"جبهة بنجشير" وطالبان.. أسلحة الغرب تقمع المعارضة
بعد مرور عام على حكمهم، لا تزال المعارضة المسلحة لحكم طالبان مستمرة ولكنها متقطعة، وتتركز في الأغلب في شمال أفغانستان.
ووفقا لموقع "صوت أمريكا"، سعت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية ، الجماعة الرئيسية المناهضة لطالبان عسكريًا، لإنشاء معقل لها في قاعدتها التاريخية وادي بانجشير العام الماضي عندما سيطرت طالبان على البلاد في منطقة قريبة من الحرب الخاطفة لكنها لم تستطع الصمود لفترة طويلة.
يقود المقاومة أحمد مسعود، نجل القائد العسكري الشهير أحمد شاه مسعود (أسد بانجشير)، الذي كان يقود تحالف الشمال، والذي حصل على دعم من عدة دول بينها طاجيكستان وإيران وروسيا والولايات المتحدة. لكن الابن لم يتلق أي مساعدات من هذه الدول أو أي دولة أخرى حتى الآن.
تنشط الجماعات المسلحة التابعة للجبهة في ولاية بانجشير الشمالية، ومناطق أندراب وخوست وفرينغ في مقاطعة بغلان المجاورة وفي منطقة الورساج في مقاطعة تخار شمالي أفغانستان.
ووردت أنباء عن اشتباكات بين حركة طالبان والجبهة، حيث زعم كلا الجانبين أنه تسبب في خسائر فادحة في الجانب الآخر.
لكن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد نفى وقوع اشتباكات بين مقاتلي طالبان والجبهة في إقليم بانجشير ومنطقة أندراب، زاعمًا أن "الأنباء التي تناقلتها بعض دوائر المتمردين على وسائل التواصل الاجتماعي لا أساس لها من الصحة".
ويرى بيتر بيرغن، نائب رئيس مركز الدراسات الدولية وزميل مركز أمريكا الجديدة، مؤسسة فكرية غير حزبية في واشنطن: "جماعة المعارضة ضعيفة للغاية. لم تتمكن من الدفاع عن وادي بانجشير سوى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لذا أعتقد أن طالبان في وضع أقوى مما كانت عليه قبل 11 سبتمبر/ أيلو".
وأشار الموقع إلى أن الأسلحة والمعدات التي ظلت في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان العام الماضي وانهيار الجمهورية المدعومة من الغرب في البلاد، وضعت طالبان في موقف قوة وسمحت لها باستخدام هذه الأسلحة لتعزيز قوتها، والسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد.
وفقًا للسلطات الأمريكية، تمتلك طالبان الآن أسلحة تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات.
وقال محلل أمني أفغاني، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، إن طالبان تستخدم بالفعل هذه الأسلحة لقمع المعارضة المسلحة في الشمال.
وأضاف المحلل "طالبان صاحبة على صعيد العتاد العسكري، لأنه وفقا لمسؤولين أمريكيين، تمتلك أسلحة حديثة بقيمة 85 مليار دولار".
وقال بيرغن إن المعارضة المسلحة لطالبان صعبة ما لم تحصل على دعم من دول ومنظمات أخرى.
ويؤيد المحلل في مؤسسة راند، إدريس رحماني، الذي يتابع عن كثب التطورات في أفغانستان، ما ذهب إليه بيرغن ويحذر من أن المعارضة المناهضة لطالبان ستفشل ما لم تحصل على دعم خارجي.
وقال رحماني "كل حرب يتم الفوز بها من خلال الدعم اللوجستي والمالي".
ويرى رحماني أن روسيا وإيران وطاجيكستان غير مستعدة لتقديم دعم للمعارضة يضاهي ما تمتلكه طالبان.