يستخدم المراقبون السياسيون الأمريكان طرقاً للتنبؤ بمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية ، فإذا نجح المرشح في ولاية اوهايو فان الانتخابات ستنتهي بفوزه.
من المحتمل ان يخسر دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية كما تشير تحليلات الكتّاب الأمريكيين عنه، فهو غوغائي، منهجه قاس في السياسة الخارجية بل خطير، إنه يصرح مثلاً بأنه ان نجح كرئيس لأمريكا فسوف يرسل قوات أمريكية لاحتلال نفط العرب لأن أمريكا ساعدتهم عسكرياً أو حمتهم، ويطلب ترامب المال من حلفاء أمريكا الغربيين لأنها تحميهم، ويصف الصين بأنها لصة سرقت أموال أمريكا فقد أخذت وظائف الأمريكيين، لذلك ان أصبح رئيسا فسيفرض الضرائب على السلع الصينية، ويتساءل : إلى متى سنظل ندافع عن كوريا الجنوبية من دون ان تدفع لنا، متى ستدفع لنا ؟ كأنه رجل أعمال يرسل الفاتورة،حسب رأي الكاتب اليكس وارد في صحيفة فورن بوليسي، وأفكار ترامب قاسية فقد وعد بإنشاء قوة لترحيل الأجانب تقتحم المنازل والكنائس والمدارس والمحلات التجارية وتطردهم، وسيغلق المساجد.
يتضح مما ذكرناه ان ترامب يتحدث كثيراً عن الشؤون الدولية لكن الشعب الأمريكي لا يهتم بالشؤون الدولية، فالأمريكان مثل باقي الشعوب يهتمون بظروفهم المعيشية ويخشون البطالة والكساد الاقتصادي وبالتالي فان هيلاري أقرب إلى تحقيق آمالهم فلها خبرة سياسية واقتصادية اكتسبتها عندما تولى زوجها بل كلينتون الرئاسة الأمريكية في منتصف تسعينات القرن الماضي فحقق انتعاشاً في الاقتصاد الأمريكي، وقد وعدت الناخبين بتحسين وضع الاقتصاد الأمريكي الضعيف الآن بمافي ذلك أجر العامل الأمريكي.
في أول مناظرة تلفزيونية قبل الانتخابات فقد ترامب أعصابه، وفي المناظرة الثانية خسر كثيراً بسبب زلاته، بينما أثبتت هيلاري رزانتها واستخدمت الابتسامة كثيراً كلغة جسد للتأثير على الناس، وينتقد الكاتب اليكس وارد ترامب فيقول عنه "إنه متخبط لا يرى نتائج أفكاره، فإذا لم تنفق أمريكا على الناتو فستكون أوروبا غير مستقرة، وانسحابها من كوريا الجنوبية سيشجع كوريا الشمالية على مهاجمتها، وعدم الاهتمام بالشرق الأوسط سيزيد المشاكل الكبرى في المنطقة، وإن إثارة غضب الصين بدلاً من التعايش معها سيزيد التوتر سوءاً".
يرى أحد المحللين الأجانب "أنه في كل جيل يخرج غوغائي ليهيج مشاعر الناس ويزيدها اشتعالاً ضد المهاجرين والضرائب والمرأة كما يفعل ترامب، وعندما تدخل عملية الانتخابات الشهر الأخير يميل الناخبون إلى الانجذاب نحو الشخص الذي يحافظ على النظام، ويتساءلون هل هذا المرشح سيجعل الوضع أسوأ مما كان، الناخبون لا يقبلون الفوضى، وفي عصر التوتر الشديد يعتبر مغامرة من الناخبين إن هم غامروا وانتخبوا ترامب".
ويستخدم المراقبون السياسيون الأمريكان طرقاً للتنبؤ بمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية، فإذا نجح المرشح في ولاية اوهايو فان الانتخابات ستنتهي بفوزه. ذلك ان ولاية اوهايو تقود نتائج الانتخابات الرئاسية منذ العام 1964، كذلك ثمة طريقة ثانية وهي قراءة محتوى البرنامج السياسي للمرشح، وهناك طريقة ثالثة تسمى "نسبة المرشح إلى الخصم" فإذا شرح المرشح الأول سياسته وهاجم بشدة المرشح الثاني فاز المرشح الثاني؛ فالديمقراطيون هاجموا الجمهوريين في العام 1984 فذكروا اسم رونالد ريغان 213 مرة ففاز الجمهوري ريغان، والجمهوريون هاجموا بل كلينتون 153 مرة في عام 1996 ففاز كلينتون، وتوجد طريقة رابعة للتنبؤ بنتيجة الانتخاب وهي تكرار كلمة "أزمـة" في حديث المرشح لجذب صوت الناخب، ففي عام 1960 كرر الديمقراطيون كلمة "فترات الأزمات الوطنية" ففاز جون كندي، وفي عام 1968 استخدم الجمهوريون اسم لنكولن وإيزنهاور لتذكير الناخبين على براعة الاثنين في قيادة البلاد "وقت المحن" ففاز الجمهوري نيكسون، وكان البرنامج السياسي للديمقراطيين في عام 1976 يتحدث عن توالي الأزمات "الأزمة تلو الأخرى"، مثل أزمة تكاليف التعليم، أزمة المدن، أزمة الطاقة، أزمة مالية غير مسبوقة، أزمات بيئية متوالية، ففاز جيمي كارتر . يهتم العالم بسباق البيت الأبيض لأن الرئيس الأمريكي المقبل ستكون له سياسة خارجية أمريكية تؤثر على التجارة والنمو الاقتصادي ومسائل السلم والتغير في المناخ، فيأخذ رجال السياسة والتجارة في العالم أجمع في اعتبارهم هذا التغيير عقب انتهاء الانتخابات للتنبؤ بتوقعاتهم.
*نقلا عن جريدة السياسة الكويتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة