ضريبة تلوث الهواء بالصين.. مليون حالة وفاة و38 مليار دولار خسائر
1.1 مليون حالة وفاة مبكرة، وفقدان حوالي 20 مليون طن من الأرز والقمح والذرة وفول الصويا في الصين سنوياً بسبب التلوث
توصلت دراسة حديثة إلى أن تلوث الهواء بالأوزون والجسيمات الدقيقة التي يسببها الضباب الدخاني قد يحلق أضرارا بما يقدر بنحو 267 مليار يوان (38 مليار دولار) من الاقتصاد الصيني كل عام على شكل وفيات مبكرة وفقدان الإنتاج الغذائي.
وحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، استمد الباحثون من جامعة هونج كونج الصينية هذا الرقم من خلال حساب التكاليف الاجتماعية لتلوث الهواء التي تعزى إلى التأثير على الصحة العامة وخفض غلة المحاصيل.
وقال ستيف ييم هونج لام، أحد المشاركين في الدراسة، وهو أستاذ مساعد في قسم الجغرافيا وإدارة الموارد: "هذا رقم كبير للغاية ويبلغ نحو 0.7 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد".
وجاء هذا التقرير، الذي نشرته المجلة العلمية "رسائل أبحاث البيئة"، في الوقت الذي تشدد فيه الصين على الأهداف الخاصة بالملوثات المكونة لطبقة الأوزون والجسيمات الدقيقة في مدن، كجزء من خطة عمل مدتها 3 سنوات تستهدف الفوز في معركة البلاد ضد التلوث.
وحلل فريق ييم مساهمات الأوزون الأرضي وجسيمات" 2.5 بي إم" الضارة على نوعية الهواء في البلاد، حيث تبين أن الملوثين يسببان 1.1 مليون حالة وفاة مبكرة في البلاد سنوياً، كما يُفقد حوالي 20 مليون طن من الأرز والقمح والذرة وفول الصويا لتعرضه للأوزون السام كل عام.
و" 2.5 بي إم" هي جسيمات دقيقة معلقة في الغلاف الجوي تدخل إلى المجاري التنفسية للإنسان وتتسبب في أمراض وأوبئة خطيرة، وقد تؤدي إلى وفاته، وهي تنتج بشكل رئيسي عن الفحم المحروق.
أما الأوزون الأرضي فهو غاز سام يتشكل من خلال مجموعة معقدة من التفاعلات الكيميائية، الصادرة عن الصناعات الثقيلة كمنشآت التصنيع ومصافي النفط ومحطات توليد طاقة وأيضاً عوادم السيارات، ويؤثر على عملية التنفس ويزيد حدة الربو لدى المرضى الذين يعانون من حالة مزمنة.
وبشكل إجمالي، بلغت التكاليف الاقتصادية المترتبة على الأضرار التي لحقت بالصحة العامة وبالمحاصيل الزراعية - كنفقات المستشفيات والعيادات الخارجية، والغياب من العمل، نحو 38 مليار دولار أمريكي، أي حوالي 0.66 % من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
وقال ييم إن الأوزون هو المشكلة الكبيرة القادمة التي يتعين على الصين معالجتها، وهذا أمر خطير بشكل خاص في مناطق مثل دلتا نهر اللؤلؤ أو "منطقة الخليج الكبرى"، بجنوب الصين.
وأظهرت أحدث النتائج التي صدرت في يونيو/حزيران الماضي من شبكة مراقبة جودة الهواء الإقليمية المشتركة التي تديرها حكومات هونج كونج وماكاو ومقاطعة قوانجدونج، أن متوسط تركيز الأوزون السنوي زاد بنسبة 16 % على أساس سنوي ليصل إلى أعلى مستوى له في 6 سنوات في العام الماضي.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن 9 من كل 10 أشخاص في العالم يتنفسون الهواء الملوث ويموت 7 ملايين شخص كل عام بسبب التعرض للجسيمات الدقيقة الضارة المعلقة في الهواء.
ومتوسط تركيز جسيمات" 2.5 بي إم" الضارة في المدن الصينية هو 48 ميكروجراما لكل متر مكعب من الهواء، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي في 2626 مدينة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز