في يوم ٢٧ أكتوبر عام ٢٠١٩، أعلنت القوات الأمريكية مقتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي.
في يوم ٢٧ أكتوبر عام ٢٠١٩، أعلنت القوات الأمريكية مقتل أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي.. إعلان جاء ليسطر نهاية حقبة إرهابية من سفك الدماء واستهداف المدنيين وترويع الآمنين.. وبذلك تنتهي حقبة داعش التنظيم المنظم.
ومن هنا يأتي التساؤل: ما مصير التنظيم الإرهابي بعد مقتل البغدادي؟ وهل يعكس مقتل زعيم الإرهابيين نهاية التنظيم بشكل كلي أم يكون بداية لمرحلة جديدة من الإرهاب الدولي؟
في مارس من العام الحالي ٢٠١٩.. سقط الجيب الأخير للتنظيم الإرهابي في سوريا.. بعد ٥ سنوات كاملة مارس خلالها داعش جميع الموبقات بعدما أحرقت نيران إرهابه وتطرفه الآمنين.. ولم تفرق رصاصاته الطائشة بين الرجال والأطفال والنساء والشيوخ.. محولا الأراضي العراقية والسورية إلى ساحة من الخراب والدمار.
وبعد القضاء على الوجود الجغرافي للتنظيم.. تناولت عدة وسائل إعلامية عالمية تقارير حول مصير البغدادي.. منها ما ذهب إلى أنه أصيب خلال المعارك.. وأخرى ذكرت أنه قُتل.. لكن الفرضية الأكبر ذهبت إلى اختباء البغدادي في صحراء البادية الشاسعة في سوريا، التي تمتد من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا.. قبل أن يظهر في مقطع مصور في أبريل من العام الحالي ٢٠١٩.. يهدد ويتوعد خلاله بالمزيد من الدماء حول العالم.
ومن وقتها يطل التنظيم الإرهابي علينا برأسه بين حين وآخر.. بهجمة إرهابية هنا.. أو تفجير ملغم هناك.. في مؤشرات على انحسار التنظيم الـمنظم.. بينما يمارس أتباعه إرهابهم بشكل فردي أو جماعي أحيانا.. فيما يعرف بظاهرة الذئاب المنفردة.
التنظيم الإرهابي الذي عاث في الأرض فسادا.. وارتكب مجازر وحشية وجرائم إبادة جماعية ترك خلفه ميراثا أسود يحتاج إلى سنوات وسنوات للاندثار.. ولعل أطفال داعش وزوجات مقاتلي التنظيم بمثابة قنابل موقوتة تدق ناقوس الخطر للإرهاب الداعشي المتوقع مستقبلا.
سقطت دولة "الخرافة" التي تدعي السعي لإقامة الخلافة.. وبعد أشهر قليلة سقط خليفة الإرهابيين المزعوم.. لكن جرائم التنظيم لم ولن تسقط بالتقادم.. وإرهابه سيعاني منه العالم لسنوات طويلة.. ليظل التساؤل: هل انتهى عصر الإرهاب الدولي الداعشي أم أن الإرهاب يستخذ شكلا وموضعا جديدا؟ هذا ما سيجيب عنه المستقبل القريب.