4 مطالب ورسالتان.. دينيس روس يرسم طريق واشنطن لردع الحوثي
الطريق الأمريكي للرد على الإرهاب الحوثي يبدأ بخمس خطوات تلتقي عند تصنيف هذه الجماعة الانقلابية منظمة إرهابية.
هكذا رسم الدبلوماسي الأمريكي المخضرم دينيس روس، في مقال نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، خارطة الرد الأمريكي على الاعتداءات الحوثية التي طالت مؤخرا دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك السعودية.
رسالتان
فبداية من الموقف الأمريكي، قال روس في المقال الذي تستعرضه "العين الإخبارية" في السطور التالية، إنه من الضروري أن تستخلص واشنطن العِبر من الماضي وتجعل الإيرانيين ووكلاءهم يدفعون ثمن أفعالهم، ويجب أن تبدأ بالحوثيين.
واعتبر أن "إظهار الإدارة الأمريكية أنها ستقف إلى جانب أية دولة صديقة رداً على هجوم يطالها قد يؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، بمن فيهم أمريكيون، يكتسي اليوم أهمية قصوى أكثر من أي وقت مضى".
وأضاف "لا جدال أن الحوثيين يحصلون على صواريخهم وطائراتهم المسيرة وتدريبهم والمساعدة في إنتاج المركبات الجوية غير المأهولة وغيرها من الأسلحة، من فيلق القدس الإيراني و حزب الله اللبناني.
وتفصيلا في الجزئية الأخيرة، أوضح الدبلوماسي الأمريكي السابق "يعتبر الإيرانيون هذه المعدات أداة مفيدة لممارسة ضغوط حقيقية على السعودية، لا سيما عندما تضرب هذه الأسلحة أهدافاً مدنية، بما في ذلك في العاصمة الرياض والمنشآت النفطية في جميع أنحاء المملكة".
دفع الثمن عبر 4 مطالب
وفيما شدد روس على أن حركة الحوثيين هي منظمة إرهابية، لفت إلى أن "هجماتها على مطارين دوليين هي تذكير واضح بهذا الواقع. ومن الصعب الاعتقاد بأنه من غير الممكن فصل المشاكل الناشئة عن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية عن إيصال المساعدات الإنسانية".
وتابع "على أي حال، يجب أن يدرك الحوثيون أنهم سيدفعون ثمن هذا الهجوم وأنهم معزولون وأن الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز دفاعات أولئك الذين يهاجمونهم".
"ومع وضع ذلك في الاعتبار، على إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن أن تبدأ بتقديم قرار إلى مجلس الأمن الدولي، يدين الحوثيين على الهجمات ويوضح أنه سيتمّ النظر في اتخاذ إجراءات عقابية في حال تنفيذ أية هجمات أخرى. وهنا تجدر الملاحظة أن الصينيين أو الروس لن يحجبوا مثل هذا القرار، نظراً إلى الروابط التي تجمعهم بالإماراتيين". الحديث لدينيس روس.
وأردف بعد ذلك "ثانياً، يجب تزويد الإماراتيين على الفور بمعلومات استخباراتية للإنذار المبكر بشأن جميع عمليات إطلاق الصواريخ - وهو أمر سبق أن قامت به الولايات المتحدة وبإمكانها تكراره".
أما ثالثا "على واشنطن أن توفر بسرعة وسائل إضافية لتحديث الدفاعات الجوية والصاروخية في الإمارات".
ورابعاً- يُكمل روس- " يجدر بالإدارة الأمريكية توفير ذخائر دقيقة التوجيه لجعل عمليات الرد الإماراتية المحتملة أكثر فاعلية وأقلّ احتمالية للتسبب بوقوع ضحايا في صفوف المدنيين - ويكتسي ذلك أهمية كبرى لأن الحوثيين يطلقون صواريخهم من مناطق مدنية، وهو أمر تعرفه الإدارة الأمريكية ويجب أن تنشره علناً".
واستطرد " خامساً، على الولايات المتحدة المشاركة في تدريبات -على مستوى ثنائي وعبر القيادة المركزية على حد سواء - مع الإماراتيين وغيرهم لمحاكاة الردود على إطلاق الصواريخ، بما في ذلك القيام بضربات انتقامية تهدف إلى تدمير الصواريخ على الأرض قبل أن يتم إطلاقها".
إيران وتأجيج النزاع
وأكد روس على أن ما يجري "لا يغير الواقع بأن إيران تفعل كل ما في وسعها لتأجيج هذا النزاع وليس الحد منه".
وقال: "تمّ تذكيرنا مجدداً بهذا الواقع الأسبوع الماضي عندما اختار الحوثيون مهاجمة الإمارات العربية المتحدة. وفي هذا السياق، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع أنه انتقاماً من التدخل الإماراتي في حرب اليمن، استهدفت الجماعة مطار دبي الدولي ومطار أبوظبي".
وفي هذا الصدد، نوّه روس في مقاله بأن "ذلك يُظهر لواشنطن أنه بغض النظر عن نتيجة المحادثات في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، يجب مواجهة السلوك الإيراني في المنطقة، إذا تعذّر ردعه".
ولفت إلى أن "القادة الإيرانيين، بدءاً من المرشد الأعلى علي خامنئي، كانوا يصرّون على عدم التفاوض بشأن برنامجهم الصاروخي أو أنشطتهم في المنطقة، معتبرين أساساً أن المحادثات النووية تختلف تماماً عن موضوع المنطقة والصواريخ. وبالنظر إلى الموقف الإيراني، على إدارة بايدن أن توضح أن ما يناسبكم يناسبنا أيضاً - بمعنى أنه إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي في فيينا، فلن يؤثر ذلك على ما تقوم به لرفع التكاليف التي تتكبدها إيران في المنطقة".
واختتم قائلا "بصرف النظر عن تعيين مبعوث يحظى باحترام كبير، وهو تيموثي ليندركينغ، اتخذت الإدارة الأمريكية خطوتين لكي تبيّن للحوثيين أنها انطلاقة جديدة: فأزالت الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وأعلنت أنها لن تقدّم بعد الآن الدعم للعمليات الهجومية التي تنفذها السعودية في اليمن. وإذا كان الهدف هو خلق بيئة للدبلوماسية الناجحة، فإن الحوثيين ضمنوا ببساطة حصولهم على هاتين الخطوتين وصعّدوا هجماتهم على السعودية".