استدامة الديون نقمة أم نعمة؟.. الإجابة الاقتصادية مفاجئة (تحليل)
يمكن أن يساعد خفض مدفوعات الديون التي تسددها البلدان الفقيرة إلى مستويات أكثر استدامة، نحو 5 ملايين طفل إضافي على الالتحاق بالمدارس وتوفير إمكانية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة لـ17 مليون شخص.
وأفادت دراسة أجراها أكاديميون في جامعتي سانت أندروز وليستر بالمملكة المتحدة بأنه ستكون هناك "فوائد هائلة" -بما في ذلك إنقاذ حياة 60 ألف طفل وأم- من خفض حجم الأقساط، كما أوردت صحيفة "الغارديان".
ومع وصول مدفوعات الديون الخارجية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة عقود، استفاد النشطاء من نتائج الدراسة وحثوا الدائنين على تقديم شروط أكثر سخاءً للبلدان منخفضة الدخل.
وتناولت الدراسة 39 دولة، حيث يتجاوز متوسط مدفوعات الديون 22% من الإيرادات الحكومية ومجموعة أوسع من 88 دولة، حيث يبلغ متوسط مدفوعات الديون أكثر من 15% من الدخل الحكومي.
وخلصت الدراسة إلى أنه إذا أدى تخفيف عبء الديون إلى خفض مدفوعات مجموعة البلدان الـ39 إلى 14% من الإيرادات الحكومية، فسيتمكن نحو 16 مليون شخص من الحصول على خدمات الصرف الصحي الأساسية، كما سيتمكن 7 ملايين من الحصول على مياه الشرب النظيفة، وسيتمكن أيضاً نحو مليوني طفل من الالتحاق بالمدارس، وكذلك أكثر من 30 ألف طفل وأم بإمكانهم أن ينجون من خطر الفقر المدقع.
وكانت أنغولا وكينيا وباكستان وجنوب السودان وتونس من بين البلدان ذات مستويات الديون المرتفعة المدرجة في التحليل.
- الاقتصاد العالمي في ورطة.. قراءة في دفتر أحوال النصف الأول من 2024 "تحليل"
- خطة هاريس لضبط الأسعار.. أمل أم تلاعب بمستهلكي أمريكا؟
ويحث صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على إحراز تقدم أسرع في تخفيف عبء الديون من خلال عملية تعرف باسم الإطار المشترك، على الرغم من أن عددا قليلا فقط من البلدان شاركت حتى الآن.
موقف صندوق النقد الدولي المبين في مذكرة توجيهية صدرت في وقت سابق من أغسطس/آب الجاري هو أنه بعد تخفيف أعباء الديون ينبغي أن تكون مدفوعات الديون الخارجية أقل بكثير من 14% إلى 23% من الإيرادات الحكومية.
وقالت الدكتورة برناديت أوهير من جامعة سانت أندروز: "هناك إمكانية لتحقيق زيادات هائلة في الرفاهية في البلدان المثقلة بالديون إذا تم تخفيض الديون إلى مستويات يمكن تحملها، غالبا ما تكون هذه البلدان معرضة بشدة لتغير المناخ ويجب على العديد من الحكومات إعادة تخصيص الموارد بعد الأحداث المناخية المتطرفة".
وتابعت "إن الوصول إلى الخدمات العامة الأساسية أمر بالغ الأهمية لزيادة قدرة المجتمع على الصمود في وجه تغير المناخ، وتوضح هذه الأرقام أن تخفيض الديون من شأنه أن يزيد بشكل كبير من إمكانية الوصول إلى الخدمات العامة، ويقلل من التعرض لتغير المناخ، وسيؤثر بشكل إيجابي على ملايين الأطفال وأسرهم، إن الحجة المؤيدة لخفض الديون ساحقة".
كما دعت هايدي تشاو، المديرة التنفيذية لمنظمة عدالة الديون، الحكومة البريطانية إلى منع الدائنين من استخدام محاكم المملكة المتحدة لمقاضاة الدول الفقيرة لعدم سداد ديونها.
وأضافت "إن فرصة تحسين فرص الحياة لملايين الأشخاص بشكل كبير في البلدان ذات الدخل المنخفض تحدق في وجه الحكومة، ويمكن للحكومة أن تجعل هذه الأرقام حقيقة من خلال إصدار تشريعات جديدة لضمان قيام البنوك وصناديق التحوط بإلغاء الديون إلى مستويات مستدامة".
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز