الديمقراطيون في أمريكا.. بين طيف الأمل ومخاوف المستقبل
نتائج انتخابات الثلاثاء أعادت الأمل للديمقراطيين، لكنها لم تقدم إجابات كاملة حول استعدادات الحزب لانتخابات التجديد النصفي 2026.
وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، فإنه للمرة الأولى منذ الهزائم الساحقة التي مني بها الحزب العام الماضي، استعاد الديمقراطيون الأمل.
حدث ذلك بعد تحقيق الحزب أول انتصارات كبيرة في الانتخابات التي أجريت الثلاثاء الماضي، ومع ذلك، كانت هناك أسئلة عالقة حول توجهه نحو انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
وامتدت الموجة الزرقاء من نيويورك وكاليفورنيا، ذات الأغلبية المحافظة، إلى ولايات جورجيا وبنسلفانيا وفرجينيا المتأرجحة.
وكان هناك دلائل على أن فئات تصويتية رئيسية، مثل الشباب والناخبين من أصل أفريقي وأصل لاتيني الذين تحولوا نحو الحزب الجمهوري العام الماضي، قد يعودون إلى الحزب.
وفي الوقت نفسه، توحد القادة الديمقراطيون من مختلف الأطياف السياسية وراء رسالة بسيطة تركز على فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في معالجة ارتفاع التكاليف وقضايا المعيشة اليومية.
دروس ومسار
وأثارت هذه النجاحات جولة جديدة من النقاش بين البراغماتيين ذوي التوجه المؤسسي والتقدميين المتحمسين في الحزب الديمقراطي حول النهج الذي أدى إلى الانتصار والمسار الذي يجب اتباعه في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026 وما بعدها.
وستساعد الدروس التي سيتعلمها الديمقراطيون في تحديد الرسالة الرئيسية للحزب ورسالته العام المقبل عندما تقرر الانتخابات توازن القوى في الكونغرس خلال النصف الثاني من ولاية ترامب وربما في سباق البيت الأبيض لعام 2028.
وفي مؤتمر صحفي بمبنى الكابيتول، قال السيناتور بيرني ساندرز "بالطبع، هناك انقسام داخل الحزب الديمقراطي.. هذا ليس سرًا".
وأشار إلى فوز الاشتراكي الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك كنموذج يُحتذى به للديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد.
لكن النائبة سوزان ديل بيني، التي تقود استراتيجية حملة الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي بمجلس النواب، تجنبت ذكر اسم ممداني في حديثها عن انتخابات الثلاثاء.
وأشادت في المقابل بالنهج المعتدل الذي اتبعته الديمقراطيتان أبيجيل سبانبرغر وميكي شيريل في سباقاتهما الناجحة لمنصب حاكم ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، باعتباره مسارًا أكثر جدوى خارج معاقل الديمقراطيين.
وفي تصريحات لـ"أسوشيتد برس"، قالت ديل بيني "نيويورك زرقاء.. والطريق إلى الأغلبية في مجلس النواب سيكون عبر الدوائر الانتخابية البنفسجية"، في إشارة إلى الولايات المتأرجحة.
وأضافت "لا يركز سكان أريزونا وأيوا ونبراسكا على عمدة نيويورك".
مخاوف وتحذيرات
من جانبه، قال حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، وهو مرشح رئاسي ديمقراطي محتمل "جميع هؤلاء المرشحين الذين فازوا في هذه الولايات المختلفة ركزوا على احتياجات الناس اليومية".
وأضاف: "لقد رأينا الناخبين في كل ولاية ومدن من تلك الولايات والمدن يتوجهون لإرسال رسالة واضحة إلى ترامب مفادها أنهم يرفضون فوضاه".
وبينما أشاد بنجاح الحزب، أقر شابيرو وهو أحد أبرز القادة اليهود المنتخبين في أمريكا بمخاوفه بشأن ممداني، وقال إنه غير مرتاح لبعض تعليقات عمدة نيويورك بشأن إسرائيل، وأضاف "عبرت له عن ذلك شخصيًا.. أجرينا اتصالات خاصة جيدة".
وتابع شابيرو "آمل، كما فعل الليلة الماضية في خطاب النصر، أن يكون عمدة يحمي جميع سكان نيويورك ويسعى إلى توحيد الناس".
وفي غضون ذلك، حذّر فايز شاكر، الخبير الاستراتيجي السياسي لساندرز، الديمقراطيين من تبني "حملات انتخابية نمطية لا تقول شيئًا ولا تفعل شيئًا"، في إشارة إلى الديمقراطيين الوسطيين سبانبرغر وشيريل.
أما جاكوب فراي، عمدة مينيابوليس الديمقراطي الذي هزم الاشتراكي عمر فاتح ليفوز بولاية ثالثة، فقال "علينا أن نحب مدينتنا أكثر من أيديولوجيتنا".
وأضاف "علينا أن نبذل قصارى جهدنا للتصدي للاستبداد وما يفعله ترامب".
وعلى الرغم من التصدعات المحتملة في الحزب الديمقراطي، يصعب التقليل من مدى نجاح الحزب في الانتخابات.
وفي حين حقق ترامب تقدما ملحوظا بين الناخبين من أصول أفريقية ولاتينية في 2024، نجح الديمقراطيون في تقديم أداء قوي مع الناخبين غير البيض في نيوجيرسي وفرجينيا.
وفي الوقت نفسه، بدأ الجدل حول مستقبل الحزب يتبلور بالفعل فيما يتعلق بانتخابات التجديد النصفي حيث بدأ الديمقراطيون الانتخابات التمهيدية.
وأوضح عبد السيد، المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ عن ولاية ميشيغان، والمنتمي إلى الجناح التقدمي في الحزب، أن الأشخاص الذين يتحدث إليهم يطالبون باتخاذ إجراءات جريئة لمعالجة مخاوفهم الاقتصادية.
وقال "يشعر الناس بالإحباط الشديد من صعوبة توفير حياة كريمة هنا في ميشيغان وفي جميع أنحاء البلاد".