«ظل الرئيس».. سيناريو الديمقراطيين «البديل» لبايدن
أثار أداء الرئيس جو بايدن في مناظرته مع دونالد ترامب القلق في أوساط الديمقراطيين، لدرجة أن البعض بدأ الحديث عن بديل.
بيد أنه حتى الوقت الراهن لم يُبدِ "بايدن" أي إشارة إلى اعتزمه الخروج من السباق، وقد رفضت حملته بشكل قاطع هذا الاقتراح، لكن ذلك لم يتمكن من طمأنة المنتقدين الذين شككوا علنًا بشأن قدرة بايدن على مواجهة دونالد ترامب، وهو شخصية ينظر إليها الرئيس وحزبه باعتباره تهديدا خطيرا للديمقراطية الأمريكية.
- قرار بايدن إعادة الترشح لرئاسة أمريكا.. كيف ومتى اتخذ؟
- بايدن يلجأ للعائلة.. هل ينهي حملته الانتخابية بعد المناظرة «الكارثية»؟
وفي حال قرر بايدن عدم الترشح سيكون الخيار الأول لاستبداله هو نائبته، البالغة من العمر 59 عامًا وشريكته في الترشح، كامالا هاريس، المعروفة بـ«ظل بايدن» لكن ذلك لن يكون تلقائيًّا، ومن المرجح أن تواجه هاريس مرشحين آخرين، وفقا لصحيفة الغارديان البريطانية.
ويتوقع أن تواجه منافسة شرسة من حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وحاكم إلينوي جاي بي بريتزكر، وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكم ماريلاند ويس مور. وهذا دليل على أن الديمقراطيين لا يؤيدون "هاريس" كخليفة واضحة لبايدن.
وأشار الصحيفة إلى أن الديمقراطيين، الذين أصيبوا بصدمة خسارة هيلاري كلينتون أمام "ترامب" في انتخابات عام 2016، احتشدوا خلف "بايدن" في انتخابات عام 2020 على حساب مجموعة من المرشحين الأصغر سنًّا، والأكثر تنوعًا وتقدمية، بينهم "هاريس"، ووعد "بايدن" كمرشح بأن يكون "جسرًا" إلى الجيل القادم من القادة الديمقراطيين، وهو ما فسره الكثيرون على أنه التزام بالخدمة لمدة ولاية واحدة قبل تمرير الشعلة إلى "هاريس"، لكن عندما حان الوقت لاتخاذ القرار أكد بايدن أنه لا يزال الديمقراطي الأفضل لمنافسة "ترامب".
وعلى الرغم من البداية الصعبة لفترة ولايتها إلا أن "هاريس" استقرت في دورها، خاصة بعد أن أصبحت الصوت الأساسي للإدارة في مجال حقوق الإجهاض.
وفي يوم الإثنين، في الذكرى الثانية لقرار المحكمة العليا الأمريكية الذي ألغى حكم رو ضد وايد، وجهت "هاريس" تحذيرًا شديد اللهجة بأن "ترامب" لن يتردد في فرض المزيد من القيود على حقوق الإنجاب للمرأة في فترة ولايته الثانية، مشيرة إلى أن "دونالد ترامب مذنب في حالة سرقة الحرية الإنجابية من نساء أمريكا".
وبعد لحظات من انتهاء "بايدن" من المناظرة كانت "هاريس" أول من دافع عنه في مقابلتين.
ففي مقابلتين مع شبكة "سي إن إن" وشبكة "إم إس إن بي سي" حاولت "هاريس" تفسير أدائه قائلة إن على الناخبين النظر إلى الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية، وليس فقط مناظرة مدتها 90 دقيقة.
وأقرت هاريس بأن "بايدن" كانت له "بداية بطيئة"، لكنها أصرت على أنه أنهى المناظرة "بقوة".
وفي مواجهة افتراضية ضد ترامب فشلت هاريس في التغلب على الرئيس السابق، إذ تخلفت عن الرئيس السابق بفارق ست نقاط في استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز/ سيينا في فبراير/ شباط، وتخلف "بايدن" عن "ترامب" بخمس نقاط في الاستطلاع نفسه.
وفي الوقت نفسه وجد الاستطلاع أن "هاريس" حققت أداء أفضل من "بايدن" بين الناخبين السود، لكنها كانت أسوأ بين الناخبين من أصل إسباني والرجال.
ولطالما شكل عمر بايدن تحديا انتخابيا. لكن أداءه الهش في المناظرة صدم حتى أقوى مؤيديه. وفي تجمع حاشد يوم الجمعة، اعترف بايدن بعثراته، لكنه أصر على أنه لا يزال المرشح الأفضل لهزيمة ترامب.
وقال في تجمع حاشد بعد المناظرة في ولاية كارولينا الشمالية: "أعلم أنني لست شاباً، لأقول ما هو واضح". "أعلم أنني لم أعد أمشي بسهولة كما اعتدت، ولم أعد أتحدث بسلاسة كما اعتدت، ولم أعد أتناقش كما اعتدت، ولكني أعرف ما أعرفه. أعرف كيف أقول الحقيقة».
المخاوف المتزايدة بشأن قدرات بايدن المعرفية أدت إلى انتقادات أكبر لهاريس، خاصة من اليمين. وقد سعى الجمهوريون إلى تصوير هاريس باعتبارها ظلا لبايدن؛ إذ حذرت نيكي هالي خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري من أن التصويت لبايدن هو تصويت للرئيسة هاريس".
ومن المقرر عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي في منتصف أغسطس/آب في شيكاغو، وستُجرى عملية الترشيح الرسمية افتراضيًّا في وقت ما قبل ذلك للوفاء بالموعد النهائي لتقديم الطلبات في أوهايو. ويرى بعض الديمقراطيين أنه لا يوجد وقت كافٍ لاستبدال "بايدن" كمرشح للحزب.