعتبر السياسي اليمني وسفير اليمن لدى المملكة المتحدة، الدكتور ياسين سعيد نعمان، أن المليشيات الحوثية تعيد إنتاج سلطة الإمامة الغاشمة التي نكلت باليمنيين وساقتهم إلى ساحات الإعدام زرافات ووحدانا طوال قرون.
ودعا نعمان اليمنيين إلى تذكر كيف تتواصل فصول من تاريخ حكم الأئمة، على أيدي الحوثيين اليوم، لتعيد البؤس إلى بلد الإيمان والحكمة، لافتاً إلى أن "تمسك الحوثيين باستمرار الحرب إنما يريدون بها أن تبقى الحرب مظلة للبطش والإعدامات وقهر اليمنيين".
إعدامات الإمامة
وعرفت الإمامة التي حكمت اليمن قبل ثورة 26 سبتمبر بارتكابها جرائم ممنهجة لإرهاب اليمنيين الذين اعترضوا على حكمها ونفذت عمليات إعدام بالجملة لمعارضين سياسيين وقاده عسكريين ورموز اجتماعية .
وجاءت احتفالات اليمنيين بذكرى ثورة 26 سبتمبر اليوم لتبعث رسالة للمليشيات مفادها أن الشعب كما رفض حكم دولة الإمامة المتخلفة وثار عليها سيواجه مشروع الحوثية الذي يشكل نسخة ثانية من الإمامة.
وفي نظر العديد من الحقوقيين فإن الحوثيين بممارساتهم الدموية لا يمارسون انتهاكات للحريات والحقوق فقط، ولكن المليشيات تمضي نحو انتهاك حياة وآدمية اليمنيين، تماما كما فعل أسلافهم الإماميون.