مناظرة بايدن وترامب.. جدل ديمقراطي ومخاوف من «إضفاء الشرعية»
رغم رفضه الدائم المشاركة في المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن أنه يتطلع لمواجهة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وهو الأمر الذي يثير قلق الديمقراطيين.
وفي الوقت الذي يهيمن فيه ترامب على استطلاعات الرأي يخشى المشرعون الديمقراطيون من أن يؤدي ظهور الرجلين معا على المسرح إلى منح المرشح الجمهوري المحتمل المزيد من التقدم، حسب ما ذكر موقع "ذا هيل" الأمريكي.
- ما بين حملته وقاعات المحاكم.. أسبوع حافل لترامب قبل انتخابات أيوا
- ترامب يرد على بايدن ويهاجم هيلي.. قدم صورة قاتمة لأمريكا
وتعليقا على احتمال عقد مناظرة بين بايدن وترامب، قال السيناتور الديمقراطي عن ولاية إلينوي ديك دوربين "سأفكر مرتين في الأمر".
وأضاف "لقد كنت حاضراً شخصياً في إحدى مناظرات ترامب مع وزيرة الخارجية السابقة والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة في 2016 هيلاري كلينتون، وشاهدته يفعل أشياء شنيعة ويقول أشياء شنيعة.. إنها مجرد فرصة له لإظهار تطرفه".
ويشعر الديمقراطيون بالقلق من ظهور الرجلين جنبا إلى جنب على المسرح ومنحهما وقتا متساويا، الأمر الذي سيكون له تأثير على إضفاء بعض الشرعية على ترامب رغم تصريحاته المثيرة للجدل وادعاءاته المستمرة حول سرقة انتخابات 2020.
ومؤخرا صدم ترامب الديمقراطيين وأيضا الجمهوريين في الكونغرس عندما قال إن المهاجرين "يسممون دماء بلادنا".
وقال دوربين: "هذا هو نوع الثرثرة الفاشية التي يجب على الولايات المتحدة أن ترفضها من أي من الحزبين السياسيين".
ويرى بعض الديمقراطيين أن ترامب لا ينبغي أن يظهر على بطاقة الاقتراع، لأنه انتهك التعديل الرابع عشر، الذي يحظر على أي شخص أقسم اليمين لدعم الدستور وشارك لاحقا في تمرد أو تمرد ضد البلاد من تولي منصب فيدرالي، وهي القضية التي تبحثها المحكمة العليا.
ويقول أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين إن قرار المشاركة في المناظرة يعود إلى بايدن وحملته، لكن بعضهم يرى أنه لا يجب أن يشعر الرئيس بأنه مجبر على مواجهة ترامب.
ووصف السيناتور الديمقراطي كريس كونز -حليف مقرب لبايدن- تعليقات ترامب حول تسميم المهاجرين للأمة بأنها "تصريحات فاشية بغيضة"، وقال إنه يدلي بمثل هذه التصريحات "بتكرار منتظم".
وأشار إلى إحدى المناظرات بين بايدن وترامب في 2020 قائلا إن الرئيس السابق "لم يحترم بأية حال من الأحوال قواعد أو تقاليد أو لياقة المناظرات الرئاسية.. لقد كانت كارثة".
واعتبر أنه لا يوجد سبب لتكريم ترامب كمرشح من خلال مناظرته، خاصة أنه رفض مناظرة أي من خصومه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية.
في المقابل، قال جيمس كارفيل، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي إنه على الرغم من أن مواجهة بايدن لترامب ستكون محفوفة بالمخاطر، إلا أن الأمر سيبدو سيئا إذا تجنب الرئيس خصمه.
واعتبر أنه في حال فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري فإن ذلك يعني أن الناخبين الجمهوريين أعطوه "الشرعية".
وأضاف أنه رغم أن ترامب لم يلتزم بشيء حتى الآن إلا أنه سوف "يصرخ ويصرخ" إذا لم يشارك بايدن في مناظرة معه.
واعترف أن عمر بايدن (81 عاما) يمثل مشكلة لكنه حذر من أن تجنب المناظرة مع ترامب لن يؤدي إلا إلى تسليط الضوء بشكل أكبر على هذه القضية، واقترح أن يوافق الرئيس على المشاركة في مناظرة واحدة.
وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي ستيف غاردينغ إن ترامب فقد أي نفوذ في المطالبة بمناظرات متعددة في الانتخابات العامة بعد رفضه المشاركة في المناظرات الجمهورية.
وحول مسألة العمر أشار غاردينغ إلى تقدم ترامب أيضا في العمر (77 عاما) واعتبر أيضا أن المناظرات ستكون فرصة جيدة لبايدن للحديث عن إنجازاته في البيت الأبيض، لكنه أقر بأن مناقشة الرئيس السابق ستكون "مخاطرة"، لأنه "لا يلعب وفق القواعد".