"الحبوبي" العراقية تشتعل مجددا.. اشتباكات وجرحى
تجددت الاحتجاجات في ساحة "الحبوبي" وسط مدينة الناصرية العراقية، وسط مواجهات مع الأمن وأنباء عن سقوط جرحى.
مصدر أمني أفاد، اليوم الجمعة، بعودة التوتر بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة المدينة التي تعتبر المعقل الاحتجاجي الأكبر بمحافظات الجنوب العراقي.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال المصدر إن العشرات من أهالي الناصرية نظموا تظاهرة احتجاجية وسط ساحة الحبوبي، للمطالبة بالكشف عن مصير العشرات من الناشطين الذين اختطفوا خلال الشهور الماضية على يد مليشيات مسلحة يشتبه ارتباطها بإيران.
وأوضح أن الحركة الاحتجاجية تصاعدت بعد وقت قليل على انطلاقها، بعد أن أقدم متظاهرون على حرق إطارات السيارات أمام المداخل الرئيسة القريبة من ساحة الحبوبي، وعلى جسري الزيتون والحضارات.
وأضاف أن قوات مكافحة الشغب حاولت تفريق المتظاهرين باستخدام الهروات والقنابل الدخانية، إلا ان الأمر ازداد سوءا مما دفع بتطورات أكبر بعد إطلاق رصاص حي أسفر عن إصابة متظاهرين، دون تقديم رقم محدد.
وأظهرت مقاطع فيديو مصورة مجموعة من الملثمين يتوشحون بالعلم العراقي، يعتلون أعلى جسر "الحضارات" في الناصرية وخلفهم دخان كثيف متصاعد وخط نيران على شكل حاجز أغلق مقدمة الجسر.
وتشهد الناصرية، مركز محافظة ذي قار، بين الحين والآخر، احتجاجات غالبا ما تتسم بالعنف والتصعيد، ترفع مطالبات أغلبها يتعلق بمكافحة الفساد، وقطع الطريق على المليشيات المسلحة، والكشف عن قتلة المتظاهرين.
وبالأعوام الأخيرة، شكلت ساحة الحبوبي في الناصرية محركاً للشارع الغاضب في محافظات الجنوب، والتي كانت سبباً في اندلاع تظاهرات مماثلة في المدن الواقعة على خط امتدادها مثل البصرة وميسان وواسط.
ومنذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية الأكبر في العراق عام 2019، والتي أطاحت بحكومة عادل عبد المهدي، شكلت الناصرية المنصة الاحتجاجية الأكبر والأكثر تأثيرا في تحريك الجماهير.
وتتهم فصائل مسلحة مرتبطة بإيران باختطاف وقتل العشرات من المحتجين في العراق، خلال تظاهرات أكتوبر (2019) التي أسفرت عن مقتل أكثر من 600 متظاهر.
وعاشت الناصرية، في بداية الاحتجاجات قبل أقل من عامين، مذبحة مروعة عرفت بمجزرة "الزيتون"، أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصا وإصابة العشرات، بعدما أقدمت مجموعة من عناصر الأمن على فتح النار على المحتجين.