كانت تعتبره "هبة من السماء".. طالبان تقتل قياديا معزولا
أعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة طالبان الأفغانية، الأربعاء، مقتل قيادي معزول بالحركة خلال محاولته الفرار لإيران.
وقالت الوزارة إن قوات المخابرات تعرفت على مولوي مهدي مجاهد الذي كان يحاول عبور حدود ولاية هرات غرب أفغانستان إلى إيران في الأيام الماضية وقتلته.
ونقلت وكالة أنباء "بختار" الخاضعة لسيطرة طالبان عن وزارة دفاع الحركة قولها "إن مولوي مجاهد قتل على أيديهم عندما كان يريد مغادرة أفغانستان".
كما نشرت الوزارة بياناً عبر حسابها على "تويتر"، أكدت فيها مقتل مولوي مجاهد عند نقطة حدودية بين إيران وأفغانستان.
وكان مولوي مهدي مجاهد يتولى منصب رئيس جهاز المخابرات لحركة طالبان في ولاية باميان، لكن تمت إقالته من هذا المنصب في أواخر فبراير/شباط الماضي، وقامت الحركة بتعيين "قاري نقيب الله بلال بدلاً منه.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت حكومة "طالبان" تعيين مولوي مجاهد رئيساً لاستخبارات ولاية باميان (مركز الهزارة في أفغانستان)، ولكن بسبب وجود ملاحظات كثيرة عليه، خصوصاً في ظل الصراعات القديمة بين قبائل الهزارة وبين البدو الرحل (من قبائل البشتون) في الولاية، تمت إزاحته من منصبه ما أثار غضبه وأنصاره.
وبعد إقالته من منصبه، شكل مولوي مجاهد جبهة ضد طالبان في منطقة بلخاب بمحافظة ساربول الواقعة شمال أفغانستان، ويعد مولوي مجاهد هو قائد الهزارة الشيعة الوحيد في حركة طالبان.
وفي 11 من أغسطس/آب الجاري، قامت حركة طالبان بعزل "قاري نقيب الله بلال" وتعيين "عبد الرؤوف سيغاني" بدلاً عنه بمنصب رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية باميان وسط أفغانستان.
والعلاقة بين طالبان وعرقية الهزارة على مدى التاريخ يسودها التوتر، إذ لم تكتوِ أي جماعة عرقية بنيران التمرد أكثر من تلك الطائفة.
فعندما وصلت طالبان إلى السلطة في منتصف التسعينيات، استهدف عناصر طالبان أقلية الهزارة بأعمال قتل وخطف، ودمروا مواقعهم التراثية، ما أجبرهم على الفرار إلى إيران.
ومثل صعود مهدي تغييرًا يعتمد على حسابات استراتيجية لجذب الدعم المحلي للأقليات وخلق ما يشبه التنوع داخل صفوف طالبان وعناصرها، الحركة كانت تعتبره "هبة من السماء".
ولهذه الغاية، أرسلت طالبان مهدي إلى مناطق الهزارة كمبعوث وأنشأت محاكم شيعية غير رسمية لأول مرة لجذب المزيد من الهزارة.
ولد مهدي في قرية صغيرة تسمى حوش في شمال أفغانستان، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات عندما استولت طالبان على كابول عام 1996.
وبعد ثلاث سنوات، قصفت طالبان منطقته بلخاب، ما دفع عائلته إلى الفرار إلى إيران مثل العديد من أقلية الهزارة الآخرين، قبل أن يعود بعد طرد طالبان من السلطة عام 2001.
والتحق مهدي بالمدرسة وبدأ يستعد للعمل في مزرعة العائلة، لكن قائدا فاسدا من عرقية الهزارة استولى على أراضي العائلة، وفقا لمهدي.
لكن مهدي وأصدقاءه ردوا على ذلك، بخطف نجل هذا القائد، وبعد تدخل شيوخ المنطقة، أعاد القائد الأراضي، وأفرج مهدي عن ابنه.
ولاحقا، سجن مهدي لمدة 7 سنوات، حيث التقى للمرة الأولى مع مقاتلي طالبان داخل السجن.
وقال سلمان أخلاقي، وهو صديق طفولته، إنه:"التقى بملالي طالبان داخل السجن، وعندما أُطلق سراحه، رأيت تغيرا كبيرا في سلوكه".
وعمل مهدي على تشجيع الهزارة للانضمام إلى طالبان، وهاجم الجيش الأمريكي والحكومة السابقة، قبل أن ينقلب على الحركة.
aXA6IDE4LjE4OS4xNzAuMjI3IA== جزيرة ام اند امز