بات النظام الإيراني وزمرته من المليشيات و"الحرس الثوري" أضعف اليوم مما كان عليه في السابق
بات النظام الإيراني وزمرته من المليشيات و"الحرس الثوري" أضعف اليوم مما كان عليه في السابق، ولعل بداية ساعة نهاية عبثهم بالعالم وبدول المنطقة صارت الآن أقرب من أي وقت مضى، وقد بدأ العد التنازلي لنهاية حقبة سوداء من العبث بالمنطقة وتأجيج النعرات والنزعات الطائفية بين شعوبها، والمساعي الكيدية الحثيثة الخبيثة لبث الفتنة في أوساطها.
ولذا فإن من الخطأ الاستراتيجي أن يتم الاعتماد عليهم والتحالف معهم والاتكال على صداقتهم، أو حتى الاعتماد على سلعهم وبضاعتهم، كما هو الحال في الوضع القطري؛ حيث راهن تنظيم الحمدين بروعة وغباء على الإيرانيين، وظاهَرهم ضد شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب القطري نفسه، وفي كل ذلك لم تحصد قطر إلا الشر.
والقارئ للتاريخ في العلاقات العربية الإيرانية يدرك جيداً أن متطرفي نظام الملالي لم يواجهوا العرب بشكل مباشر إلا في بضعة مواقع وحالات فقط كان آخرها الحرب العراقية- الإيرانية التي منيت فيها طهران بخسارة فادحة، وهزيمة منكرة، وقد أظهرت مدى ضعفها ووهنها أمام العالم أجمع.
إلا أن الآلة الإعلامية الوقحة والثرثرة الدعائية الفجّة هي التي تظهرهم بين الحين والآخر في موقع الاستعراض على المشهد الدولي، من خلال تواجد الإرهابي قاسم سليماني في الميادين، وما شابه ذلك من الخزعبلات التي يُراد منها الترويج لـ«بطولات» مزعومة، وقدرات موهومة، بهدف ترويع وإرهاب المنطقة وأهلها.
القارئ للتاريخ في العلاقات العربية الإيرانية يدرك جيداً أن متطرفي نظام الملالي لم يواجهوا العرب بشكل مباشر إلا في بضعة مواقع وحالات فقط كان آخرها الحرب العراقية- الإيرانية التي منيت فيها طهران بخسارة فادحة، وهزيمة منكرة، وقد أظهرت مدى ضعفها ووهنها أمام العالم أجمع.
والراهن أن ضعف موقف الملالي بات مفضوحاً، وأعراض وهَن قوتهم أصبحت مكشوفة، وليس لديهم ما يجعلهم قادرين على حماية أنفسهم قبل حماية غيرهم، ولهذا فإن خطابهم التدخلي التوسعي، وجعجعة دعايتهم لم تعد تتناسب مع متطلبات العصر وتحالفات المنطقة وقوتها وإمكانياتها. ولذلك يستميت البعض الآن في طهران من أجل الحفاظ على البرنامج النووي الذي لم يكن واضح المعالم والأهداف منذ البداية، ولَم يكن يوماً أيضاً متناسباً ولا متلائماً مع النظم والمتطلبات الدولية.
والخطأ المركب الذي يقع فيه النظام الإيراني هو توهمه أنه في مقدوره تكرار نموذج وتجربة «حزب الله» اللبناني في المناطق والساحات الأخرى التي وجدها رخوة، وظن أنه قادر فيها على الاستثمار في الإرهاب، واللعب بالورقة الطائفية، واستخدام سياسة «فرّق تسد» لتمزيق الدول والشعوب، واستتباعها واستلحاقها، وجعلها تدور في فلك ملالي طهران.
ولكن أثبتت تجربة مليشيات "الحوثي" بما لا يدع مجالاً للشك استحالة تحقيق التطلعات الإيرانية في المنطقة، بصفة عامة، وفي اليمن بصفة خاصة، على رغم التمويلات والمليارات المهدرة عليهم التي قدمها النظام الإيراني في وقت يضن فيه بتلك الأموال على توفير الضروري من احتياجات الشعب الإيراني نفسه. ومع هذا لم تحقق إيران أهدافها، ولم تنل سوى فائض خسائر وهزائم، وكانت تجربة "الحوثيين" في اليمن ملفاً آخر أسود في تاريخ دعم النظام الإيراني للإرهاب.
كما أن همجية الإرهابيين "الحوثيين"، وثقافة زعماء عصابتهم السياسية الضحلة أدت إلى فشلهم وانهزامهم وانهيارهم وانفضاح لهاثهم الدنيء وراء جمع الأموال من خلال قطع الطريق، فلا مبدأ ولا قضية لديهم سوى الخروج من الصراع اليمني بأكبر قدر ممكن من المنهوبات والمسروقات، لأن التمرد الحوثي في جوهره مشروع نهب وسلب وانتهازية على الصعيد الشخصي بالنسبة لكل فرد منهم..
فالحوثيون تنظيم إرهابي وتشكيل عصابي في الوقت نفسه. وعلى رغم نشوب الحرب بينهم، بعضها في الخفاء وبعضها في العلن، إلا أن "الحوثيين" مستمرون في نهب أموال من اليمن تقدر بحوالي 3.5 مليار ريال سنوياً، الأمر الذي جعلهم يتشبثون بتأجيج أوزار الحرب ويزجون أطفال اليمن فيها، لأن جماعة إرهابية مثلهم، لا يمكن أن تسترزق سوى من الفوضى والعنف، وتنقرض حتماً في حال الاستقرار والحياة الطبيعية. ولحظة انقراض "الحوثيين" وشيكة، وغروب نفوذ سادتهم الصفويين أقرب من ذلك. فقد باتت أيام الإرهاب "الحوثي" الآن وراء ظهر الشعب اليمني المقبل على استكمال التحرير القريب، كما أن أيام التغول والتغلغل والتدخل الإيراني في المنطقة باتت أيضاً في ذمة الماضي الكئيب.
نقلا عن "الاتحاد"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة