"دلتا فورس" الأمريكية.. تتبعت "صدام" واصطادت البغدادي
مهمة هذه الوحدة الأمريكية تتمثل بشكل رئيسي في تعقب وقتل قادة المنظمات الإرهابية، وكذلك تحرير الرهائن.
"دلتا فورس".. وحدة تابعة لقوات النخبة الأمريكية، أثارت فضول الكثيرين بعد الكشف عن قيامها بالعملية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبوبكر البغدادي في سوريا.
تأسست "دلتا فورس" عام 1977، ومقرها في فورت براج بولاية نورث كارولينا، وشاركت تقريبا في كل العمليات العسكرية الأمريكية الخاصة بمكافحة الإرهاب؛ حيث تسند إليها مهمات معقدة وخطيرة.
لم تنجح "دلتا فورس" في المهمة الأولى التي أوكلت إليها وهي إطلاق سراح الدبلوماسيين الأمريكيين الذين احتجزوا كرهائن في طهران، في 4 نوفمبر 1979، وذلك بسبب العاصفة الرملية.
ومنذ ذلك الحين، نشرت واشنطن قوات النخبة هذه في كل منطقة بها نزاع أو صراع، خاصة في الصومال؛ حيث قتل 6 عام 1993 خلال المعركة المعروفة بـ"بلاك هوك"، وكذلك في أمريكا الوسطى في الثمانينيات، وفي كولومبيا.
ومنذ عام 1991، أصبحت "دلتا فورس" في قلب الحروب الأمريكية المتعاقبة في العراق، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وكذلك خلال حرب الخليج الأولى، ثم في عام 2003 عندما قرر الرئيس جورج دبليو بوش غزو العراق.
ففي مذكراته، يقول الجنرال ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف)، إن بوش جعل "دلتا فورس" جزءا أساسيا من الحرب ضد الإرهاب والغزو.
شاركت هذه الوحدة أيضا في تعقب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومطاردة أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، الذي تولد منه "داعش" كما تم نشر "دلتا فورس" في العراق مرة أخرى عام 2014، لكن هذه المرة لمحاربة داعش التي غزت الموصل.
تتمثل مهمة الوحدة الأمريكية بشكل رئيسي في تعقب وقتل قادة المنظمات الإرهابية، وكذلك تحرير الرهائن، ففي 3 يوليو 2014، شن الجيش الأمريكي غارة لإنقاذ جيمس فولي وستيفن سوتلوف، وهما صحفيان أمريكيان كانا أسيرين عند داعش.
خلال هذه العملية كان يوجد جنود من دلتا فورس على متن طائرات الهليكوبتر بلاك هوك التي هبطت في منطقة الرقة، غير أنهم لم يعثروا على الرجلين اللذين قتلا في الشهر التالي على يد المنظمة الإرهابية.
يتم اختيار عناصر "دلتا فورس" بعناية فائقة وفقا لمعايير عالية في صفوف القوات الخاصة ووحدات المشاة، وأحيانا يتم انتقاء أعضائها من الحرس الوطني، وخفر السواحل.
ويتوجب على المتقدم أن يتمتع بمهارة رماية استثنائية، وأن يكون قادرا على اجتياز 40 ميلا سيرا على الأقدام ضمن اختبارات قدرة التحمل، وغالبا ما تنفذ هذه الوحدة مهمتها بطريقة دقيقة، وفي مكان ولغرض محددين، وفقا لجدول زمني.
وبشكل عام، يُعَد الانضمام إلى دلتا فورس من أكثر المهمات تعقيدا وتحديا ومن المستحيل أن يصبح الشخص جزءا من الوحدة فور التجنيد.
يتم اختيار الجنود بعناية من مجموعة ضيقة بعد أن يثبتوا أنفسهم، في بعض الأحيان لسنوات.
وتُعَد دلتا فورس واحدة من أكثر الوحدات المرغوبة بشدة، لذا فهي تتجاوز مجرد المهارات ولكن أيضا السمعة أثناء الخدمة في وحدات أخرى.
وعلى المنتمي لدلتا فوري أن يكون بعمر 21 عاما أو أكثر وأن يتمتع بمهارة عالية في الرماية وذكاء مرتفع ويكون لائقا جسديا وصحيا وقادرا على حفظ الأسرار.
هناك أيضا في القوات الأمريكية وحدة مماثلة تدعى نيفي سيلز "navy seals" وهي المسؤولة عن قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في 2 مايو/أيار 2011.
وقد تم إنشاء وحدة "نيفي سيلز" من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي في الأول من يناير/كانون الثاني 1962 وأعضائها من البحرية الأمريكية.
وتتمثل مهمتها في المقام الأول في إلقاء القبض أو عند الضرورة إزالة الأهداف عالية المستوى أو جمع المعلومات الاستخباراتية خلف خطوط العدو للقيام بأعمال عسكرية في المستقبل.
وتماما مثل "دلتا فورس" فإن أعضاء "نيفي سيلز" يتم اختيارهم بعناية فائقة وبعد اجتياز العديد من الاختبارات الصعبة.
وتشمل اختيارات "نيفي سيلز" القدرة العالية على السباحة وتمارين الضغط ويمضي المرشح العادي أكثر من عام في سلسلة من الدورات التدريبية.