العراقيون يواجهون "مليشيات إيران" بتوسعة دائرة العصيان
الاحتجاجات تنوعت ما بين عصيان مدني واعتصامات ومظاهرات في بغداد ومحافظات جنوبي العراق
رغم القمع المستمر الذي تمارسه مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران والقوات الأمنية ضد المتظاهرين، إلا أن العراقيين واصلوا احتجاجاتهم لليوم الرابع على التوالي مطالبين بإسقاط النظام وإنهاء النفوذ الإيراني.
- متظاهرو العراق يعلنون الأحد عصيانا مدنيا بجامعات بغداد
- مليشيا بدر الإيرانية تقتل 7 محتجين وتصيب 38 بالحلة العراقية
وتنوعت احتجاجات، الأحد، ما بين عصيان مدني واعتصامات ومظاهرات في بغداد ومحافظات جنوب العراق، واستخدمت مليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية الخاضعة لها الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم، لكن دون جدوى حيث شهدت ساحات التظاهر والاعتصام ازديادا في أعداد المتظاهرين من كافة الفئات المجتمعية العراقية.
وقال الناشط شهاب عاصم عضو اللجنة المنظمة للمظاهرات لـ(العين الإخبارية): "أعلنا إضرابا جزئيا بالنسبة للمدارس والجامعات، الأحد، قررنا أن تحتج كل جامعة ومدرسة في مواقعها، فضلا عن أن عددا من الكوادر التدريسية والطلبة في المدارس الثانوية والجامعات والأساتذة خرجوا إلى خارج جامعاتهم ومدارسهم واحتجوا في الشوارع القريبة منها"، لافتا إلى أن هذا الإضراب استمر من الصباح وحتى الظهيرة في العديد من مناطق بغداد.
وأكد عاصم أن الجامعات ستواصل عصيانها المدني، الإثنين، والأيام المقبلة لحين الاستجابة لمطالب المتظاهرين، لافتا إلى أن العصيان المدني العام قد يبدأ الإثنين في عموم مدينة بغداد.. واجتمع الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد، وفي ساحة النسور، ورغم استخدام القوات الأمنية والمليشيات للغاز المسيل للدموع بكثافة لفض الاعتصام، إلا أن المتظاهرين استمروا بالإقبال على ساحات التظاهر في بغداد والمحافظات الجنوبية.
في غضون ذلك، رفضت وزيرة التربية العراقية، سها العلي بك، محاولة الزج بالطلبة بالمظاهرات عبر إخراجهم من المدارس أو السماح لهم بالتظاهر داخلها، وطالبت الكوادر التدريسية والطلبة بالالتزام بالدوام.
ورفع الطلبة المعتصمون في الجامعات والمدارس هتافات عدة كانت في مقدمتها: "ماكو وطن ماكو دوام" و"إيران برا برا بغداد تبقى حرة"، مؤكدين الإضراب عن الدوام غدا والأيام المقبلة لحين تحقيق المطالب.
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أن عدد قتلى المتظاهرين منذ انطلاقة المرحلة الثانية منها في ٢٥ أكتوبر/تشرين الأول الحالي وحتى الآن وصل إلى ٧٤ قتيلا غالبيتهم قتلوا إثر إصابتهم بالرصاص الحي، فضلا عن وجود عدد من المتظاهرين الذين قتلوا بسبب التعرض للاختناق بالغاز المسيل للدموع التي استخدمته القوات الأمنية والمليشيات لتفريق المتظاهرين.
وتزامنا مع الاعتصامات والعصيان المدني في بغداد، شهدت محافظات البصرة وبابل والكوت وكربلاء والناصرية والعمارة يوما ساخنا طغت عليه الاعتقالات واستخدام الرصاص الحي.
وأكد عضو في مجلس محافظة البصرة لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه "اعتقلت قوات فوج الطوارئ الأول والثاني في مدينة البصرة مساء الأحد نحو ١٠٠ متظاهر خلال حملة اعتقالات عشوائية شنتها على المتظاهرين والناشطين في شوارع البصرة وأحيائها استجابة لأوامر قائد شرطة المحافظة الذي طالب بعدم السماح لأي تجمع واعتقال أفراد كل تجمع يزيد عددهم عن شخصين"، مبينا أن المعتقلين نقلوا إلى قيادة الشرطة للتحقيق معهم.
في الوقت ذاته، روى أحد المتظاهرين البصريين الذين ألقت القوات الأمنية سراحهم بكفالة مالية بعد ساعات من الاعتقال لـ"العين الإخبارية" ما تعرض له من تعذيب.
وفي سياق متصل، احتشد المئات من مواطني قضاء الزبير غرب البصرة وقضاء شط العرب شرقها مطالبين بإنهاء سلطة المليشيات الإيرانية وتشكيل حكومة وطنية في العراق، لكن القوات الأمنية هاجمتهم بالهراوات وفرقت مظاهراتهم.
وأكد ناشطون بصريون لـ"العين الإخبارية" أن البصرة ستشهد الإثنين، عصيانا مدنيا في مجمع كليات الكرمة ومجمع كليات باب الزبير والجامعة التقنية الجنوبية، مؤكدين أن العصيان المدني لن ينتهي إلا بتحقيق مطالب المتظاهرين.
وفي مدينة الناصرية بدأ المتظاهرون اعتصاما مفتوحا في ساحة الحبوبي، وسط انتشار أمني مكثف لمسلحين ملثمين يرتدون ملابس سوداء، واستخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لفض الاعتصام إلا أنها لم تتمكن.
وأردف الدكتور حميد الوائلي في مديرية صحة الناصرية لـ"العين الإخبارية" قائلا: "وصل 4 مصابين إلى مستشفى الناصرية إثر استهدافهم بالرصاص الحي من قبل حماية النائب عن كتلة فتح ناصر تركي، حيث احتشد المتظاهرون أمام منزله"، مبينا أن الجرحى أصيبوا بطلقات رشاشة.
أما في محافظة بابل فأحرق ذوو المتظاهرين القتلى مقر "مليشيا بدر"، فيما نشرت مليشيا "عصائب أهل الحق" عددا كبيرا من قواتها حول مقرها خشية تعرضه للحرق على يد المتظاهرين الذين طالبوا الأحزاب والمليشيات التابعة لإيران بالخروج من بابل وإخلاء مقراتها فورا.
وفي محافظة كربلاء تعرض المتظاهرون للقمع على يد قوات "سوات" ومليشيات "الحشد الشعبي" التي أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين ودهست بسياراتها العديد منهم، لكن التعتيم الذي تمارسه السلطات العراقية يمنع مستشفيات المحافظة من الإدلاء بأي معلومات للصحفيين والناشطين.
وباشر المتظاهرون في محافظة الديوانية اعتصاما مفتوحا ونصبوا الخيم، وطالبوا الحكومة بالاستجابة لمطالب العراقيين، مؤكدين أنهم سيعلنون عصيانا مدنيا الثلاثاء المقبل ضمن سلسلة الاحتجاجات التي يشهده العراق على ما وصل إليه من أوضاع سيئة بسبب التدخلات الإيرانية واستشراء الفساد في مفاصل الدولة.