سيكون على الناخبين اختيار رئيسهم ونائب رئيسهم عبر التصويت طوال النهار في منطقة شاسعة تتضمن أربع مناطق زمنية.
اليوم تصمت بورصة التوقعات وتتوقف تنبؤات المحللين والمراقبين والمتنبئين وتختبر استطلاعات الرأي صدقيتها ويحبس العالم أنفاسه استعداداً للكشف عن هوية السيد الجديد للبيت الأبيض الأمريكي.
في هذا اليوم لن تجري انتخابات رئاسية وإنما 51 عملية انتخاب مصغرة في كل ولاية وفي العاصمة لاختيار كبار الناخبين وهي عملية تتقطع الأنفاس في متابعتها أمام شاشات القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت وفي الساحات العامة والأسواق. وهناك قرابة 12 ولاية رئيسية يمكن أن تغير معسكرها من جهة إلى أخرى، وتظهر تدريجيا على الخريطة الانتخابية التفاعلية للبلاد والملونة بالأحمر للجمهوريين والأزرق للديموقراطيين.
سيكون على الناخبين اختيار رئيسهم ونائب رئيسهم عبر التصويت طوال النهار في منطقة شاسعة تتضمن أربع مناطق زمنية.
والأمر الحاسم للمرشحين هو الحصول على 270 صوتاً، أي الغالبية المطلقة لأصوات ال538 من كبار الناخبين. وفي 48 ولاية تجري الانتخابات بالغالبية من دورة واحدة ما يعني أن المرشح الذي يتقدم على منافسه يفوز بكل أصوات كبار الناخبين لتلك الولاية.
ويمكن أن تقع أولى المفاجآت من جورجيا إذا خسر دونالد ترامب هذه الولاية التي تصوت عادة للجمهوريين، وفرجينيا إذا أفلتت من يدي كلينتون.
لكن قلق المرشحين يتركز على ولاية فلوريدا وناخبيها الكبار ال29، وقد فاز بها أوباما بفارق ضئيل جدا في 2012 في ختام أربعة أيام من إعادة فرز البطاقات. كما حبست هذه الولاية الجنوبية أنفاس العالم في عام 2000 لحسم الأصوات بين جورج بوش وآل غور.
وقبل نهاية اليوم الأخير لانطلاق التصويت العام تلقت كلينتون هديتين، الأولى التزام مكتب ال«اف بي آي» بعدم ملاحقتها على خلفية البريد الإلكتروني والثانية نتائج الاستطلاعات التي أظهرت تقدمها في الشوط الأخير. ولاحظ المراقبون أيضا أن ترامب تجاوز أخطاءه في بداية الحملة ومنتصفها وبدا أكثر تركيزاً على الاستفادة من نقاطه الرابحة وسط الناخبين الأمريكيين البيض من غير الجامعيين بالإضافة إلى جموع المتقاعدين الأكثر حماسة واستعداداً للتوجه إلى صناديق الاقتراع.
كانت الانتخابات الأمريكية الحالية الأكثر إثارة وتنافسية وتميزت حملاتها بقدر وافر من العنف والعدائية والتنافر. لكنها من الجانب الآخر وفرت منصة كونية للحوار حول مشكلات الداخل وقضايا السياسة الخارجية والنزاعات والحروب والأزمات الاقتصادية.
وهي منصة معولمة بمثل ما كانت قضاياها المطروحة للنقاش. وشملت مساحات واسعة من العالم وتداخلت في ثناياها مشاركات القادة والزعماء والمفكرين من كافة الأقطار والقارات. فالولايات المتحدة هي التجسيد الحي للعولمة، وما يحدث فيها لم يكن في يوم من الأيام شأناً داخلياً يخص الأمريكيين دون غيرهم من الشعوب.
*نقلا عن جريدة الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة