لوحظ مؤخراً ارتفاع وتيرة تصعيد المواقف الإقليمية الإيرانية والتركية بالتزامن مع انتقال السلطة من الرئيس الجمهوري إلى الرئيس الديمقراطي.
في الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن هذين الطرفين استعادا مع هذا التغيير في رأس صناعة القرار الأمريكي، أوهامهما بأن القادم من الأيام سيحمل لهما التغيير المأمول في موازين القوى بعد انتكاسة مشروعهما في المنطقة العربية بفعل المواجهة الحازمة لهما ولأدواتهما، والتي كان لها التحالف العربي بالمرصاد، بمهارة وحنكة شهد لها العالم.
فقد شهدنا تزايد عمليات التعرض لمناطق تواجد القوات الدولية في العراق والاعتداء على مواكبها وخطوط تنقلاتها، وشهدنا تصاعد عمليات حركة طالبان في أفغانستان، وتسارع وتيرة إرسال طائرات بدون طيار من اليمن في رسائل تؤكد أن الطرفين الإيراني والتركي لا يتوانيان عن الاستمرار في لعبة الإرهاب وتحريك الدمى التابعة لهما في منطقتنا إرهاباً داخلياً وعابراً للحدود معاً.
وكلنا نعلم أن المنخرطين في لعبة الإرهاب مستنفرون في ظلّ التقارب العربي العربي الذي يهدد نفوذهما داخل كل من العراق وسوريا ولبنان، كما أنهم يشعرون بالخطر الشديد على مصالحهما مع اقتراب التنفيذ الفعلي لاتفاقات الأطراف في كل من ليبيا واليمن، بجهود عربية ودولية مخلصة.
كما نعلم أنهم يحضرون لمعاركهم المقبلة بتجييش قدراتهم اللوجستية والإعلامية والأمنية لأنهم يعتبرون أنفسهم في سباق مع الوقت أمام المرحلة القادمة من الحلول والتهدئة التي لن تبقي لهم نافذة مشروعة لتدخلهم السافر في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، إضافةً إلى الخوف المتصاعد لديهم من مخططات الإطاحة بمشاريع سيطرتهم وأوهامها عبر المعارضات وحركات الاحتجاج الداخلية التي نشهدها في مواجهة أردوغان داخل تركيا، والتي بلغ عددها 286 احتجاجا في إيران وحدها خلال شهر واحد.
وأمام ما سبق، يهمنا أن نشير إلى امتلاك دول التحالف العربي عناصر الردع المناسبة التي تلعب دوراً رئيسياً في مواجهة هذه الأوهام التركية والإيرانية، وخاصة مع ما يجري الحديث حوله من استعادة الدور التركي في العديد من نقاط التوتر في المحيط العربي، مع ما يتبع ذلك من دعم لوجستي بالعتاد والسلاح وتهريب العناصر الإرهابية وبناء المعسكرات التدريبية وتسليح المليشيات والحشد الشعبي في كل من العراق واليمن بالعتاد الحربي الإيراني والتركي.
ولنا أن نقول بكل ثقة إن التحالف العربي قادر على الرد بحزم والعمل بجدارة في التصدي لهذه المحاولات الخبيثة، عبر تعزيز التنسيق في المواقف الاستراتيجية من القضايا الكبرى، وتفعيل آليات الردع، خاصةً وأنه في مرحلة استباقية عمل منذ أكثر من عقد على شراء أحدث الطائرات والغواصات والأسلحة المناسبة للردع في الموازين الجيوسياسية، كما وسعى إلى الارتقاء بالقدرات العسكرية للقوات المسلحة، بالتوازي مع انتصاره في عملية التنمية التي قادتها دوله باقتدار قل نظيره، بينما فشل فيها كل من النظامين الإيراني والتركي حتى راكما خسائر اقتصادية واجتماعية لا يمكن الخروج منها في المدى المنظور.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة