«تمرير الشعلة» إلى الشباب.. «المناظرة» تكشف أزمة الديمقراطيين
سلط الأداء الكارثي للرئيس جو بايدن خلال مناظرته مع منافسه الجمهوري دونالد ترامب الضوء على أزمة يعيشها الحزب الديمقراطي.
ويواجه الديمقراطيون حقيقة فشلهم في "تمرير الشعلة" إلى جيل جديد من السياسيين، يمكن الدفع به في الانتخابات الرئاسية، ما جعل بايدن خيارا وحيدا لمواجهة الرئيس السابق ترامب.
وفي عام 2019، وخلال المناظرات التمهيدية للحزب الديمقراطي اقتبس النائب إريك سوالويل الذي كان يبلغ من العمر 38 عاما من خطاب لبايدن ألقاه عام 1987 متحدثا حول ضرورة "تمرير الشعلة" إلى الجيل الأصغر سنا.
لكن بايدن الذي كان يبلغ حينها 76 عاما ابتسم قائلا "ما زلت متمسكا بالشعلة" وهو ما بدا فوزا لسوالويل لكنه سرعان ما انهار، وانسحب من السباق بعد أقل من أسبوعين.
وفي النهاية فاز بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة متغلبا على منافسه الأبرز بيرني ساندرز الذي كان يبلغ من العمر 78 عاما وبعدها هزم ترامب ووصل إلى البيت الأبيض في 2020.
وإلى جانب بايدن وساندرز كان هناك النائبة نانسي بيلوسي التي استمرت في منصبها رئيسة لمجلس النواب حتى سن 82 عاما، وبالنسبة للسياسيين الثلاثة فإن الخبرة يمكنها أن تتغلب على الأسئلة المتعلقة بالعمر.
ومع ذلك، أكد أداء بايدن السيئ في مناظرته مع ترامب أسوأ مخاوف الديمقراطيين بالنسبة للجيل القادم وذلك وفقا لتحليل نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وخلال المناظرة، كان هناك أخطاء وعثرات لكن أكثر ما أثار قلق الديمقراطيين هو المقاومة الضعيفة التي أبداها بايدن تجاه البيانات الخاطئة والأكاذيب التي طرحها ترامب والذي رغم بلوغه عمر الـ78 لا يزال يطرح الأسئلة حول عمر الرئيس الديمقراطي.
في 2018، حقق الحزب الديمقراطي انتصارًا كبيرًا في انتخابات التجديد النصفي حيث حصل على الأغلبية في مجلس النواب بأعداد قياسية من النواب الشباب والمتنوعين الذين يمثلون التيار المناهض لترامب والذين أجبروا بيلوسي على تقديم تنازلات قبل منحها أصواتهم لاستعادة رئاسة مجلس النواب بما في ذلك التعهد بالاستمرار في منصبها لولاية واحدة فقط من 4 سنوات.
ومن بين مجموعة 2018، يترشح خمسة ديمقراطيين لعضوية مجلس الشيوخ هذا العام، بينما سيترشح اثنان آخران لمنصب حاكم ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي العام المقبل.
وسرعان ما انضم النواب الشباب الذين أفرزتهم انتخابات 2018 إلى المجموعة التي سبقتهم في عام 2012 وكانت هاتان الكتلتان الأصغر سنا من الديمقراطيين تنظران إلى باراك أوباما، أول رئيس من أصول أفريقية يتم انتخابه لأول مرة عن عمر يناهز 47 عاما، باعتباره مستقبل الحزب لكن ومع اختفائه من المشهد، استمر الحزب الديمقراطي في التمسك بالسياسيين من الجيل السابق.
ففي 2016، اختار الناخبون الديمقراطيون السيناتور الأمريكية ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، التي كانت تبلغ من العمر 69 عاما للترشح لانتخابات الرئاسة.
ورغم شكاوى التقدميين اليساريين من المرشحين البيض الأكبر سنا الذين يديرون الحزب، إلا أنهم اجتمعوا حول بيرني ساندرز الذي كان يبلغ من العمر 74 عامًا خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية كبديل لكلينتون.
وبحلول صيف 2019، تحول تركيز الحزب الديمقراطي إلى السباق الرئاسي وإيجاد المرشح المناسب لتحدي ترامب وكان هناك نحو 20 ديمقراطيًا مؤهلين للمناظرات بينهم أعضاء مجلس الشيوخ من الأصول أفريقية الصاعدون مثل كوري بوكر وكامالا هاريس وبينهم أيضا عضوات بارزات في المجلس مثل إيمي كلوبوشار وإليزابيث وارين.
ورغم وجود عدد من الديمقراطيين الشباب في الانتخابات التمهيدية 2020 إلا أن الناخبين تجمعوا حول بايدن الأكبر سنا في مقابل ساندرز الذي احتشد خلفه اليسار التقدمي مرة أخري والذي كان يقف على بعد أشهر قليلة من إصابته بنوبة قلبية خطيرة.
وخلال أول عامين له في البيت الأبيض، حقق بايدن بعض النجاحات التشريعية الكبرى، ووجد حلفاء جدد في التيار التقدمي بالكونغرس.
وفي 2022، سارت انتخابات التجديد النصفي بشكل أفضل من المتوقع، وحصل الحزب على عدد من كبير من المقاعد وبرزت أسماء ديمقراطية على الساحة وانسحبت بيلوسي من رئاسة مجلس النواب تبعها النائب ستيني هوير الذي يبلغ الآن 85 عاما وجيمس كليبورن الذي يبلغ الآن 83 عاما بعدما حكم الثلاثة التجمع الديمقراطي لمدة 17 عاما.
هذا الانسحاب للقادة الكبار سنا أفسح المجال أمام حكيم جيفريز الذي انتخب للمرة الأولى عام 2012 لتولي قيادة مجلس النواب.
وعندما أرسل بايدن رسالة مفادها أنه سيرشح نفسه لولاية أخرى، صفق زعماء الحزب في الكونغرس وتنحى كل النجوم الديمقراطيين الصاعدين الآخرين ربما لاعتقادهم أن عام 2028 سيمنحهم الوقت لصقل صورتهم على المسرح الوطني.
ويحظى بايدن بدعم زملائه الأكبر سنا في الحزب مثل ساندرز والسيناتور بن كاردين الذي يعد من القلائل الذين سبقت مسيرتهم السياسية مسيرة الرئيس.
وكاردان (80 عاما) قرر في أوائل العام الماضي عدم الترشح لإعادة انتخابه والتقاعد بعد ثلاث فترات في مجلس الشيوخ، ورغم أداء بايدن في المناظرة قال كاردان إنه لا يزال واثقا في قدرة الرئيس على القيام بهذه المهمة، خاصة عندما يكون ترامب هو البديل.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA=
جزيرة ام اند امز