ندوة "تريندز".. خطر الحوثي على الأمن الإقليمي بميزان خبراء
أجمع خبراء على أن الخطر الذي يشكله الحوثي على الأمن الإقليمي يتطلب موقفا دوليا موحدا يعيد المليشيات إلى لائحة الإرهاب.
جاء ذلك في كلمات منفصلة خلال ندوة عقدها الأربعاء عن بُعد، مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تطرقت إلى جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية واستهدافها للمدنيين، وتهديد الاستقرار الإقليمي.
وتنعقد الندوة التي تابعتها "العين الإخبارية"، تحت عنوان “الخطر الحوثي على الأمن الإقليمي” عبر بث مباشر على "تويتر".
وفي كلمتها بافتتاح الندوة، أكدت سمية الحضرمي، مديرة إدارة المؤتمرات بمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أنه بات من الضروري العودة إلى تصنيف الحوثي منظمة إرهابية ليس لدى الولايات المتحدة فقط بل لدى القوى الكبرى ومجلس الأمن الدولي.
من جانبه، تطرق الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية بدولة الإمارات، خلفان عبيد الكعبي، إلى موقف دول التحالف العربي من الهجمات الحوثية، الذي قسمه إلى 4 محاور تشمل الموقف السياسي والعسكري، وتحسين البيئة الداخلية اليمنية، علاوة على الموقف الإنساني والتنموي.
وفي كلمته، قال الخبير مفصلا جزئية الموقف السياسي إن "الإمارات قامت بتحركات واضحة ونشهد تحركا إماراتيا سعوديا في الولايات المتحدة"، في إشارة إلى التحركات الدبلوماسية الأخيرة على خلفية هجوم الحوثي على مواقع مدنية بدولة الإمارات.
وأضاف: "هناك تحركات لإعادة تصنيف الحوثي إرهابية، وحشد لمواقف دولية تتوافق مع توجه التحالف ودوره"، متوقعا "سماع أخبار حول هذا الأمر بالفترة المقبلة".
أما فيما يتعلق بالموقف العسكري لتحالف دعم الشرعية باليمن، يوضح الخبير أن "الانتصارات الأخيرة في شبوة وأطراف مأرب دليل على وجود تقدم، ونفس وأسلوب جديدين".
ولفت إلى أن "الحوثي لم يتوقف عن قصف الإمارات والسعودية ونرى الاستعدادات الكاملة من قبل الدولتين للتصدي لهذا العدوان".
مضيفا: "نرفع القبعة لرجال القوات المسلحة في الإمارات والسعودية على جهودهم لإحباط المخطط الحوثي التخريبي".
وبشأن تحصين البيئة الداخلية باليمن، أعرب الكعبي عن أمله بحدوث "تبدل وتغيير في منظومة الجيش اليمني وتحصين هذه المؤسسة من أجل هزيمة الحوثي".
ومتحدثا عن الجانب التنموي والإنساني لدول التحالف العربي، لفت إلى أن الإمارات والسعودية تعملان بشكل كبير في هذا الجانب من خلال الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان ومنظمات خيرية عالمية لمساندة الشعب اليمني.
وختم مشددا على ضرورة "معاقبة الحوثي وتصنيفه جماعة إرهابية".
ازدواجية المعايير
في كلمته، بالندوة نفسها، تحدث الدكتور فيصل العيان نائب رئيس أكاديمية ربدان، عن الموقف الدولي المطلوب للتعامل مع مليشيات الحوثي.
وحذر من أن رسالة الحوثي التي يحاول إيصالها بتوجيه من قوى إقليمية غير عربية وتحديدا إيران، تحاول إظهار قدرات بتهديد مصالح الإمارات والسعودية، معتبرا أن "هذا منطق يائس لدى الحوثي".
وتابع "هناك فرق بين من يبني حضارة إنسانية وبين من يريد العبث بمقدرات واستقرار الشعوب ومن يكون قوة بالوكالة ضد المصالح الوطنية".
واعتبر الأكاديمي أن مبعوث الأمم المتحدة فشل في التعاطي مع الملف اليمني، لافتا إلى أن "إشكالية المجتمع الدولي تكمن في ازدواجية المعايير".
وأكد العيان أن الطريق لطاولة المفاوضات يختلف عن حمل السلاح وترويع المواطنين في منهجية الحوثي، معتبرا أن الموقف الدولي فشل في الوصول إلى بعض الحلول مع الحوثيين.
وردا عن سؤال عما إن كان على الدول الإقليمية أن تجد الحلول للوضع اليمني، قال العيان إنه "لا شك أن لإيران دور فعال في الأزمة اليمنية، وعلى الدول الغربية والإقليمية أن تمارس ضغوطا على إيران لقطع دعمها للحوثي، إيران هي المحرك الرئيسي".
قائمة الإرهاب
في كلمته بالندوة، تحدث فهد الشليمي رئيس منتدى الخليج للسلام والأمن بالكويت عن "أهمية وضع الحوثي على قائمة الإرهاب.. الفرص والعقبات".
وقال إن المجتمع الدولي لا يقدم إلا الاستنكار والإدانة، لا يقيس جرم الجاني"، مستدركا: "لكن هناك فرصة لابد من استغلالها من المجتمع الدولي والعربي والإقليمي وهي وجود استنكار تام لفعل إرهابي (في إشارة لجلسة مجلس الأمن الدولي واجتماع الجامعة العربية)".
وشدد على أن "تجريم الحوثي إرهابي أمر مهم حتى نستطيع منع الدول من التعامل معه"، داعيا إلى ضرورة البدء بالجامعة العربية لتصنيف الحوثي جماعة إرهابية.
وتابع: "يجب القيام بتحرك عبر مجلس الأمن الدولي،، وهنا لابد أن أشيد بالتحرك الدبلوماسي الإماراتي في مجلس الأمن، وهذا الزخم الدبلوماسي والإعلامي يجب تتويجه بتصنيف الحوثي جماعة إرهابية".
واعتبر أن قناة الجزيرة القطرية "أصبحت قناة معادية" فيما يتعلق بالملف اليمني.
وحذر "من أن أي تهديد على الإمارات هو تهديد على الكويت ونحن نرفض هذا التهديد".
من جهته، تطرق حسنين توفيق إبراهيم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد في دولة الإمارات إلى خطر المليشيات على الأمن الإقليمي (الحوثي نموذجا).
وقال في كلمته: "لا توجد دولة تسمح بوجود مليشيات على أرضها، الدولة بحكم التعريف تحتكر الحق الشرعي في استخدام القوة".
وأكد أن المليشيات تمثل واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العديد من الدول العربية، لافتا إلى أن حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن وفصائل الحشد الشعبي في العراق كلها جماعات مرتبطة بإيران وتخدم أجندة طهران المرتبطة بالتوسع الإقليمي.
وحذر من أن المليشيات قد تستهدف دول الجوار بشكل مباشر وهو ما حصل مع اعتداءات الحوثي على السعودية والإمارات، وهذا خطر على الأمن في دول الجوار".
وأشار إلى أن جماعة الحوثي هددت الملاحة البحرية العالمية من خلال الألغام البحرية والزوارق المفخخة.
aXA6IDMuMTQ5LjI1Ljg3IA== جزيرة ام اند امز