وفد "الصندوق" يصل لبنان وترقب لانطلاق مفاوضات التعافي
وصل وفد من صندوق النقد الدولي إلى لبنان اليوم، ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء نجيب ميقاتي غدا الثلاثاء.
وتستمر زيارة الوفد الذي يرأسه أرنستو راميريز، عدة أيام يلتقي خلالها عددا من المسؤولين، واللجنة الوزارية المكلفة بالتفاوض مع الصندوق.
ويبحث الطرفان آفاق الاستراتيجيات التي يُمكن البناء عليها في أوائل العام المقبل "عندما ستأتي بعثة موسعة للتفاوض على تفاصيل برنامج التعافي الاقتصادي والمالي المتوقع مع لبنان".
مفاوضات اقتصادية
والشهر الماضي،أكد سعادة الشامي نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني، أن المفاوضات التقنية مع صندوق النقد الدولي "قد تم إتمامها تقريبا".
وأضاف "دخلنا مع صندوق النقد الدولي في مرحلة المفاوضات على السياسات النقدية والاقتصادية".
وتابع:" هدفنا لا يزال التوصل إلى اتفاق مبدئي قبل نهاية العام، على أن نتوصل بعد ذلك كما هو مفروض إلى اتفاق نهائي في يناير من العام المقبل".
وعما إذا كانت الخطة والأرقام موحدة، قال: "إن أي خطة ستكون أرقامها موحدة، وسيكون الجميع متفقا عليها، فاللجنة المكلفة بالتفاوض مع الصندوق مشكلة من 3 وزراء، وحاكم مصرف لبنان وقد اجتمعت مرات عدة، وستواصل اجتماعاتها في المستقبل القريب كي تتوصل إلى اتفاق على كل عناصر الخطة".
وعن توحيد سعر الصرف باعتباره أحد شروط صندوق النقد، أجاب أن توحيد سعر الصرف هو مطلب الجميع، وأعتقد أنه سيكون شرطا من شروط الصندوق، لأنه لا يمكن للأمور أن تسير في البلد في ظل تعدد أسعار الصرف.
وتابع: "نتمنى حين توحيد سعر الصرف وإذا ما اتفقنا على خطة اقتصادية مع الصندوق أن يتحسن السعر، لأنه ساعتئذ تتدفق الأموال إلى البلد وتستعاد الثقة به".
تاريخ من التعثر
وتسببت الخلافات في لبنان حول تقييم حجم الخسائر، وكيفية توزيعها في تجميد المحادثات مع صندوق النقد الدولي العام الماضي.
ورفض البنك المركزي، والبنوك، والنخبة السياسية الأرقام الواردة لحجم الخسائر في خطة الحكومة، التي أقرها صندوق النقد في ذلك الوقت.
وأعاقت هذه القضية محاولات إيجاد مخرج للأزمة التي عصفت بلبنان على مدار العامين الماضيين.
وأدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 90% من قيمتها مما تسبب في ارتفاع حاد لمعدلات الفقر، ودفع كثيرين من اللبنانيين إلى الهجرة.
أسوأ كساد
ويئن لبنان تحت وطأة انهيار اقتصادي وصفه البنك الدولي بأنه أحد أسوأ حالات الكساد في التاريخ الحديث.
وتعود الأزمة إلى حد كبير لعقود من الفساد وسوء الإدارة من النخب السياسية.
وشكل لبنان حكومة جديدة في سبتمبر/ أيلول برئاسة السياسي المخضرم نجيب ميقاتي من أهدافها التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي يُنظر إليه على أنه هام للإفراج عن مساعدات دولية لوقف الأزمة.